أفكَار

إسلاميو المغرب.. جدل التأسيس بين مطيع الحمداوي وحامي الدين

عبد الكريم مطيع الحمداوي: النظم الحزبية أعلنت إفلاسها في التغيير كما أفلست المؤسسات الاجتماعية
عبد الكريم مطيع الحمداوي: النظم الحزبية أعلنت إفلاسها في التغيير كما أفلست المؤسسات الاجتماعية

تعقيبا على مقال للدكتور عبد العلي حامي الدين تحدث فيه عني ونشر في موقع "عربي21" بعنوان
"فكرة التنظيم عند إسلاميي المغرب.. الضرورة والآثار". 

اطلعت أخيرا على مقال الدكتور عبد العلي حامي الدين الذي نشر في موقع "عربي21"، والذي تحدث فيه عن فكرة التنظيم الحركي الدقيق وعلاقته بشخص "عبد الكريم مطيع" مؤسس الحركة الإسلامية المغربية التي أريد التعتيم عليها باسم "جمعية" واحدة من الجمعيات التي أسستها هي جمعية الشبيبة الإسلامية.

وسأكتفي بتوضيح ما لا يضر توضيحه بالعمل الإسلامي الجاد في المغرب، وما ينفع كل عامل مخلص للإسلام في المغرب وفي غير المغرب وأوجزه في ما يأتي:

لا يخفى على الأخ عبد العلي أن أي مشروع يراد إقامته ينبغي أن يتقدمه بدقة تحديد نقطة البدء والانطلاق فيه ونقطة الهدف منه، ومعرفة أدوات العمل فيه وإعدادها، وإلا كان تيه التوجه وضلال السعي وخسارة المقصد دنيويا كان أو أخرويا، لذلك كان الخطأ في الحكم على منطلق حركتنا الإسلامية الأم، من خلال النظرة الحزبية التي تعيشونها في حزبكم وقد ذقتم عسيلتها الدنيوية سابقا كما تتجرعون علقمها حاليا، وما ذلك إلا لأن انطلاقكم كان من نقطة ظننتم أنها متجهة نحو هدف سميتموه الإصلاح من الداخل وهي لا تتجه نحوه، واشتغلتم بأدوات ظننتموها لكم وليس لها إلا أن تكون أدوات لغيركم، فكان ما كان وما تعيشون.

أما تأسيس حركتنا الإسلامية الأم فقد حددتُ له قبل الانطلاق هدفه، وعلى أساسه حددتُ نقطة الانطلاق، وأدوات السعي، وهي وإن حاول خصومها والمتضايقون من وجودها الإيهام بذهاب ريحها كي يزرعوا اليأس في قلوب أنصارها، تعالج مشروعها الأصلي الأصيل بهدوء وروية وبعد نظر، تاركة لمتسرعي الأحكام ومزاجيي الأفعال ولكل من فرحوا بما أوتوا.. أن يتريثوا ويتدبروا ويعتبروا..

 

كنت مؤمنا بأن النظام لم يعد يطيق ظهور حركة تغييرية جديدة بعد معاناته مع الحركة الوطنية التي ساهمت في تحقيق الاستقلال وفشلت في بناء المجتمع الحر. فاخترت اتخاذ دقة التنظيم وصلابته أداة للحماية والبناء والسير، وذلك السبيل الوحيد للتغيير الإيجابي داخل المجتمع،

 



إن حركتنا منذ بدئها وقد عرفتُ أن مدينة الدار البيضاء هي مجمع قبائل المغرب وأصول ساكنته وفروعها، ونقطة الثقل سياسيا واقتصاديا، وصلابةَ مواقف، ومعاناةَ فقر وخصاصَ حال، فاخترت بدء التأسيس منها وفضلته على البدء من غيرها وأنا مسؤول تربوي فيها، مع أني كنت مسؤولا تربويا قبلها في إقليم ورززات وإقليم مراكش وإقليم الرباط ـ القنيطرة وإقليم تازة.

وكنت مؤمنا بأن النظام لم يعد يطيق ظهور حركة تغييرية جديدة بعد معاناته مع الحركة الوطنية التي ساهمت في تحقيق الاستقلال وفشلت في بناء المجتمع الحر. فاخترت اتخاذ دقة التنظيم وصلابته أداة للحماية والبناء والسير، وذلك السبيل الوحيد للتغيير الإيجابي داخل المجتمع، لأن العاقل لا يبني بأدوات يتحكم فيها غيره، وقد حققت حركتنا بفضل الله وعونه تغييرا جذريا في الجيل الذي تناولته بالتربية والإعداد، ولئن تغيرت الأساليب حاليا تبعا لتغير الأحوال بما تقتضيه الحكمة وبعد النظر فإن مشروعنا للتغيير ما زال في الطريق إن شاء الله، وإن اكتسب بالمران وطول المعاناة آلية السير الذاتي الغني عني وعن غيري، ويكفيني أنني تركت الصادقين من أبناء حركتنا الأم أحرارا في عقولهم غير (مضبوعين ولا ضابعين).

وكنت مؤمنا حينئذ بأن النظم الحزبية قد أعلنت إفلاسها في التغيير كما أفلست المؤسسات الاجتماعية والسياسية والنقابية والاقتصادية والإدارية، وأن الوطن مقبل برمته على الإفلاس أو السكتة القلبية كما سماها الراحل الحسن الثاني، فكيف أفكر في تأسيس حزب سياسي أو أتجرأ على التفكير فيه كما فكر فيه بعض أبنائنا والمتأثرين بحركتنا أو المتعجلين الأغرار إذ حاولوا تأسيس حزبهم من أجل جني ثمار جهودنا؟.

خالص التحية والمودة 

عبد الكريم مطيع الحمداوي الحسني الهاشمي

 
لندن 17/09/2022م

 

إقرأ أيضا: فكرة التنظيم عند إسلاميي المغرب.. الضرورة والآثار الجانبية


التعليقات (0)