سياسة دولية

66 عاما على مجزرة قلقيلية.. هكذا خطط الاحتلال للجريمة

هدمت القوة اليهودية المهاجمة 41 بيتا ومسجدا وخزان مياه وقتلت عائلة كاملة هي عائلة مكونة من 12 فرداً- وفا
هدمت القوة اليهودية المهاجمة 41 بيتا ومسجدا وخزان مياه وقتلت عائلة كاملة هي عائلة مكونة من 12 فرداً- وفا
في نهار الخميس العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر 1956، رصد أحد ضباط الجيش الأردني من سطح مركز شرطة قلقيلية، حشودات لقوات الاحتلال الإسرائيلي، وراء خط الهدنة من الجهة الشمالية والغربية لمدينة قلقيلية.

كانت تلك إرهاصات هجوم لجيش الاحتلال على المدينة، وفق تقرير لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".

في التاسعة مساء من اليوم ذاته، قطعت أسلاك الاتصالات عن المدينة، خاصة الاتصالات العسكرية بين مركز الشرطة ومقر الحرس الوطني، الأمر الذي زاد شعور الأهالي والجيش العربي بأن هجوماً وشيكاً ستنفذه قوات الاحتلال المحتشدة في المستوطنات القريبة.

وبحسب كتاب "قلقيلية بين الأمس واليوم"، الذي يروي شهادت من عاصروا تلك المجزرة، فإنه في الساعة العاشرة مساء من ذلك اليوم تسللت باتجاه قلقيلية من الجهة الشمالية والغربية مفرزة من الجيش الإسرائيلي تقدر بكتيبة مشاة تساندها مدفعية ميدان، وبدأت بقصف مركز الشرطة شمال البلدة على طريق طولكرم.

بعد الساعة الحادية عشرة ليلاً عادت كتيبة المشاة إلى المدينة بعد تمهيد مدفعي كثيف، إلا أن هجومها فشل وتكبدت بعض الخسائر لاستبسال الأهالي والحرس الوطني والجيش الأردني بقيادة الضابط خنفور سليمان.

وعند منتصف الليل، عادت قوات الاحتلال للمرة الثالثة بكتيبة المشاة تحت حماية الدبابات، بعد أن مهدت للهجوم بنيران المدفعية الميدانية، وهاجمت قلقيلية من ثلاثة اتجاهات (الشمالي والغربي والشرقي) وتمكنت من الوصول إلى مركز الشرطة واحتلاله، ودارت معركة بين القوات المهاجمة والمدافعين عن المركز، فاستشهد عدد من المدافعين وأفراد الحرس الوطني، وعدد من أسرى مركز الشرطة، وذلك بعد نسفه على من فيه.

قائد الهجوم على قلقيلية، الذي استهدف بالدرجة الأولى مركز الشرطة كان "آرييل شارون"، الذي قاد مذبحة صبرا وشاتيلا في أيلول/ سبتمبر 1982.

وقتل في معركة المركز 18 جنديا اسرائيليا بينهم، قائد القوات المهاجمة البريجادير جنرال قائد سلاح المدرعات واسمه "بيرمي"، الذي أقام له الجنود بعد احتلال البلدة عام 1967م، نصبا تذكاريا مكان مقتله في "تلة صوفين، إلا أن أهالي البلدة قاموا بهدمه.

ويروي محمد عبد الهادي طه (المعروف في قلقيلية بـ أبي نضال الميكانيكي، وكان يعمل ميكانيكيا في قيادة الحرس الوطني في نابلس) أن وحدة من الجيش الأردني بقيادة محمد الخصاونة المتمركزة في عزون، تحركت للمساعدة في التصدي للعدوان، لكنها اصطدمت بالألغام التي زرعتها قوات الاحتلال المتسللة مسبقا فدُمِّرت بعض آلياتها. كما أن طائرات الاحتلال ضربت القوة الأردنية المتقدمة بالقنابل، على الطريق بين قرية النبي إلياس وعزون شرقي قلقيلية مقابل عزبة الطبيب، واستشهد عدد منهم وكان من بينهم ضابط المدفعية الأردني غازي الكباريتي.

