هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وسط تصاعد الحرب الروسية الأوكرانية، ومخاوف الاتحاد الأوروبي من وصولها إلى تخومه، وقعت 14 دولة عضوا في حلف الناتو إعلان نوايا لشراء أنظمة دفاع جوي مشتركة تابعة للصناعات العسكرية الإسرائيلية "آرو أو حيتس" على خلفية التهديد الروسي.
ويدور الحديث بالتفصيل عن توجه ألمانيا لشراء نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، ومعها 13 دولة أوروبية أخرى، حيث تم التوقيع في مقر حلف شمال الأطلسي في العاصمة البلجيكية بروكسل من خلال 14 دولة عضوا فيه على إعلان نوايا مشترك، تعتزم بموجبه شراء أنظمة دفاع جوي إسرائيلي بشكل مشترك، وتسمى المبادرة "درع السماء الأوروبي"، ومن بين أنظمة الدفاع التي تنوي هذه الدول شراءها باتريوت الأمريكية، وإيريس الألمانية، وآرو الإسرائيلية.
صحيفة يديعوت أحرونوت التي كشفت عن هذا التطور، نقلت عن "أوساط إسرائيلية وأوروبية قولهم، إن هذا التوقيع يفي بمسؤوليتها المشتركة عن الأمن الأوروبي عقب تصاعد الحرب في أوكرانيا، وتفاقم التهديد الروسي، ومن الدول الأوروبية الموقعة بجانب ألمانيا لحيازة المنظومة الدفاعية الإسرائيلية: بريطانيا وسلوفاكيا والنرويج ولاتفيا والمجر وبلغاريا وبلجيكا والتشيك وفنلندا وليتوانيا وهولندا ورومانيا وإستونيا وسلوفينيا".
اقرأ أيضا: WP: "إسرائيل" ترفض منح أوكرانيا القبة الحديدية بسبب روسيا
وأضافت في تقرير ترجمته "عربي21" أن "شراء هذه المنظومات الدفاعية، ومنها الإسرائيلية، سيتم جنبا إلى جنب، حيث يبدي الألمان بصفة خاصة اهتماما بزيادة عدد البطاريات التي بحوزتهم، وفيما تغطي المنظومات الأمريكية والألمانية الطبقة الوسطى من الدفاع الجوي، فإن المنظومة الإسرائيلية تهدف لحماية الجزء العلوي منها، في ظل الحاجة الأوروبية الملحة إلى سدّ الثغرات الدفاعية بسرعة، بزعم أنهم يعيشون في أوقات مهددة وخطيرة".
وأوضحت أن "هذه المنظومات، خاصة الإسرائيلية، ستكون الأكثر مناسبة في مواجهة التحديات الأمنية التي تشهدها أوروبا، عقب تقارير تحدثت عن أن ألمانيا اتخذت قرارًا أوليًا بشراء منظومة آرو الإسرائيلية بديلا عن منظومة ثاد الأمريكية، فيما ناقش المستشار الألماني أولاف شولتز القضية مع رئيس الوزراء يائير لابيد أثناء زيارته برلين، وألمحا أن الاتفاقية باتت وشيكة، ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الصفقة ملياري يورو".
وتأتي الصفقة الأوروبية الإسرائيلية المزمع توقيعها بعد ثمانية أشهر على اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية في شباط/ فبراير، حيث خصصت ألمانيا صندوقًا بقيمة 100 مليار يورو لتحديث دراماتيكي لقواتها العسكرية بعد سنوات من إهمال الميزانية التسلحية، بجانب ميزانيتها الدفاعية السنوية البالغة 50 مليار يورو، وقبل أسبوعين تحدث وزير الحرب بيني غانتس مع نظيرته الألمانية كرسيتينا لامبرخت حول التقدم المحرز في الصفقة المذكورة.
وتحوز دولة الاحتلال على مجموعة من المنظومات الدفاعية بجانب آرو أو حيتس، ومنها القبة الحديدية ومعطف الريح، وشكلت عدواناتها الأخيرة على غزة فرصة لتسويقها حول العالم، بزعم أنها من أكثر الأنظمة تقدمًا من نوعها في العالم لاعتراض الصواريخ، رغم أن المقاومة الفلسطينية استطاعت اختراق هذه المنظومة، وأثبتت عدم جدواها، حين وصلت الصواريخ إلى تل أبيب، خلال العدوان على غزة منتصف عام 2021، مع أن محيطها كان يعج بالبطاريات الدفاعية.