هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تتبادل فيه دولة الاحتلال وإيران التهديدات بشن هجمات عسكرية متبادلة، فإنه يشهد العالم الافتراضي زيادة ملحوظة في الهجمات السيبرانية المنسوبة للطرفين، وسط مزاعم إسرائيلية ترمي إلى أن الجيش الإيراني يدير 20 وحدة إلكترونية هجومية، 10 منها ضد إسرائيل، ما يستحثّ المؤسسة الأمنية للعمل بكل استنفار ممكن لإحباط هذه الهجمات: في الروتين وحالات الطوارئ.
وتتركز المخاوف الإسرائيلية في أن هذه الهجمات الإلكترونية الإيرانية تشكل خطرا حقيقيا على الإسرائيليين، في غير حالات الحرب المباشرة، أي في الأوقات الطبيعية بحيث لا يكونون مستعدين لهذه الهجمات، وسط اكتشاف الجيش الإسرائيلي لزيادة بنحو 70% في حجم محاولات الهجوم الإيرانية، وادعاءات بأنه اكتشف معظمها وأحبطها، رغم أن مهاجمة مستشفى هيليل يافي في الخضيرة تسبب في إلحاق الضرر بالمؤسسة الطبية من الناحية التقنية.
وذكر، يوآف زيتون المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرونوت، أن "الجيش يستنفر كل وحداته ذات الصلة للتصدي لهذه الهجمات الإيرانية الإلكترونية، سواء الهيئة الوطنية لمواجهة حملات السايبر، أو جهاز الأمن العام- الشاباك، بغرض حماية كيانات اقتصادية حساسة مثل البنوك وشركات الكهرباء والهواتف المحمولة، ومنها الإرشادات اللازمة للدفاع عن نفسها من أي هجوم إلكتروني، قد يقوم باختراق تطبيقات مئات آلاف الإسرائيليين، وبالتالي استخراج وتوزيع معلومات حساسة ومحرجة".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "هناك هجمات إيرانية إلكترونية بطرق أخرى بهدف الاستيلاء على حسابات مصرفية خاصة، وتعطيل حركة القطارات، وعدم تشغيل إشارات المرور، واستخراج ونشر المعلومات الطبية الشخصية، وأكثر من ذلك، ما يجعل المهمة الرئيسية للجيش تكمن في الحماية الإلكترونية لأنظمته التشغيلية، وشبكة العمليات الداخلية لقواته، تحسبا لمهاجمة الجيش الإيراني نفسه للإسرائيليين بهذه الطرق".
اقرأ أيضا: هل زادت مليشيات موالية لإيران نشاطاتها قرب الجولان المحتل؟
ومن المعلومات الإسرائيلية المتداولة، تحمل دلالات لافتة بأن معظم الهجمات الإيرانية الإلكترونية يتم تنفيذها بشكل أساسي في عطلات نهاية الأسبوع.
ورغم التهديدات بتوسيع استخدام الأسلحة السيبرانية في الحرب، فلا يزال كبار المسؤولين العسكريين يقدرون أنه في السنوات القادمة سيكون التهديد الرئيسي للإسرائيليين هو الصواريخ، وفي نفس الوقت يحذرون أنه في هجمات الإنترنت سيكون من الممكن تعطيل الجيش والدولة، وإلحاق الضرر بكل عملية في حياة الإسرائيليين.
ومع العلم أن قسم تكنولوجيا المعلومات في جيش الاحتلال قدم هذا الأسبوع نظامًا جديدًا اسمه "مايسترو" تم تطويره لمزامنة أهداف القتال والأعداء التي ستتم مهاجمتها في الحرب الإلكترونية، بشكل رئيسي في الساحة الشمالية.
ويتيح زيادة في تأثير الهجوم من الجو والبر والبحر، ومرونة وسرعة تفعيل القوات من المقرّ الرئيسي، ويوفر بيانات قتالية موحدة ونقاط ضعف لجميع الأسلحة وهيئة الأركان العامة، ويتم استيعاب النظام من الناحية التشغيلية وبشكل كامل في عملية "داون" بعد أن تم تطويره لمدة عام في وحدة البوصلة التابعة لقسم تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
وبادرت إدارة التحول الرقمي ببرنامج ضخم لاستبدال جميع الإرسالات في جيش الاحتلال، بالأخبار والسرعة لصالح الاتصالات العسكرية الحديثة والمتقدمة.
وسيتم الانتهاء من المشروع، بتكلفة مليارات الشواقل، في غضون عقد من الزمن، إضافة إلى مشروع رائد آخر يتمثل في الاحتفاظ بجميع المعلومات الأمنية للجيش الإسرائيلي بطريقة آمنة ومحمية، ما سيمكن من المعالجة السريعة ودمج المعلومات الاستخباراتية.