هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الحركة الأسيرة تقود المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي وتنتزع منه زمام المبادرة مجددا؛ بعد أن ظن أنه تمكن من تحقيق إنجاز كبير عقب جولة القتال الأخيرة في قطاع غزة مع حركة الجهاد الإسلامي مطلع شهر آب (أغسطس) الفائت.
الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال أربكت حسابات حكومة الاحتلال المؤقتة قبيل انتخابات الكنيست تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل بعد أن استأنف الأسرى في 22 آب (أغسطس) الجاري خطواتهم النضالية، التي علقوها في شهر آذار (مارس) الماضي، معلنين عن سلسلة إجراءات كان أولها حل الهيئات التنظيمة بالأسرى داخل سجون الاحتلال؛ إجراء اضطر سلطات السجون للتعامل مع الأسرى بشكل فردي ما تطلب حشد عدد كبير من الحراس والسجانين لإدارة السجون ما أربك إدارة السجون وموازناتها.
حل الهيئات التنظيمية تبعها الإعلان عن إطلاق الإضراب الشامل الذي سيبدأ اليوم الخميس الموافق الأول من أيلول (سبتمبر) الحالي بمشاركة 1000 من الأسرى لينضم إليهم المزيد في خطوات تصعيدة متسلسلة ومدروسة يشارك فيها أكثر من 4500 أسير فلسطيني.
خطوات الأسرى سارت بالتوازي مع إضراب أسرى الاعتقال الإداري الذي قاده الأسير خليل عواودة لليوم الـ 172 على التوالي وانضم إليه الشقيقان أحمد وعدال حسين موسى من بلدة الخضر لليوم الـ22 إلى جانب مقاطعة الأسرى الإداريين للمحاكم في خطوة احتجاجية على سياسة الاعتقال الإداري.
خطوة الأسرى التصعيدية جاءت بعد أن تراجعت إدارة سجون الاحتلال عن تعهدات سابقة لصالح الأسرى بوقف الانتهاكات وعمليات التنكيل التي تفاقمت بعد عملية (أسرى الحرية) الفارين سجن جلبوع في أيلول (سبتمبر) من العام الماضي 2021؛ ما أعطى الإضراب وتوقيته في أيلول (سبتمبر) رمزية كبيرة للأسرى الذين دخلوا المعركة موحدين من خلفهم القوى السياسية والفصائلية والشعبية.
حملة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يتوقع أن تتحول إلى عنوان رئيس للمواجهة في الضفة الغربية توحد الجهود الميدانية للقوى والفصائل الفلسطينية؛ وتعزز الحملات المناهضة للاحتلال إقليميا ودوليا الأمر الذي يحرج الاحتلال ويدفعه للبحث عن حلول سريعة تعكس تخبطا بات واضحا..
معركة الأمعاء الخاوية للمعتقلين الإداريين والتي أخذ صداها يتردد في المدن الأمريكية في نيويورك بوقفات احتجاحية صباح أمس الأربعاء يتوقع أن تتسع بفعل انضمام 1000 من الأسرى الفلسطينيين للخطوات الاحتجاجية؛ الأمر الذي سيطلق كرة التضامن المتدحرجةإاقليميا ودوليا مع الأسرى الفلسطينيين نازعا المبادرة من يد الاحتلال الإسرائيلي وناقلا المعركة إلى فضاءات أوسع من حدود الزنزانة والمعتقل.
حملة التضامن مع الأسرى الفلسطينيين يتوقع أن تتحول إلى عنوان رئيس للمواجهة في الضفة الغربية توحد الجهود الميدانية للقوى والفصائل الفلسطينية؛ وتعزز الحملات المناهضة للاحتلال إقليميا ودوليا الأمر الذي يحرج الاحتلال ويدفعه للبحث عن حلول سريعة تعكس تخبطا بات واضحا من خلال:
أولا ـ محاولة الضغط على المقاومة في قطاع غزة وتشديد الحصار خصوصا عبر البحر مستهدفا الصيادين؛ واستهداف القطاع الصحي بمزيد من التضيق الأمر الذي بات ملموسا؛ ويتوقع أن يمتد إلى العمال وتصاريح العمل الممنوحة للعمال في قطاع غزة للانتقال إلى الأراضي المحتلة عام48.
ثانيا ـ التصعيد في الضفة الغربية والضغط على السلطة لتفكيك الحالة الموحدة للفصائل والقوى الوطنية التي باتت تمثل الخطر الأكبر على الاحتلال من ناحية؛ والإنجاز الأهم للحركة الوطنية الفلسطينية التي توحدت خلف الأسرى من ناحية أخرى.
ثالثا ـ تقديم تنازلات في ملف الاعتقال الإداري وإنهاء إضراب خليل العواودة؛ الأمر الذي تحقق مع مغيب شمس يوم أمس الأربعاء؛ قبيل ساعات من انطلاق الإضراب الشامل للأسرى؛ في محاولة لكسب الوقت قبيل انطلاق الفعالية الكبرى للأسرى اليوم الخميس.
الباب بات مفتوحا لتدويل المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي عبر معركة الأسرى ومن سجونهم؛ وتوحيد الساحة الفلسطينية ميدانيا وسياسيا خلف الأسرى؛ نازعا من الاحتلال نصرا كبيرا بوضعه أمام مأزق واستحقاق سياسي وأمني وأخلاقي يصعب القفز عنه أو الفرار من مواجهته؛ كانت أولى بوادره الخضوع لمطالب الأسير الإداري خليل العووادة.
ختاما .. معركة الأسرى وإن كرست الوحدة الميدانية والوطنية الفلسطينية ووضعت القضية الفلسطينية في مسارها الطبيعي؛ فإنها من ناحية أخرى عمقت مأزق الاحتلال ونزعت منه زمام المبادرة مجددا؛ وأحرجته دوليا من خلال حملات تضامن متوقعة تتزامن مع انعقاد أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة في نيويورك أيلول (سبتمبر) الحالي؛ وبعد أقل من شهر على جولة القتال في قطاع غزة و30 يوما من انتخابات الكنيست.
حقيقة سيكون لها ارتدادات قوية على الساحة الداخلية الإسرائيلية بتعميق الانقسام الإسرائيلي والخلاف داخل مؤسسات الاحتلال وتهديد بالعزلة والحصار الأخلاقي دوليا.
hazem ayyad
@hma36