مع زيادة تحريض الاحتلال المتواصل ضد فلسطينيي48،
نشرت وثيقة إسرائيلية جديدة تتهم الجهات الرسمية
الفلسطينية في الداخل المحتل بالتخطيط
لأحداث هبّة أيار/ مايو 2021، بزعم أنها لم تكن أحداثًا محلية عفوية، بل إن لجنة المتابعة
لفلسطينيي48 هي التي عملت من خلال الأحزاب العربية والسلطات المحلية على تشجيع العمليات
الميدانية، وتحريض المتظاهرين، ووعدتهم بالمساعدة القانونية أمام محاكم الاحتلال.
أكثر من ذلك، فإن مستوى التحريض الإسرائيلي
بلغ حدّ اتهام قادة فلسطينيي48 بدعم قتل اليهود، وعدم إدانة من يقوم بأعمال مسلحة ضد
جنود الجيش، بل توجيه كلمات المديح لكل من شارك في هبة أيار/ مايو 2021، لاسيما في
مدن القدس، واللدّ، وعكا، والرملة، والجليل، والنقب.
كالمان ليبسكيند، الكاتب في موقع "
ويللا"
الإخباري، زعم أن "الوثيقة الإسرائيلية الداخلية، التي لم يكشف من أعدّها، تؤكد
أن أحداث هبة أيار/ مايو لم تكن عفوية، بل مخططة، وجاءت نتيجة توجيه وتحريض ودعم الهيئات
المنظمة وممثلي الأحزاب العربية ولجنة المراقبة العليا لفلسطينيي48، التي وجهت دعوات
لهم للنزول إلى الشوارع في مختلف التجمعات المحلية، حتى شكلت هذه المظاهرات الشرارة
التي أشعلت النار، وألحقت خسائر فادحة بالإسرائيليين".
وأضاف في مقال ترجمته "عربي21"
أن "القيادات الفلسطينية داخل المدن المحتلة بثّت الروح المعنوية في نفوس أتباعها،
وسعت لإخراج الجمهور للشوارع، ما أوصل الأمور إلى تسخين للمنطقة بشكل عام، على اعتبار
أن ما يشهده المسجد الأقصى لا يخص المقدسيين فقط، بل يخص الفلسطينيين في مدن يافا والجليل
والمثلث والنقب، ولذلك توافد أعضاء الكنيست العرب للتضامن مع سكان حي الشيخ جراح، ووجهوا
دعوات إلى فلسطينيي48 للقدوم إلى المسجد الأقصى لمنع الاقتحامات اليهودية".
وزعم أنه "بعد أيام من اندلاع أحداث
القدس وحرب غزة، خرج المئات من فلسطينيي48 يتحصنون في أماكنهم استعدادًا للمواجهة مع
الشرطة، وسعت القيادات الفلسطينية إلى حشدهم، ودفعهم للمشاركة على نطاق واسع في النضال
الشعبي، بوصفه أهم وسيلة النضال في محاربة التمييز والقمع الإسرائيلي، وبدأت عشرات
الحافلات تقلّ المسلمين منهم إلى المسجد الأقصى، استعدادًا لصلاة ليلة القدر، كما شهدت
"المدن المختلطة" تنظيم سلسلة طويلة من الاحتجاجات المحلية".
تتحدث الوثيقة الإسرائيلية عما شهدته مدن
الشمال والنقب والمثلث ويافا من احتجاجات، وقطع الطرق في الجليل، ومحاصرة التجمعات
اليهودية نفسها، ما يؤكد أن كل تلك الأحداث لم تقع صدفة أو عفويًا، بما في ذلك وصول
المئات منهم إلى الحرم القدسي، ورشق الشرطة بالحجارة، وإطلاق الألعاب النارية، في ظل
تواجد قادة الأحزاب العربية لتحريض باقي المتظاهرين على البقاء والمكوث في أماكنهم،
ممن نجحوا في إعاقة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى.
خلاصة التقرير الإسرائيلي أن هذا التحريض
المتواصل ضد فلسطينيي48 يحمل مقترحا بحظر
لجنة المتابعة العليا لفلسطينيي48، وإعلانها
منظمة غير قانونية، بزعم أنها تشكل تهديدًا حقيقيًا لوجود دولة الاحتلال، يهودية وصهيونية،
وادعاء ارتباطه التلقائي مع حركة حماس، وسواء نجحت هذه الخطوة في يوم من الأيام أم
لا، فإنه سيزيد من الانخراط العميق لفلسطينيي48 في الفعاليات الوطنية.