هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
بدأ سلاح البحرية التابع للاحتلال الإسرائيلي، تدريبات مشتركة تستمر أربعة أيام في البحر الأحمر مع الأسطول الخامس الأمريكي المتمركز في البحرين، ويركز على أمن الممرات الملاحية، ومكافحة الهجمات البحرية، والاستيلاء على السفن، وزيادة التعاون بين القوات البحرية من الجانبين.
نير دفوري المراسل العسكري لـ"القناة 12"، ذكر أن "هذه المناورات المفاجئة تعتبر رسالة أمريكية وإسرائيلية إلى طهران في وسط البحر الأحمر، لأنها حملت استعراضا للقوة ضدها، حيث تشارك البحرية الإسرائيلية في التمرين باستخدام سفن صواريخ من نوع ساعر 5 وصاروخ من طراز ساعر 4.5، والسفينة "كيشيت" ستقوم بمهام مختلفة بجانب السفن، وناقلة وقود من الأسطول الخامس للجيش الأمريكي الذي يضم قوات بحرية تعمل في الخليج العربي وخليج عمان والبحر الأحمر".
وأضاف في تقرير ترجمته "عربي21" أن "المناورة شملت أجزاء من المحيط الهندي، ومضيقي هرمز وباب المندب، وقناة السويس، والبحر الأحمر، وتعد من أكبر الطرق البحرية الخاصة بدولة الاحتلال، فضلا عن كونها من أهم الطرق التجارية في العالم، حيث تمر 25% من حركة التجارة البحرية العالمية عبر هذا الطريق، بما في ذلك البضائع والنفط، من الشرق الأقصى ودول الخليج إلى البحر المتوسط وأوروبا، ونظرًا لخطورة هذا الفضاء، فإن إسرائيل تحاول تأمين حرية الملاحة فيها والحفاظ عليها".
اقرأ أيضا: مناورات بحرية للاحتلال لحماية "منصات الغاز" من حزب الله
وتأتي المناورات الأمريكية الإسرائيلية على خلفية محاولات إيران في السنوات الأخيرة التأثير على هذه الطرق التجارية الدولية، وتطمح من وجهة النظر الإسرائيلية، باستخدامها رافعة ضغط من خلال زيادة الوجود الإيراني ذاته في هذه الطرق، ما قد يكون له تأثير على مفاوضات العودة إلى الاتفاق النووي، أو الرد على الإجراءات الأمريكية في الشرق الأوسط، لا سيما أن إسرائيل ترصد المحاولات الإيرانية لإقامة شراكات استراتيجية مع دول أفريقية تطول على هذه المنافذ البحرية، لزيادة نفوذها فيها.
في الوقت ذاته، تبدي الأوساط الإسرائيلية قلقها من استخدام إيران لورقة الحوثيين في اليمن للضغط على الملاحة الإسرائيلية في تلك الطرق البحرية، من خلال تسليحهم بصواريخ ساحلية وطائرات بدون طيار انتحارية، ما يدفع دولة الاحتلال إلى الاعتراف بأن الساحة العملياتية المحيطة بها مبنية من القدرات الدفاعية والهجومية معاً، لا سيما في هذه المناطق التي تشكل نقطة التقاء عدد من دول المنطقة، بعضها يرتبط بعلاقات سياسية وأمنية وثيقة مع دولة الاحتلال، وبعضها الآخر يرتبط بها بعلاقات سرية، ما يزيد من مستوى التنسيق الميداني والعملياتي.
ورغم أن المناورات الإسرائيلية الأمريكية تجري على قدم وساق لوضع أيديها على هذه الطرق البحرية، فإنهما لا يضمنان نجاحهما في ذلك، على اعتبار أن هناك قوى أخرى في المنطقة تزاحمهما هذه السيطرة، ما يجعل من هذه الطرق محط صراع جديد بينها، يضاف إلى صراعات أخرى.