وتحركت قوات من الحرس الوطني من القيادة في نابلس، لنجدة السرية الموجودة في مركز قلقيلية. وتوجهت الكتيبة التاسعة المتمركزة في سيلة الظهر بقيادة الضابط سلامة عتيق لنجدة الوحدات العسكرية الأردنية المشتبكة مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في قلقيلية. لكن غلوب باشا قائد الجيش الأردني في ذلك الوقت، أصدر أوامره لهذه القوات بعدم التقدم، والانسحاب إلى مواقعها، وطلب في الوقت ذاته من الوسيط الدولي التدخل لانسحاب إسرائيل إلى ما وراء خطة الهدنة.

وكانت المدفعية الأردنية، قد قصفت القوات المهاجمة وكبَّدتها بعض الخسائر، وقامت قرب عزون معركة ثانية ومثلها في صوفين بظاهر قلقيلية الشرقي.

وقد تمكن أحد المحاربين وهو علي الشنطي من إعطاب دبابة إسرائيلية بقذائف مدفعه من عيار رطلين، الذي كان منصوبا بالقرب من دار الحداد شمالي مستشفى الوكالة، وكانت آخر امتداد عمراني لقلقيلية في ذلك الوقت. واستبسل في المعركة أمين محمد الحداد، الذي صعد على ظهر الدبابة الإسرائيلية وألقى فيها قنبلة يدوية.

ومع إشراقة صباح اليوم التالي، انسحبت قوات الاحتلال من قلقيلية بعد أن عاثت في البلدة تخريبا وتدميرا. حيث هدمت 41 بيتا ومسجدا وخزان مياه وقتلت عائلة كاملة هي عائلة عبد المنعم قادوس المكونة من 12 فرداً.

واستشهد في المعركة أكثر من 35 جنديا أردنيا، و21 من أهالي البلدة المدنيين.



