هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
يوقع لبنان الخميس اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع الاحتلال الإسرائيلي في الناقورة جنوب البلاد، بحضور الوسيط الأمريكي آموس هوكستين، الذي وصل إلى بيروت مساء الأربعاء.
وذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية، أن هوكستين وصل إلى مطار "رفيق الحريري" الدولي، في تمام الساعة الـ18:10 ت.غ، دون تفاصيل.
فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، في بيان، إن الزيارة "لوضع اللمسات الأخيرة على الاتفاقية التاريخية لترسيم حدود بحرية دائمة بين لبنان وإسرائيل".
وأضاف البيان: "سيلتقي هوكستين في بيروت بالرئيس ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي للتعبير عن امتنانه لكل منهم على روح التشاور والانفتاح التي تحلوا بها طوال فترة المفاوضات".
وذكر أن المسؤول الأمريكي "سينتقل بعدها إلى مدينة الناقورة لاتخاذ الخطوات النهائية لإدخال اتفاق إسرائيل ولبنان حيّز التنفيذ".
وتابع: "بعد ذلك سيُقدّم الطرفان الإحداثيات البحرية إلى الأمم المتحدة بحضور الولايات المتحدة".
وأوضح البيان أن هوكستين سيتوجه بعد توقيع الاتفاق إلى إسرائيل للقاء رئيس الوزراء يائير لابيد.
وأعلن المسؤول الإعلامي لرئاسة الجمهورية رفيق شلالا، خلال مؤتمر صحفي الخميس، أن الوفد اللبناني المشارك في توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية، لن يلتقي الوفد الإسرائيلي.
وقال شلالا: "هناك اجتماع للوفد اللبناني الذي سيحضر توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية الجنوبية عند قرابة السّاعة العاشرة والنصف من قبل ظهر اليوم".
وأشار إلى أنّ "مهمّة الوفد تسليم الرسالة فقط، ولا توجد مفاوضات، ولن يلتقي الوفد اللبناني إطلاقًا بالوفد الإسرائيلي".
وبيّن أن "المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان ستكون موجودة في الناقورة، وستتسلّم من لبنان الإحداثيات المتعلقة بترسيم الحدود البحرية".
وشدد أن ذلك سيحدث "فوراً في اللحظة نفسها التي تسلَّم فيها الرسالة اللبنانية إلى الوسيط الأميركي آموس هوكستين".
كما أعرب رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، عن أمله بأن يكون اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع دولة الاحتلال "خطوة أساسية على طريق الافادة من ثروات لبنان".
وفي تصريح خلال لقائه الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود بين لبنان و"إسرائيل"، قال ميقاتي: "نأمل أن يكون ما تحقق خطوة أساسية على طريق الإفادة من ثروات لبنان من الغاز والنفط، بما يساهم بحل الأزمات المالية والاقتصادية التي نمر بها، وأن يساعد لبنان على النهوض من جديد".
كما أشاد ميقاتي بـ"الاهتمام الشخصي للرئيسين الأمريكي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي أعطى دفعا لمسار جديد في المنطقة ولدعم لبنان لاستعادة عافيته الاقتصادية".
وفي وقت سابق، أشاد الرئيس اللبناني عون، بالصيغة النهائية لمسودة اتفاق أمريكي لترسيم الحدود مع الاحتلال، معتبرا أنها "ستنتشل لبنان من الهاوية التي أُسقط فيها".
وأعلنت الرئاسة اللبنانية في بيان، أن الصيغة النهائية لمسودة اتفاق ترسيم الحدود "مرضية للبنان وتلبي مطالبه وحافظت على حقوقه في ثروته الطبيعية"، فيما ينتظر أن يتم الإعلان رسميا عن الموقف الوطني الموحد، بعد مشاورات يجريها عون حول المسألة.
بدوره، وصف رئيس وزراء الاحتلال يائير لابيد، الاتفاق المرتقب بـ"التاريخي".
ورجح محللون أن الاتفاق سيفتح الباب أمام أعمال التنقيب في لبنان حيث تعتزم شركة "توتال إنرجيز" الفرنسية البدء بالتنقيب عن النفط والغاز في المياه الإقليمية اللبنانية، فور وضع اللمسات النهائية على الاتفاق.
واعتبر محللون اقتصاديون لبنانيون، أن بلدهم لن يستفيد اقتصاديا على الفور بمجرد توقيع الاتفاق، وإنما الإفادة تتطلب سنوات كي تتحقق مشددين على ضرورة إصلاح النظام الاقتصادي الحالي جذرياً.
اقرأ أيضا: هل يحقق لبنان منافع اقتصادية من اتفاق ترسيم الحدود؟
وأجرى البلدان مفاوضات غير مباشرة استمرت لمدة عامين بوساطة أمريكية بشأن منطقة غنية بالنفط والغاز الطبيعي في البحر المتوسط تبلغ مساحتها 860 كم مربعا.