تابعت كما تابع كثير من السوريين
ما آل إليه وضع الائتلاف
الوطني السوري من انتخابات صورية ذكرتنا بانتخابات مجلس الشعب السوري، وذكرتنا
معها بصورة الاستهانة برأي الشعب وقراره، وذكرتنا بالعنجهية التي ظننا أنها حكر
على البعث السوري، فوجدنا أن فيروس البعث قد حتى إلى بعض أطياف المعارضة
السورية، التي لم نرَ لها وجوداً منذ سنوات، لا في الواقع السوري العملي ولا
الافتراضي، إلاّ حين يحين استحقاق انتخاب هنا أو هناك، بينما الوجود في الواقع
السوري مغيّب تماماً، في ظل معاناة تتكرر، وتتضاعف وتتراكم لأهلنا السوريين في
الشمال المحرر، فضلاً عن مخيمات الشتات.
الائتلاف الوطني السوري الذي محّضه الشعب السوري دعمه
وتأييده وسكت عن الكثير من التجاوزات التي ارتكبها، يواصل يوماً إثر يوم وسنة بعد
سنة أخطاءه، وابتعاده عن الشعب السوري، ظاناً أنه بقربه من الدول يستطيع أن يفرض
نفسه على الشعب السوري الثائر إلى ما لا نهاية، وهو الذي ثار ضد أخطر وأحقر منظومة
بعثية مجرمة في
سوريا، تتمتع وتحظى بعلاقات دولية وإقليمية قلّما حظي بها نظام في
المنطقة، ومع هذا لا يزال الشعب السوري يكافح ويقدم التضحيات من أجل التخلص من هذا
النظام المجرم. ولكن يبدو أن من تسلل فيروس البعث إلى جسده السياسي والاجتماعي لا
يزال يعيش على عقلية البعث من أن السياسي هو المدعوم خارجياً، والمقيم خارجياً،
والمنبتّ والمنقطع عن شعبه وهموم أمته، ولو تخلى عنه شعبه.
من المعيب أن تتحكم مجموعة بقرار الائتلاف، وهذا التحكم مستمر ومتواصل وباق منذ سنوات، والكل يعلم ذلك ويسكت عنه رغباً ورهباً
من المعيب أن تتحكم مجموعة بقرار الائتلاف، وهذا
التحكم مستمر ومتواصل وباق منذ سنوات، والكل يعلم ذلك ويسكت عنه رغباً ورهباً، ومن
المعيب فرض مجموعة منقطعة عن الشعب السوري، وأتحدّى أن يعرف السوريون أسماء قادة
الائتلاف، في حال أُجري استطلاع حقيقي وعلمي لشريحة عشوائية، ولكن مع هذا لا تزال
هذه القيادات التي نصّبت نفسها على
الثورة السورية تُصر على البقاء في السلطة،
بطرق ملتوية وبعنجهية وكلام سوقي يتداولون ويهددون به منافسيهم، كلام يعفّ اللسان
عن ذكره.
المطلوب ليس من هذه القيادات التوقف عن غيّها، والتخلص
من وهمها السياسي، وانفصالها عن الواقع، لأن مثل هذه القيادات أدمنت ذلك، ولا شفاء
لها من هذه الأمراض التي ابتليت بها، وإنما المطلوب اليوم ممن تبقى من قيادات
واعية وصادقة في الائتلاف الوطني الذي هو بحق مظلة سياسية للسوريين دفعوا ثمنا
باهظاً من دمائهم، أن يتحركوا،
المسألة اليوم مسألة دم ومعاناة وتشرد، لا مجال فيها للمجاملات، ولا مجال معها للصمت والتأخير والتسويف، فدماء الشهداء تستصرخ، وعويل المعتقلين والمعتقلات ينادي الجميع، وهناك عذابات المشردين والمشردات في خيام بالية لا تقي برداً ولا حراً
ويرصّوا صفوفهم بشكل حقيقي وواقعي وجريء، يرفضون من
خلاله الواقع المريض الذي تديره مثل هذه المجموعة، فالمسألة اليوم مسألة دم
ومعاناة وتشرد، لا مجال فيها للمجاملات، ولا مجال معها للصمت والتأخير والتسويف،
فدماء الشهداء تستصرخ، وعويل المعتقلين والمعتقلات ينادي الجميع، وهناك عذابات
المشردين والمشردات في خيام بالية لا تقي برداً ولا حراً.
أما القيادات السورية المؤثرة والرموز النخبوية خارج
الائتلاف الوطني السوري فعليىها أن تتداعى بسرعة، وتأخذ على أيدي هذه المجموعة التي
جيّرت المظلة السياسية الثورة لمصالحها ومصالح دول يعملون لها ويشتغلون عندها،
فالشعب السوري وأنا أقيم الآن في الشمال المحرر يرفض مثل هذه الإملاءات، ويرفض هذه
الشخصيات التي ثبت أنها امتداد لمصالح الآخرين، بل وتسعى لسنوات ضد المصلحة
الثورية، وما تحركاتها منذ الأستانة وما قبلها وما بعدها إلا تأكيد على هذه
السياسة المضادة والمتعارضة مع الثورة السورية.