هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أول ما لفت أهالي السويداء وغير السويداء من المناطق الخاضعة لسيطرة عصابات الكبتاغون هو توفر الكهرباء على مدار الساعة، على مستوى الشمال السوري المحرر كله، وهو ما وفّر الكثير على السكان المحليين في الشمال السوري، بخلاف الحالة الصعبة التي يعيشها كل من هو تحت سلطة النظام لغياب الكهرباء، وانعكاسات ذلك على الحياة الصعبةأما على مستوى الشباب فقد استأثرت أخيراً مباراة كأس الشهداء في الشمال المحرر بين فريق أمية وحمص العدية، باهتمام وانشغال كل ساكني المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري، في ظل الصورة الجميلة التي عكستها للملعب والمباراة وأجوائهما، إن كان من حيث البساط الأخضر الذي فرش في الملعب أو الكشافات القوية الحاضرة على وسط الملعب وجوانبه، فضلاً عن حضور جمهور زاد عن الـ15 ألف مشجع، وسط هتافات ثورية جددت الثورة السورية، وأحيتها من جديد في ظل الحراك الذي شهدته السويداء، والمتوقع أن ينتقل إلى مناطق الساحل السوري حيث الحاضنة الأساسية للنظام.
استجابة الشمال السوري المحرر وعاصمته إدلب، بالإضافة إلى تفاعل المحافظات الأخرى مع حراك السويداء أعطى بعداً جديداً للأخيرة وتحركها، ودعم بالتالي مشروعية انتفاضة الشعب السوري على مدى 12 عاماً، وجدد كذلك الاهتمام الدولي بالثورة السورية، وهي مؤشرات كلها تؤكد على أن نظام الأسد لم يعد مقبولاً ولا يمكن التعويل عليه،اللافت أن الشمال المحرر وعاصمته إدلب اليوم، نجح في تقديم أنموذج في القوة الخشنة الحريصة على المحرر من خلال العمليات الهجومية المركزة التي استهدفت مفاصل مهمة للنظام، إن كان في قمة النبي يونس أو في تفجير الأنفاق الأخيرة والتي أودت بحياة ضابط كبير بالإضافة إلى ضباط وجنود آخرين وتدمير دبابات وعربات عسكرية، وبجانب القوة الخشنة التي يحرص الشمال السوري المحرر على تقويتها وتعزيزها انتظاراً لفرصة ربما تكون قريبة، فإن الشمال المحرر يقدم اليوم أنموذجاً أيضاً للقوة الناعمة، وهو النموذج الذي تطالب به كل القوى والشرائح المقيمة تحت سيطرة النظام، الأمر الذي يعني أن الثورة السورية ليست طريقاً للتضحية بالنفس، وإنما كانت مقدمة وتوطئة لتحيا نفوس وتحيا معها الثورة السورية وأجيال سوريا المقبلة، وبالتالي فإن ما يسعى البعض إلى ترويجه من أنه لا بديل عن النظام السوري، ومؤسساته، عرّتها إدلب؛ ليس بشهادة سكانها ومقيميها وإنما بشهادة من هو مقيم تحت سيطرة النظام السوري.