هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
مع دخول الحرب الأوكرانية الروسية شهرها الثاني، ومحاولة دولة الاحتلال الوقوف مع الجانبين، للاستفادة من أكبر قدر من المصالح السياسية والاقتصادية والعسكرية، فإن اتساع رقعة الحرب تزيد من الموقف المحرج للاحتلال، خاصة بعد ظهور مواقف متباينة بين أقطاب حكومته، بين داع للاستمرار بجانب المنظومة الغربية، ودعم أوكرانيا، وتيار آخر يرى ضرورة الحفاظ على المصالح الأمنية الإقليمية مع روسيا.
لكن استمرار ما يوصف بـ"الحياد" الإسرائيلي في ما يتعلق بحرب أوكرانيا يعتبره كثير من الإسرائيليين "أمرا مخزيا" بالنسبة لهم، إلى جانب ما يقال عن إدانات ضعيفة تصدر عن تل أبيب، ومحاولات الوساطة الفاشلة، وغياب عقوبات حقيقية من جانب إسرائيل، بل ودعم روسيا التي تمنحها الضوء الأخضر للطيران الإسرائيلي في أجواء سوريا.
وذكر أوري غولدبيرغ المحاضر الأكاديمي في جامعة ريخمان، في مقال على موقع "زمن إسرائيل"، ترجمته "عربي21"، أن "إسرائيل في سلوكها إزاء الحرب الأوكرانية الروسية تتبنى موقفا إشكاليا، من خلال ما تزعم أنها الاعتبارات الأمنية مع روسيا التي تدفعها لاتخاذ الموقف الهادئ تجاهها، رغم أنها أعذار سطحية، بدليل أن التذرع بموافقة موسكو على استمرار ضربات تل أبيب في دمشق، لإخراج طهران منها، غير مجدية".
اقرأ أيضا: إسرائيل رفضت بيع "بيغاسوس" لأوكرانيا خشية من روسيا
وأضاف أن "الهجمات الإسرائيلية ضد التواجد الإيراني في سوريا، وبموجبها تحافظ تل أبيب على موقف الحياد في الحرب الأوكرانية، لا يمكن اعتبارها قصة نجاح، لأنها لم تستطع التأثير على الوجود الإيراني في سوريا، لأنه إذا كان معيار النجاح هو طرد الإيرانيين من سوريا، فإن الكثافة المتزايدة للهجمات تشير إلى الفشل الإسرائيلي في ذلك".
ويتزامن هذا الانتقاد للسلوك الإسرائيلي تجاه الحرب الروسية مع ظهور تباينات حتى داخل الحكومة ذاتها، ففي حين أعلن وزير الخارجية يائير لابيد استنكاره العلني لـ"المجزرة الروسية" في أوكرانيا، اختار رئيس الحكومة نفتالي بينيت الحديث بالتلميح عن رفضه لنتائج الحرب الدامية هناك، دون أن يحمل موسكو بصورة مباشرة المسؤولية، الأمر الذي يحمل في ثناياه انحيازا مختلفا من أقطاب مجلس الوزراء إزاء الحرب الدائرة، وفق تقديره.
اقرأ أيضا: خبير إسرائيلي: غزو روسيا لأوكرانيا يعلمنا الاعتماد على قوتنا
وقال إنه من الواضح أنه باسم محاربة الوجود الإيراني في سوريا، تختار إسرائيل الوقوف بجانب روسيا، بزعم أن الاتفاقات الضمنية بينهما تسمح باستمرار استراتيجية "المعركة بين الحروب"، التي ينفذها سلاح الجو الإسرائيلي في أجواء سوريا منذ أكثر من خمس سنوات، باعتبارها مكسبا استراتيجيا تمنحه روسيا لإسرائيل في سوريا.