استنكرت فصائل
فلسطينية لقاء وزيرة
الخارجية الليبية، نجلاء
المنقوش، مع وزير خارجية دولة
الاحتلال، إيلي كوهين، في
إيطاليا الأسبوع الماضي.
منظمة التحرير
منظمة التحرير الفلسطينية، أكدت على لسان عضو لجنتها التنفيذية، واصل أبو يوسف، رفضها القاطع للقاء الذي جرى بين خارجية الاحتلال كوهين مع وزيرة الشؤون الخارجية الليبية المنقوش.
وأكد في تصريح خاص لـ"عربي21"، أنه "لا توجد أي إمكانية للحديث عن حتى مثل هذه اللقاءات
التطبيعية بين
ليبيا وحكومة الاحتلال"، منوها أن "ليبيا شكلت دائما رأس حربة في مواصلة الجهود لمقاومة ومناهضة الصهيونية والاحتلال الذي يجثم على صدر شعبنا الفلسطيني".
ونوه أبو يوسف إلى أن "مثل هذه اللقاءات المرفوضة، هو أمر غريب على عادات وتقاليد الشعب الليبي، لذا شاهدنا حجم الرفض الشعبي لهذا اللقاء؛ الذي يعكس محاولات الاحتلال للتطبيع مع المزيد من الدول العربية".
ونبه إلى أن "التطبيع يساهم في زيادة وتعاظم جرائم وفاشية الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني"، مشددا على أهمية "إبقاء القضية الفلسطينية، قضية مركزية للأمة، إلى جانب وقوف شعوب الدول العربية إلى جانب هذه القضية، وهذا أساس في عملية مواصلة الكفاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال".
ورأى عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، أن "تنصل الحكومة الليبية لهذا اللقاء، يشكل رفضا لأي علاقات تطبيعية مع الاحتلال، وهذا الأمر يأتي في الاتجاه الصحيح"، مضيفا: "الحديث عن علاقات للدول العربية مع الاحتلال على حساب القضية والشعب الفلسطيني، مرفوضة تماما".
وأوضح أن "الاحتلال وعبر حكومته الحالية الفاشية، أغلق كل أفق سياسي عبر التصريحات والوقائع على الأرض، وبالتالي هذه حرب معلنة على الشعب الفلسطيني، وعليه، فأي لقاءات تجري من قبل دول عربية وغيرها مع حكومة الاحتلال، يعطيها الضوء الأخضر لمواصلة ارتكاب جرائمها وعدوانها بحق شعبنا، وخاصة في ظل موقف أمريكي داعم بشكل كلي للاحتلال ويحميه من المساءلة على جرائمه، وأيضا في ظل صمت دولي على هذه الجرائم الإسرائيلية المتصاعد ضد الشعب الفلسطيني".
الجبهة الديمقراطية
من جهته، قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، طلال أبو ظريفة: "هذا اللقاء هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، وهو غطاء للسياسية الإجرامية التي تمارسها دولة الاحتلال بحق أبناء شعبنا".
وأضاف في تصريح خاص لـ"عربي21": "لقاء كوهين مع المنقوش، أيضا يتساوق مع ما تريده دولة الاحتلال الإسرائيلي من توسيع مساحة التطبيع مع الدول العربية، وذلك لخلق حالة من الانفضاض من قبل تلك الدول عن القضية الفلسطينية، وهي القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية".
وطالب أبو ظريفة "القيادية والمؤسسة الرسمية الليبية، باتخاذ خطوات جادة من شأنها أنتضح حدا لمثل هذه اللقاءات؛ التي لا تخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي في الفترة التي يمارس فيها جرائم حرب وتمييز عنصري ضد شعبنا الفلسطيني"، مشددا على أهمية "التزام كافة الدول العربية بالمبادئ التي جرى الاتفاق عليها في المبادرة العربية عام 2002؛ وذلك بعدم إقامة أي علاقة أو تطبيع مع دولة الاحتلال ما لم يحصل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي".
حماس
وقال رئيس الدائرة السياسية والعلاقات
الخارجية في حركة المقاومة الإسلامية حماس، باسم نعيم، إن الحركة صدمت بأنباء لقاء
المنقوش مع وزير خارجية الاحتلال.
وتابع نعيم في البيان بأن "هذه اللقاءات وأي أنشطة أخرى تشرعن وجود الكيان الصهيوني على أرضنا المحتلة مرفوضة ومستنكرة، كما أنها تمثل
ضوءًا أخضر لهذه العصابة للاستمرار في سياساتها الفاشية وجرائمها الوحشية بحق
شعبنا ومقدساته".
ولفت
في البيان إلى أن اللقاء لا يمثل الشعب الليبي، مطالبا بموقف ليبي شعبي ورسمي لوضع
حد للتوجهات "التطبيعية".
