هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت مجلة "إيكونوميست" تقريرا أشارت فيه إلى تزايد في "مدعي المهدية"، مشيرة إلى أنه خلال شهر واحد فقط زعم 20 شخصا أنهم "المهدي المنتظر".
وأضافت المجلة في تقرير ترجمته "عربي21"، أن شخصا من مدينة نيسابور زعم أنه المهدي، مع أن عينيه تفتقران لوهج "الإمام المنتظر" الذي يعمي الأبصار ولحيته ليست كثة وأحسن هواية له هي ممارسة كمال الأجسام. إلا أن السلطات ردت على زعمه بسجنه باعتباره "الإمام الكاذب".
ورغم حملة التجنيد الواسعة له في المسجد فقد اعترف عبر منصات التواصل الاجتماعي بأنه لم يجذب إليه أتباعا. وربما وجهت له تهم تضليل الناس وإثارة العداوة العامة ونشر الفساد في الأرض. والتهمة الأخيرة تحمل الإعدام.
ولا يخيف حكام إيران من بين المعارضين لنظامهم أكثر مما يخيفهم الذين يزعمون بأنهم "المهدي المنتظر". فقد اعتمد حكام إيران الحاليون على فكرة المهدي المنتظر وهو الإمام الثاني عشر الذي اختفى في القرن التاسع وسيعود في نهاية الزمن ليقيم العدل في الأرض، أثناء الثورة التي أطاحت بشاه إيران عام 1979 وهي الفكرة التي حشدت وعبأت الجماهير ضد الحكم البهلوي.
اقرأ أيضا: استمرار الاحتجاجات في إيران.. وأنباء عن سقوط ضحايا
وتابعت المجلة أن رجال الدين الذين يحكمون البلد اليوم يمقتون أن يحدث لهم نفس ما حدث للشاه. ومع زيادة المشاكل الاقتصادية والمصاعب المحلية زاد البحث عن مخلص للخروج بالأمة من مأزقها.
ويقول ياسر ميردامادي، رجل الدين والعالم الذي يعيش في المنفى: "داخليا، لم يعان النظام من مشاكل مثل اليوم"، مضيفا أن "العقوبات والديكتاتورية واليأس والفرقة هي الظروف المناسبة لظهور مدعي المهدية". وأكثر ما يسيء للنظام هو أن معظم الذين زعموا أنهم المهدي المنتظر أو بابه، جاءوا من داخل الحلقة الضيقة فيه ومن الذين يشعرون بالخيبة.
ويقول مستشار للرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد إن "الشعور بقرب نهاية الزمن قوي بين المؤمنين بالنظام ويشعرون بأنه فشل".
وخرج من مدينة قم المقدسة والتي يقيم فيها كبار رجال الدين أكبر عدد من مدعي المهدية، حسب تقرير للشرطة، وفي مرة ظهر 20 شخصا زعموا أنهم المهدي المنتظر أو "الباب" ممن يبشرون بقرب خروجه.
وفي أماكن أخرى ظهرت امرأة قالت إن المهدي سيتزوجها وأدت إلى طلب يدها من خاطبين. ويدور معظم المريدين حول حسن اليماني، رجل الدين العراقي الذي اختفى بعد فترة قصيرة من إعلان نفسه المهدي عام 2003.
ويقول سعيد غولكار، مؤلف تقرير عن المهدية نشره معهد الشرق الأوسط إن النظام يحاول السيطرة على فكرة المهدية واحتكارها. ويستحضر المرشد الروحي للجمهورية الإسلامية اسم المهدي، وأحيانا باكيا ويطلق المتزلفون له عليه "النائب بالحق". ويطلق على الأشخاص المكلفين بملاحقة مدعي المهدية اسم "الجنود المجهولون للإمام الأخير".
ويشير ميردامادي ضاحكا إلى "حديث" يصف رجال الدين "بأسوأ الخلق" لأنهم "سينكرون الإمام عند ظهوره".