هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تزامنا مع بدء العد التنازلي لزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى دولة الاحتلال، ورغم احتمالية الأخيرة تأجيلها إلى أوائل تموز/ يوليو، فإن التقديرات الإسرائيلية المبكرة باتت تتنبأ أنه سيحصل على القليل جدًا في تل أبيب، وفي المقابل لن يعطيها الكثير، مما يطرح تساؤلات مشروعة حول مدى خسارة الاحتلال لأمريكا، وفقا لوسائل إعلام عبرية.
ويبدي الإسرائيليون قناعتهم بأن زيارة بايدن إلى المنطقة، تتصدرها السعودية بسبب احتياجات النفط عقب الحرب الروسية على أوكرانيا، حيث يبدو أقل حاجة لإسرائيل، على الأقل في الوقت الحالي، وليس لديه ما يكسبه منها، بحسب صحف إسرائيلية.
وفي المقابل ليس لدى بايدن ما يقدمه لها، لأنه في هذه المرحلة يواجه صعوبة في التوصل لاتفاق مع إيران، لكنه لا يريد أن يغلق الباب أمام إمكانية إنجازه، ولا متحمسا للمواجهة معها، وفقا لوسائل إعلام عبرية.
وذكرت صحيفة معاريف، في مقال ترجمته "عربي21" أن "زيارة بايدن عشية انتخابات إسرائيلية محتملة قد لا تشكل الوقت المناسب لدخوله في خلاف مع الحكومة الإسرائيلية المتعثرة على أي حال، وإلا فإن زيارته ستكون المسمار في نعش حكومة بينيت- لابيد، وإعادة نتنياهو إلى السلطة، وهنا ستكون مفارقة حقيقية للقدر، لأن بايدن، القادم لمساعدة نفتالي بينيت، قد يتحول إلى خدمة لصالح بنيامين نتنياهو، بالطبع ستكون مفارقة، لكنها ليست بالضرورة مفاجأة كبيرة".
وأوضحت الصحيفة أن "الأمريكيين لديهم تاريخ طويل في التدخل في السياسة الإسرائيلية، فقد اعتقد باراك أوباما أنه سيؤذي نتنياهو إذا لم يأت لزيارة إسرائيل، لكنه في الواقع آذى نفسه، كما تجند بيل كلينتون لمساعدة شمعون بيريس، لكنه فشل، أما جورج بوش الأب فقد جعل الأمر صعباً على إسحاق شامير في أزمة ضمانات قروض الاستيطان للانضمام لمؤتمر مدريد، حتى أن إدارة كلينتون ضغطت على نتنياهو لثني ذراعيها حول اتفاق الخليل مع ياسر عرفات".
ويتوقع الإسرائيليون أن يمارس الأمريكيون ضغوطهم خلال زيارة بايدن بشأن إعادة افتتاح قنصليتهم في شرقي القدس، لأنهم يريدون ذلك، وعادوا هذا الأسبوع، وتعهدوا بالعمل لفتحها، دون تحديد موعد نهائي لذلك، مع العلم أن الضغط على حكومة بينيت- لابيد لافتتاح القنصلية لن يحقق بالضرورة هدف بايدن، لكنه سيكون مفيدًا جدًا لأهداف نتنياهو، لأنه في هذه الحالة سيكون من السهل على أعضاء الكنيست اليمينيين أو الجدد تبرير الانسحاب من الكتلة اليمينية في الحكومة، رداً على أي اتفاق إسرائيلي أمريكي.
اقرأ أيضا: مصادر أمريكية تؤكد تأجيل جولة بايدن في الشرق الأوسط
وتتزامن زيارة بايدن لإسرائيل مع صدور بيانات جديدة من معاهد الاستطلاع الأمريكية التي تضمنت مجموعة متنوعة من التفاصيل، فالجمهوريون يدعمون الاحتلال الإسرائيلي أكثر بكثير من الديمقراطيين، والإنجيليون أكثر بكثير من الملحدين، والكبار أكثر بكثير من صغار السن، وهذا هو الاكتشاف الأكثر أهمية، لأنه يحمل مخاطر جمة في المستقبل، فالشباب الأمريكي أقل تعاطفًا مع إسرائيل، وأكثر تعاطفًا مع الفلسطينيين، وهؤلاء الشباب هم حكام أمريكا المستقبليون، مما سينجم عنه تدهور جديد في المكانة الإسرائيلية داخل أمريكا، مما سيشكل تحديًا لإسرائيل.
دفعت هذه المعطيات الأمريكية المقلقة دوائر البحث والتفكير الإسرائيلية لطرح فرضية مفصلية وخطيرة مفادها "نحن نخسر أمريكا"، والاستنتاج الفوري لطرح هذه الفرضية أن إسرائيل هي المسؤولة عن الخسارة، لأنها لا تتغير، ولا تعيد تموضع سياستها في المنطقة، وتجاه الفلسطينيين، ولا تريد التخلص من كونها دولة قومية للشعب اليهودي، والتحول لأن تصبح دولة لجميع مواطنيها، مع العلم أن إسرائيل بحاجة لأمريكا، والرأي العام الأمريكي مفتاح مهم لاستمرار دعمها.