هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أقر جنرال إسرائيلي، بالعجز أمام التهديد الجوي الذي تشكله إيران، داعيا إلى الإسراع في الانتهاء من بناء قوة دفاع مكيفة مع التهديد القائم.
ويأتي ذلك في الوقت الذي تتواصل فيه الضربات الجوية الإسرائيلية للقواعد العسكرية الإيرانية في الأراضي السورية، ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى محاولة إخراج إيران من الحدود الشمالية للأراضي المحتلة.
في الوقت ذاته، فإن تطلعات إيران الإقليمية ليست جديدة على إسرائيل، وقد سبق حادث اعتراض الطائرات بدون طيار الأخير القادمة من إيران، حادثة مماثلة في شباط/ فبراير 2018، فيما كشف وزير الحرب بيني غانتس مؤخرا أن الإيرانيين يشاركون في بناء قوة كبيرة من الطائرات بدون طيار وجهتها إسرائيل، ومن الواضح أن ذلك يشير إلى حجم التحدي الإيراني، ويكشف عن مزيد من تعقيد الصورة العامة.
الجنرال تسفيكا هايموفيتش القائد السابق لقوات الدفاع الجوي، ذكر في مقاله بصحيفة "معاريف"، ترجمته "عربي21"، أن "قدرات إيران العسكرية والجوية خضعت لعملية مراقبة إسرائيلية كبيرة في السنوات الأخيرة، بحيث يمكن رؤية هذه القدرات في تنفيذ الهجوم على المنشآت النفطية في السعودية، وفي الإطلاق الأخير لهجوم مشترك بصواريخ كروز وطائرات بدون طيار على منشآت استراتيجية وبنية تحتية في الإمارات، ما يعني أن إيران تقوم ببناء تهديد جوي، بجانب تهديد شديد الانحدار من قواعد العمليات المحيطة بإسرائيل، ومصدرها سوريا ولبنان وقطاع غزة والعراق واليمن".
اقرأ أيضا: تضارب بشأن الاتفاق النووي.. واشنطن تؤكد توقيعه خلال أيام
وأضاف أنه "بجانب التهديد القائم في إيران نفسها، فإنها تشكل تهديدا جديدا لإسرائيل في جوهرها وقوتها، لم نتعامل معه منذ سنوات عديدة، من ثم، فإن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي الجاهزية المطلوبة للجيش الإسرائيلي والدولة في مواجهة هذا التهديد، خاصة بعد أن كثر الحديث عن البعد المتغير للمجال الإيراني ضد إسرائيل، من خلال بنائها لتهديد جوي جديد مختلف، وأكثر تحديا حول حدود الدولة، ما يضع قدرات الجيش الإسرائيلي والقوات الجوية في اختبار مهم".
وتكشف تخوفات العسكريين الإسرائيليين من التهديد الجوي الإيراني عن طبيعة السيناريو الأكثر واقعية للتحقق، ويتمثل بدعم إيران للتدريب والتطوير والتجهيز لحلفائها وأذرعها في المناطق المجاورة لإسرائيل، ما يزيد من احتمالية نشوب مواجهة عسكرية جديدة، يتصدرها المجال الجوي، بجانب زيادة الوجود في سوريا، ومحاولات دفع العراق واليمن للاقتراب أكثر من حدود إسرائيل، مع أن قرب إنجاز الاتفاق النووي مع إيران سيضيف بعدا آخر لهذا التهديد، وفق المخاوف الإسرائيلية.
وتؤكد الأوساط العسكرية الإسرائيلية أن إيران لم تخف أبدا طموحاتها في تطوير قدراتها النووية، وصواريخها بعيدة المدى التي يصل طولها 5000 كيلومتر، وهذه تطلعات مخيفة لا تهدد إسرائيل فحسب، بل أوروبا أيضا، وفق المزاعم الإسرائيلية.
وكل ذلك يأتي فضلا عن أن اتفاقها النووي سيسمح لها بالاستمرار في المضي قدما بهذه المشاريع الطموحة، التي لم تتوقف حتى خلال الاتفاق النووي السابق، وفق قولها.
اقرأ أيضا: مع اقتراب الاتفاق النووي.. روسيا تريد ضمانات "مكتوبة"
في الوقت ذاته الذي تتزايد فيه المخاوف الإسرائيلية من مشاريع إيران الصاروخية، فإنها تبدي خيبة أمل واضحة من عدم امتلاكها قدرة حقيقية على إحداث تغيير جوهري في مواجهة الاتفاقية الناشئة، وإسرائيل وجيشها ليس لديهما امتياز لانتظار الاتفاق الجديد لحرمان إيران من القدرات المذكورة، وتقييد قوتها، ويمكن تحقيق ذلك على المدى البعيد، وليس بالضرورة قرب حدود إسرائيل، إذ يمكن تحقيق ذلك من خلال جمع المعلومات الاستخبارية في دوائر بعيدة عنها.
وطالما أن التحدي الماثل أمام إسرائيل هو الكشف عن التهديد في أقرب وقت ممكن، وبعيدا عن حدودها، فإن هذا يعني أن تستمر إيران في تحدي البعد الجوي من خلال مهامها في المنطقة، ما قد يتسبب في تصعيد أمني دون سابق إنذار، ويستدعي من إسرائيل تعزيز قدراتها الجوية، بجانب بناء الاستراتيجيات التي تسمح لنشاطاتها العسكرية، مضيفة: "صحيح أن وجود التهديد الإيراني بات حقيقة ماثلة، لكن جهود إسرائيل تكمن بمحاولات تأخيره وإحباطه، وحرمان طهران من القدرة على تهديدها الجوي".
وختمت بالإقرار بأنه من الواضح أن إسرائيل لا تتمتع بامتياز التقدم في سباق التسلح في خطوة واحدة.