أبدى النائب البريطاني محمد إقبال مخاوفه من
تورط بلاده واقتيادها إلى المحاكم الدولية، بسبب التواطؤ بحرب الإبادة في قطاع
غزة، مع
الاحتلال الإسرائيلي، والتي استشهد فيها عشرات آلاف الفلسطينيين وأصيب
مئات آلاف آخرون.
وقال إقبال وهو أحد نواب مجموعة "التحالف
المستقل" التي شكلها 5 نواب مستقلين يدعمون غزة، في
البرلمان البريطاني: "هذا يكفي. كم يجب أن يكون عدد
القتلى حتى توقف الحكومة البريطانية دعمها المباشر وغير المباشر لإسرائيل التي
ترتكب جرائم حرب؟".
وأكد في مقابلة مع وكالة الأناضول، على "ضرورة منع إسرائيل من قتل
المدنيين الأبرياء في جميع أنحاء قطاع غزة والضفة الغربية"، مطالبا
"المتواطئين في هذه الجرائم بإنهاء دعمهم لإسرائيل".
وأضاف: "إنهم لا يريدون أن يطلقوا عليها
إبادة جماعية، لكنها إبادة جماعية، ولا يريدون أن يسموها قتلا جماعيا ولكنها قتل
جماعي".
وأشار إلى أن تحالفه "يثير هذه القضية مع
كثير من النواب من مختلف الأحزاب في البرلمان البريطاني في كل فرصة".
ودعا إقبال الحكومة البريطانية إلى
"التوقف عن الاكتفاء بالخطابات"، مشددا على "ضرورة تحركها".
ولفت إلى أنه "ليس من الكافي تعليق 30 ترخيصا
فقط من أصل 350 ترخيصا لتصدير الأسلحة لإسرائيل".
اظهار أخبار متعلقة
وطالب حكومة بلاده بـ"إيقاف إرسال قطع
طائرات إف-35 إلى إسرائيل، لأن تلك الطائرات هي آلات القتل الأكثر شيوعا".
وفي 2 أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلن وزير الخارجية
البريطاني ديفيد لامي، أن بلاده ستعلق بيع بعض الأسلحة للاحتلال، مشيرا إلى أنه سيتم
تعليق نحو 30 من أصل 350 ترخيصا بهذا الخصوص.
في حين أفاد وزير الدفاع جون هيلي، أن قرار
بلاده تعليق 30 من 350 رخصة تصدير أسلحة إلى الاحتلال لا يغير دعم لندن لـ"حق
تل أبيب في الدفاع عن نفسها" على حد تعبيره.
وانتقدت منظمات حقوقية دولية ومؤسسات غير
حكومية قرار
بريطانيا بفرض حظر جزئي على الأسلحة المقدمة لدولة الاحتلال ووصفته بأنه
"غير كاف"، و"تم اتخاذه بعد فوات الأوان"، مطالبة بوقف
إمدادات الأسلحة بشكل كامل.
وتساءل: "صناع القرار؛ رئيس الوزراء، ووزير
الخارجية والحكومة بأكملها وأعضاء البرلمان الذين يدافعون عن حق إسرائيل في ارتكاب
الإبادة الجماعية، ماذا سيقولون لأبنائهم وأحفادهم حين يكبرون؟".
واستهجن تصريحات رئيس الوزراء كير ستارمر التي
قال فيها إن "ما حدث في غزة ليس إبادة جماعية".
وقال إن "الأمم المتحدة ومحكمة العدل
الدولية ومنظمات مستقلة ومقررين أكدوا أن ما حدث في غزة ينطبق عليه تعريف الإبادة
الجماعية".
وأضاف: "الإبادة الجماعية ليست مسألة أرقام،
إنها مسألة نية لارتكابها".
وأضاف: "أخشى أنه عندما يُحاكم مجرمو
الحرب هؤلاء، فستتم محاكمة الحكومة البريطانية لتواطؤها في هذه الجرائم".