هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي قتل فيه ضابطان إيرانيان خلال قصف
إسرائيلي على أهداف داخل سوريا قبل أيام، تستعد دولة الاحتلال لرد إيراني على هذا
الاستهداف، وسط تقديرات إسرائيلية أن إيران تستغل الغزو الروسي لأوكرانيا لتعميق
قواعدها العسكرية في سوريا، وتصعيد نشاط مليشياتها المسلحة على الحدود مع فلسطين
المحتلة.
وكثفت مؤخرا من حالة التأهب على الحدود الشمالية بعد
قصف موقع تابع للحرس الثوري الإيراني في منطقة مطار دمشق الدولي، وسط قلق من وصول
الرد الإيراني عبر عناصر حزب الله في جنوب لبنان، أو العراق أو اليمن من قبل
الميليشيات الموالية لإيران باستخدام الصواريخ أو الطائرات بدون طيار.
يوني بن مناحيم الضابط السابق في جهاز الاستخبارات
العسكرية- أمان، ذكر في مقاله بموقع نيوز ون، وترجمته "عربي21" أن التقدير
في إسرائيل مفاده أن الرد الإيراني سيصل في جميع الأحوال، لكنه سيتأخر بسبب
المحادثات النووية في فيينا التي توشك على التوقيع على الاتفاق.
ولا ترغب إيران في المخاطرة بالتصعيد مع إسرائيل
الآن، وفقدان الوضع الجديد الذي سيكتسبه الاتفاق، حيث يمكنها بيع النفط للدول
الغربية، دون التقليل من خطورة تهديدها بالانتقام من إسرائيل، وسيكون خطيرًا،
وينفذ في الوقت المناسب لإيران.
اقرأ أيضا: روسيا تعلن رفض المشاريع الاستيطانية بالجولان السوري
وأضاف أن "الأوساط الأمنية الإسرائيلية تعيد
إلى الأذهان ما حصل في عام 2018 حين قتل 7 إيرانيين في قصف إسرائيلي لقاعدة تيفور
شرق حمص في سوريا، ورد الإيرانيون بإطلاق 50 صاروخا على أهداف إسرائيلية في هضبة
الجولان، مما قد يعيد تكرار ذات الرد في هذه الأيام، رغم عدم وجود نية للانجرار
إلى مواجهة عامة مع إسرائيل، ولكن رغم أنه لا أحد من الطرفين يريد حرباً شاملة،
لكن الرد يتعلق بتثبيت معادلات الردع".
وفي مثل هذه الأجواء، يمكن التقدير أن الحديث الأخير
لرئيس الوزراء نفتالي بينيت مع الرئيس فلاديمير بوتين دار من بين موضوعات عديدة
حول خطر إيران ووجودها العسكري في سوريا، في حين أن كبار المسؤولين الأمنيين
يقدرون أن إيران تستغل الحرب في أوكرانيا لتعميق قاعدتها العسكرية في سوريا.
أما إسرائيل فإنها لم تنتظر، ويبدو أنها استغلت
"الضوء الأخضر" الذي حصلت عليه من بوتين، وهاجمت لأول مرة منذ اندلاع
الحرب في أوكرانيا أهدافاً إيرانية في منطقة دمشق.
وفي الوقت ذاته، فإن ما تشهده سوريا من هجمات
إسرائيلية ضد مواقع إيرانية، يؤكد أن الأمر لم يعد في بؤرة الاهتمام الدولي بسبب
الغزو الروسي لأوكرانيا، حتى أن توقيع الاتفاق النووي قد يتأخر بسبب الطلب الروسي،
لكن عدم التوقيع عليه في الأيام المقبلة سيسمح للإيرانيين بالركض نحو القنبلة دون
أي إشراف دولي في السنوات المقبلة، مستغلة تركيز الولايات المتحدة على محاربة
الغزو الروسي لأوكرانيا، ومواجهة زيادة قوة الصين.
وفيما ينظر الإيرانيون للولايات المتحدة التي تتعرض
لضغط كبير، و"يفركون أيديهم بسرور بينما حليفهم بوتين، يشد أعصاب بايدن، فقد
بدأوا سلسلة من العمليات العسكرية في سوريا بالتزامن مع استمرار الحرب في
أوكرانيا، وزادت من مستوى تعزيز التنسيق الأمني مع سوريا استعدادًا لأي تأثير
محتمل للحرب في أوكرانيا عليها، وسعى الإيرانيون لتسريع تنفيذ مذكرات التفاهم مع
سوريا في قطاعات الاقتصاد والطاقة والحبوب والنقل".
وفي إسرائيل، يرقبون تصعيد نشاطات المليشيات
الإيرانية في سوريا من نشاطها في جنوب البلاد في منطقتي درعا والسويداء، مما أثار
قلقها، وتخشى إسرائيل في الآونة الأخيرة أن تساعد روسيا الجيش السوري في اعتراض
طائرات سلاحها الجوي، في ضوء مهاجمتها لأهداف إيرانية في سوريا باستخدام صواريخ
أرض- أرض بدلاً من الضربات الجوية، وهناك تقدير إسرائيلي مفاده أن روسيا قد يتعين
عليها نقل بعض قواتها العسكرية من سوريا إلى أوكرانيا، مما سيضعف قوتها في سوريا
لصالح تعزيز القوة والنفوذ العسكري لإيران.
في الوقت ذاته، فإن إسرائيل قلقة من احتمال تسليم
روسيا لمنظومة الدفاع الجوي المتطورة 300-S إلى سوريا،
والموجودة بالفعل في سوريا، ولكن يديرها جنود روس، وقبل أيام أصدرت السفارة
الروسية في إسرائيل بيانا أكدت فيه أن "التنسيق بين الجيشين الإسرائيلي
والروسي سيستمر في كل ما يتعلق بسوريا، زاعمة أن الآلية أثبتت فعاليتها، وستستمر
في العمل"، ومع ذلك فقد تتغير الأمور مع استمرار الحرب في أوكرانيا.
وقبل أسابيع قليلة فقط، نفذت الطائرات المقاتلة
الروسية جولة جوية مشتركة مع الطائرات السورية على طول الحدود في هضبة الجولان،
بمثابة تحذير لإسرائيل بشأن هجماتها في سوريا، و"هكذا يلعب الروس لعبة العصا
والجزرة، ولا يريدون الدخول في مواجهة مع إسرائيل، ورغم ذلك فمن المستحيل على
إسرائيل المشي بين القاطرات، دون عدم القدرة على الحفاظ على حرية عمل إسرائيل في
سوريا".
ويخلص الإسرائيليون إلى أن بوتين ليس لديه وجبات مجانية،
وهو يستخدم حاليا الخدمات الإسرائيلية لمحاولة تحقيق أهدافه، وفي النهاية هناك
مصالح سياسية، وقد تتغير الصورة بسرعة خلال الحرب في أوكرانيا على حساب إسرائيل، وهذا
هو التخوف الإسرائيلي.