هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
انتقد مسؤول فرنسي بمفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة سلوك أمهات المهاجرين التونسيين الذين لقوا حتفهم في البحر، واتهمهن بتشجيعهم على الانطلاق في رحلة محفوفة بالمخاطر، مطالبا بمحاكمتهن، قبل أن يعتذر عن ذلك عقب ردود فعل غاضبة.
والثلاثاء، قال المبعوث الخاص لمفوضية اللاجئين بالأمم المتحدة للوضع في وسط البحر المتوسط، فنسنت كوشتيل، عبر "تويتر"، إن "أمهات المهاجرين غير القانونيين عبر البحر لا يجدن مشكلة في تشجيع وتمويل رحلات (أبنائهن) الخطيرة".
ودعا كوشتيل لإجراء "محاكمات رمزية للأمهات اللاتي يعرضن حياة أبنائهن للخطر"، من أجل تقليل هذه الرحلات القاتلة".
وجاءت تصريحات كوشتيل تعليقا على تغريدة أخرى تحوي فيديو لمجموعة من الأمهات التونسيات يتظاهرن في مدينة جرجيس الواقعة في الساحل الجنوبي للبلاد، للمطالبة بمعرفة مصير أبنائهن المفقودين.
— vincent cochetel (@cochetel) September 6, 2022
وتسببت تغريدة كوشتيل في ردود فعل غاضبة، حيث أعرب العديد من النشطاء والمهاجرين واللاجئين عن غضبهم الشديد من تصريحات المسؤول الأممي، ووصفوها بأنها "بشعة" و"متحيزة ضد النساء".
قالت إحدى المعلقات: "هذا التعليق بشع.. أنا شخصيا لاجئة.. أنا مصدومة من طريقة حديثك عن الناس الذين بنيت مسيرتك المهنية على أكتافهم".
وعلق آخر بأن التعليق ذكوري، واستهدف الأمهات بشكل خاص.
ودعا مشروع "هاتف الإنذار" - الذي يوفر رقم طوارئ للمهاجرين في محنة - إلى استقالة فينسنت كوشيتيل، ووصف هذه الملاحظات بأنها "ساخرة وتدل على عدم فهم الأسباب المعقدة التي تدفع الناس للقيام بهذه الرحلات الخطيرة ".
وبعد الانتقادات، اعتذر المسؤول الأممي عن تغريدته، قائلا: "بالنظر إلى ردود الفعل القوية على تغريداتي السابقة، كانت تعليقاتي في غير محلها. أنا آسف بشكل خاص للأمهات اللواتي فقدن أطفالهن".
— vincent cochetel (@cochetel) September 7, 2022
وعزا رد فعله إلى "الإحباط من خسارة أرواح كثيرة وإفلات المهربين من العقاب"، مشددا على أن "هذا لا يبرر كلامي".
وأوضح المتحدث باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ومقره في جنيف، أن المنظمة "لا تحبذ الحكم على أفراد الأسرة (الأطفال المفقودين)، إلا في حالات النشاط الإجرامي"، مضيفا: "أتفهم تماما ردود الفعل على هذه التغريدة وأعتذر عن ذلك".
وخلص إلى أن المفوضية تقدم تعازيها لجميع المتضررين من عمليات الهجرة غير الشرعية وأن المنظمة "تقف دائما متضامنة مع كل من فقدوا أطفالهم".
اقرأ أيضا: التايمز: 10 آلاف تونسي أبحروا إلى إيطاليا هذا العام
ومنذ بداية العام الجاري، لقي 1264 مهاجرا حتفهم أو فقدوا في البحر الأبيض المتوسط، وفقا لمشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة، فيما بلغ العدد في عام 2021، 2048 بحسب المصدر ذاته.