في مؤشر واضح على الدعم الرسمي الإسرائيلي لإرهاب المستوطنين، ضد
الفلسطينيين، أشادت نائبة إسرائيلية من حزب "قوة يهودية" المتطرف الذي يتزعمه إيتمار بن غفير، بالمستوطن عميرام بن أوليئيل الذي أقدم على حرق عائلة فلسطينية حتى الموت.
وأقدمت مجموعة من المستوطنين على إشعال النار في منزل
عائلة دوابشة بقرية دوما جنوبي
نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة بتاريخ 31 تموز /يوليو 2015، ما تسبب بجريمة هزت العالم، أدت إلى مقتل الأب سعد دوابشة وزوجته ريهام وطفلهما علي الرضيع (18 شهرا)، وإصابة شقيقه أحمد (4 أعوام) في حينه بحروق خطيرة.
وخلال تحقيقات الاحتلال في تلك المذبحة، ألقى القبض على 17 مستوطنا ممكن شاركوا في إحراق عائلة دوابشة، لكن سلطات الاحتلال أطلقت سراحهم جميعا ما عدا المتهم الرئيس بن أوليئيل الذي ينتمي للمجموعات الإرهابية التي يطلق عليها جماعة "تدفيع الثمن"، حيث أدين بمحاولة القتل، والحرق العمد والتآمر لارتكاب جريمة قتل ذات دوافع عنصرية، كجزء من "عمل إرهابي"، و وحكم عليه بثلاث مؤبدات و 20 سنة.
ودافعت النائبة المتطرفة في الائتلاف الحاكم، ليمور سون هار ميلخ، عن القاتل بن أوليئيل، ووصفته بأنه "ولي قديس"، مطالبة في كتاب وقعت عليه ما لا يقل عن 14 نائبا بـ"مراجعة شروط اعتقاله"، بحسب ما ذكرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" في تقرير أعده اليشع بن كيمون، حيث أكدت أن تصريحات النائبة تسببت بـ"عاصفة".
وجاءت تصريحات النائية اليمينية هار ميلخ، خلال حملة لجمع الأموال من أجل إطلاق سراح المستوطن المجرم، حيث تواصلت الحملة ونجحت بحسب الصحيفة في تجاوز مستوى المليون شيكل (دولار=3.83 شيكل).
وأوضحت أن "أكثر من 5 آلاف إسرائيلي تبرعوا لصالح القاتل، وعدد المتبرعين يرتفع من لحظة إلى أخرى، وستتواصل حملة التبرعات حتى السبت، وهدف الحملة التي يتصدرها جماعة القتال لعميرام، هو التشكيك بالإجراء القانوني الذي أدانه، والدفع قدما بالتخفيف من شروط حبسه".
وخلال حفل إطلاق الحملة، قال يونتان بولارد، الجاسوس الإسرائيلي الذي أفرج عنه مؤخرا من السجون الأمريكية: "نحن لا نريد لهذا المستوطن أن ينتهي مثلما انتهى رومان سدوروف أو عاموس برانس، لقد عانى الكثير ويجب أن يحصل على فرصة لعرض أدلة جديدة على المحكمة العليا بإثبات براءته"، بحسب زعمه.
وأضاف: "عزله يجب أن يتوقف، وحقيقة أنه عذب كي يقدم أدلة ضد نفسه يجب أن تؤدي لفتح الملف بشكل فوري، كرامتنا الذاتية تتطلب ذلك".
اظهار أخبار متعلقة
وأفادت "يديعوت" أن من بين المتبرعين للمجرم الإسرائيلي أسماء بارزة بينها الصحفي ورجل اليمين أرنون سيغال، الحاخام الياكيم ليفانون، موشيه فايغلين وبنتسي غوفشتاين، وتبرعت أيضا يعيل شيفح أرملة الحاخام رزئيل شيفح الذي قتل في عملية إطلاق نار، وقالت للصحيفة: "نحن لا يمكننا أن نرى طريقا ملتوية لمحاكمة الجمهور في إسرائيل ونمر عن هذا بصمت، يجب التخفيف من شروط اعتقاله".
بدورها، انتقدت "هآرتس" في افتتاحيتها الخميس بعنوان "من قاتل إلى ولي" تصريحات النائبة المتطرفة، موضحة أن طلبها الموقع عليه أيضا من 14 نائبا، رفع إلى رئيس جهاز "الشاباك" رونين بار.
ونوهت أن الحملة لدعم "قاتل رضيع" والدعوة لتخفيف شروط حبسه "تتكشف كمرحلة في خطة لإثبات براءة "الولي المقدس وتحريره، من الأفضل أن نتذكر جيدا أسماء منتخبي الجمهور الذين وقعوا على هذا الطلب، وكل هذا يعمق الفهم بطبيعة المادة البشرية (يمينية متطرفة) التي تتشكل منها الكنيست، هو كهانية على الملأ".