هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في الوقت الذي تسعى فيه دولة الاحتلال لتكثيف اتصالاتها بالدول الغربية، وترميم علاقاتها بالإدارة الأمريكية الديمقراطية، فإنها تبدي قلقها من تبعات قرار أعضاء جمعية أمريكا الشمالية لدراسات الشرق الأوسط (MESA) في مؤتمرها السنوي الأخير في "ديسمبر"، بتعزيز جهود حركة المقاطعة "BDS"، وإعلان المقاطعة الأكاديمية للجامعات الإسرائيلية، لإظهار التضامن مع الباحثين الذين تتعرض حياتهم، وسبل عيشهم للهجوم من الحكومة الإسرائيلية.
وبذلت حكومة الاحتلال كثيرا من الجهود العلنية والسرية لمواجهة حركة المقاطعة المتنامية والمتزايدة، عبر ترويج الادعاءات الكاذبة ضدها، والتحذير من أن هذه المقاطعة ستؤدي الى إلغاء التعاون البحثي مع المؤسسات الأكاديمية الإسرائيلية، ووقف برامج التبادل الطلابي، وإجراء المراجعات اللازمة للمنشورات العلمية.
يوفال أبلباوم الباحث بجامعة بن غوريون لدراسات واقتصاد الشرق الأوسط، والناشط في منظمة "جنود الاحتياط في الجبهة"، كتب في موقع زمن إسرائيل مقالا ترجمته "عربي21" ذكر فيه أن "هذه الخطوة الأخيرة من جمعية أمريكا الشمالية لدراسات الشرق الأوسط، سبقها التوقيع على عريضة من منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" (JVP) لفتح فرع طلابي لمنظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" (SJP) في حرم جامعة فوردهام، بعد أن قررت إدارة الجامعة منع ذلك، بزعم أن إنشاء الفرع قد يكون مصدر قلق على سلامة الطلاب، وأعضاء هيئة التدريس".
وأضاف أن "المؤسسات التابعة لحركة المقاطعة تستغل كل مناسبة دولية للإعراب عن التضامن مع المقاومة الفلسطينية، وإدانة الاحتلال الإسرائيلي، في المحافل الأكاديمية الغربية عموما، والأمريكية خصوصا، لا سيما الفدائية الفلسطينية، ليلى خالد، ما يجعل من المؤسسات الأكاديمية منصة واسعة لبث التحريض على كراهية إسرائيل العمياء، والتركيز على انتهاكاتها المنهجية لحق الفلسطينيين في التعليم، وتجريد اليهود من إنسانيتهم".
اقرأ أيضا: صحيفة عبرية: تصاعد القلق بتل أبيب من خطوات بايدن مع إيران
وبسبب الضغوط التي تعيشها دولة الاحتلال من نتائج جهود حركة المقاطعة، لاسيما على الأصعدة الثقافية والأكاديمية، فإنها تحاول توجيه دعاية مضادة رخيصة، من قبيل التحريض على الجامعات الفلسطينية بزعم أن حركة حماس تسيطر عليها من خلال الانتخابات الطلابية، واتهامها بتعبئة الطلاب لإطلاق صواريخ القسام باتجاه المدن الإسرائيلية، واعتماد المناهج الدراسية التي تتفاخر بمنفذي العمليات الفدائية، وجعلها جزءًا من محتويات الكتب المدرسية.
في المقابل، تقوم الدعاية الإسرائيلية المضادة لحركة المقاطعة الأكاديمية بترويج مزاعم مفادها أن نشاطات BDS تضر بشكل مباشر بالمؤسسات الأكاديمية المختلفة، الفلسطينية والإسرائيلية على حد سواء، وفق الصحيفة العبرية.
كما أنها تمس بفرص الأكاديميين والطلاب الفلسطينيين في بداية رحلتهم العلمية لأنهم يقاطعون نظراءهم الإسرائيليين، فضلا عن التسبب في توقف مشاريع تقديم المنح الدراسية التي يحظون بها، وإعاقة التعاون بين المؤسسات الأكاديمية حول العالم مع المؤسسات الأكاديمية الفلسطينية والإسرائيلية.
لكن دولة الاحتلال تتجاهل في الوقت ذاته ما تقوم به من حملات اعتقالات يومية تطال طلاب الجامعات في الضفة الغربية، بزعم أن هذه الجامعات تعمل كمأوى لمؤيدي العمليات المسلحة، وتبث مفاهيم مفادها أن إسرائيل لم تكن، ولن تكون، جزءا طبيعيا من منطقة الشرق الأوسط، وتقوض الحقائق المادية لوجودها على الأراضي الفلسطينية.