التعليقات (7)
عابر سبيل
الإثنين، 10-10-2022 11:51 ص
19 ـ مجزرة "الرملة" في 1 يونيو: خدع ضباط صهاينة سكان مدينة الرملة حينما خيّروهم بين النزوح من المدينة أو السجن الجماعي، الأمر الذي مكّنهم من قتل عدد كبير منهم (قُدّر بالمئات)، وإلقاء الجثث على طريق المدينة العام، ولم يبق بعد هذه المجزرة إلا 25 عائلة عربية. 20 ـ مجزرة اللد في 11 يوليو: ارتكب الجنود الإسرائيليون مجزرة بحق سكان المدينة، راح ضحيتها نحو 426 مواطنا، وذلك في عدة أحداث منها اقتحام مسجد يضم عشرات المواطنين، كان الجنود قد أعطوا كل من دخله الأمان، لكنهم قتلوا فيه عددا من المواطنين وصل إلى 167. 21 ـ مجزرة "الدوايمة" في 29 أكتوبر: جرت على عدة دفعات أسفرت عن مقتل 500 مواطن، أبرزها حادثة المسجد الذي يُطلق عليه اسم "الزاوية"، حيث قتل الجنود الإسرائيليون نحو 50 شيخا كانوا يتواجدون داخل المسجد، ويذكر أيضا أنه تم قتل أطفال خلال المجزرة عبر تكسير جماجمهم بالعصيّ. نور أبو عيشة ـ aa.com.tr
عابر سبيل
الإثنين، 10-10-2022 11:49 ص
16 ـ مجزرة قرية "عين الزيتون" في 4 مايو: هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة قرب صفد، ودمّرت منازلها، وجمعت عددا من سكانها بلغ نحو 70 مواطنا، وقيّدتهم ثم أعدمتهم. 17 ـ مجزرة قرية "أبو شوشة" شرق الرملة في 14 مايو: حاصرت عصابات صهيونية القرية، وبدأت بمهاجمتها بقذائف الهاون والقتل العشوائي لرجال القرية، ما أسفر عن مقتل 60 من سكانها؛ وذلك عشية إعلان قيام دولة إسرائيل. 18 ـ مجزرة "بيت دراس" في 21 مايو: هاجمت قوات صهيونية القرية الواقعة شمال شرق غزة بعد محاصرتها من كافة الجهات، وقصفتها بالمدفعية بشكل عشوائي ومكثّف، ما أسفر عن مقتل 260؛ بينهم نساء وأطفال وشيوخ. نور أبو عيشة ـ aa.com.tr
عابر سبيل
الإثنين، 10-10-2022 11:48 ص
13 ـ مجزرة قرية "ناصر الدين" في 14 أبريل: هاجمت عصابة صهيونية القرية المُطلّة على بحيرة طبريا، وفتحت نيران أسلحتها صوب السكان، ما تسبب بمقتل 50 فلسطينيا؛ من أصل 90 وهو عدد سكان القرية آنذاك. 14 ـ مجزرة قرية "الحسينية" شمال صفد في 21 أبريل: هاجمت عصابات صهيونية القرية بالأسلحة الرشاشة والمتفجّرات، ما أسفر عن مقتل العشرات من المدنيين. 15 ـ مجزرة حيفا في 22 أبريل: هاجمت عصابات صهيونية المدينة ليلا، فاحتلوا البيوت والشوارع والمباني، وقتلوا نحو 150 فلسطينيا، وجرحوا حوالي 400 آخرين. نور أبو عيشة ـ aa.com.tr
عابر سبيل
الإثنين، 10-10-2022 11:44 ص
10 ـ مجزرة قطار حيفا في 31 مارس: فجّرت عصابة صهيونية القطار السريع المعروف باسم القاهرة -حيفا، ما أسفر عن مقتل 40 فلسطينيا، وإصابة 60 آخرين. 11 ـ مجزرة "دير ياسين" في 9 أبريل: شنّنت عصابات صهيونية هجوما على قرية دير ياسين غربي القدس، وتم خلالها نسف المنازل على رؤوس سكانيها، واستهداف المواطنين الفارين من المجزرة استهدافا مباشر. وبحسب مصادر عربية ودولية فإن عدد قتلى المجزرة بلغ 254، بينهم 25 سيدة حامل تم بقر بطونهن وهن أحياء برؤوس الحراب. 12 ـ مجزرة قرية "قالونيا" في 12 أبريل: هاجمت عصابة صهيونية القرية الواقعة بجوار مدينة القدس، وهدّمت المنازل وتسببت بمقتل نحو 14 فلسطينيا على الأقل. نور أبو عيشة ـ aa.com.tr
عابر سبيل
الإثنين، 10-10-2022 11:43 ص
7 ـ مجزرة شارع عباس في حيفا في 28 يناير: دحرجت عصابة صهيونية برميلا مملوءا بالمُتفجّرات في شارع عباس العربي (مُنحدر)، ما تسبب بهدم بعض البيوت على ساكنيها ومقتل 20 فلسطينيا وجرح 50. 8 ـ مجزرة قرية "سعسع" قضاء حيفا في 14 فبراير: هاجمت عصابة صهيونية قرية "سعسع"، ودمرت نحو 20 منزلا فوق رؤوس ساكنيها، ما أسفر عن مقتل 60 فلسطينيا؛ معظمهم من النساء والأطفال. 9 ـ مجزرة "بناية السلام" في القدس في 20 فبراير: فجّرت عصابة صهيونية، مركبة مملوءة بالمتفجرات، وضعتها أمام بناية السلام في مدينة القدس، ما تسبب بمقتل 14 فلسطينيا، وجرح 26 آخرون. نور أبو عيشة ـ aa.com.tr