اظهار أخبار متعلقة
من
جانبها، أدانت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية اللقاء الذي جمع بين كوهين والمنقوش.
وأعربت حركة الجهاد في بيان لها اليوم
الأحد، عن استنكارها وإدانتها للقاء الذي وصفته بـ"التطبيعي".
وقال بيان الحركة إن اللقاء "ارتداد
خطير عن ثوابت الأمة، وسقوط في مستنقع التطبيع الذي يمثل تهديداً لهوية وتعريف
منطقتنا العربية والإسلامية".
وتابع البيان: "نثق بأن الشعب الليبي
الشقيق لا يقبل بمثل هذه اللقاءات، وهو شعب حر يرفض التطبيع، ولا يخضع للابتزاز
السياسي والمساومة على مواقفه الثابتة من القضية الفلسطينية، رغم قسوة الظروف
الداخلية التي تمر بليبيا الشقيقة".
الجهاد الإسلامي
بدورها، استنكرت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لقاء وزيرة الشؤون الخارجية الليبية مع وزير الخارجية الاحتلال، معتبرة أنه "بوابة للتطبيع وإهانة خطيرة للشعب الليبي الذي سطر تاريخا من الوفاء لفلسطين وقضايا الأمة العربية، وللشهداء الأبطال من أبناء ليبيا الذين استشهدوا في مواجهة العدو الصهيوني والعدوان الاستعماري على الأرض العربية".
وحذرت في بيان لها وصل "عربي21"، من "خطورة هذه السياسات، وما يترتب عليها من فتح أبواب ليبيا أمام العدو الصهيوني للعبث بأمنها ونهب مقدراتها، وتشريع الاعتراف به".
وشددت الجبهة الشعبية على وجوب "عدم الاستهانة بما أقدمت عليه الوزيرة الليبية أو السياسات التي تقف وراء هذه الخطوة"، مطالبة "الحكومة الليبية بلجم هكذا سياسات وخطوات، والتمسك بالموقف العروبي لليبيا وشعبها".
وأضافت: "شعب الشهيد الرمز الخالد عمر المختار، لم ولن يقبل التطبيع مع الكيان الصهيوني، ولن يتراجع عن تمسكه بثوابته ومواقفه الداعمة للشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية"، منوهة أن اللقاءات مع قادة الاحتلال تمهيدا للتطبيع معه هي "مسعى تخريبي يهدد الأمن القومي العربي بعمومه والليبي بخصوصه".
من جانبها، أوضحت وزارة الخارجية الليبية في بيان لها أن لقاء المنقوش بكوهين كان عارضا، وغير معد له، ولم يتضمن أي مباحثات رسمية أو مناقشات.
وأوضح بيان الخارجية أن موقف المنقوش ثابت من اللقاءات مع أي طرف ممثل لدولة الاحتلال الإسرائيلي.
وأوقفت الحكومة الليبية المنقوش عن العمل احتياطيا، وأحالتها للتحقيق.
وفي وقت
سابق، الأحد، أعلنت وزارة الخارجية الإسرائيلية أن
الوزير إيلي كوهين التقى المنقوش، في لقاء هو "الأول
من نوعه" بين مسؤولين من البلدين اللذين لا تربطهما أي علاقات دبلوماسية.
وذكرت الوزارة في بيان، أن "كوهين
والمنقوش عقدا اجتماعا سريا الأسبوع الماضي، في إيطاليا".
ويعد هذا الاجتماع الأول من نوعه على
الإطلاق بين وزيري خارجية البلدين.
اظهار أخبار متعلقة
وأشارت الوزارة إلى أن "اللقاء
بحث إمكانيات التعاون والتواصل بين البلدين، والحفاظ على تراث اليهود
الليبيين".
وقالت إن "اللقاء جاء بمبادرة
إسرائيلية لإقامة اتصالات مع ليبيا".
ووفق البيان ذاته، قال كوهين:
"اللقاء التاريخي مع المنقوش هو خطوة أولى في العلاقة بين إسرائيل وليبيا، إن
حجم ليبيا وموقعها الاستراتيجي يمنح العلاقات أهمية وإمكانات هائلة لدولة
إسرائيل".
وأضاف: "لقد تحدثت مع وزيرة
الخارجية الليبية حول الإمكانات الكبيرة التي يمكن أن توفرها العلاقة بين البلدين،
وكذلك أهمية الحفاظ على التراث اليهودي الليبي، الذي يشمل تجديد المعابد والمقابر
اليهودية في البلاد".
وتابع كوهين، وفق بيان الخارجية:
"أشكر وزير الخارجية الإيطالية، السيد أنطونيو تياني، على استضافته الاجتماع
التاريخي في روما، إننا نعمل مع عدد من الدول في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا من
أجل توسيع دائرة السلام والتطبيع مع إسرائيل".