هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
الطمع بوفاضح، والسيادة ليست من نصيب المتسولين. ثم إن السيادة للأسياد وليست للعبيد، فالمقاومون للكباب على كتفي ميكرون هم الأسياد. هم من يمثل السيادة وهم من سيستردها والأعداء سيكونون حتما مغلولين وصاغرين ومعهم أذيالهم الذين نعلم مصيرهم، إذ رأيناه في مطار كابول.
إن التسول بأقصى درجات التذلل لن يفيد الدمية وستسد في وجهه كل الأبواب، بل هو لن يستطيع تجاوز نهاية السنة، لأن ما حدث في السودان أضاف الكثير من العلل لإنهاء مغامرته الدالة على الحمق والغباء.
لن يفيده تعيين حكومة "نسوانية" بلا كفاءة ولا مهابة: فليست كل امرأة امرأة، ولا كل رجل رجلا. والغرب تجاوز خدع الحمقى. وهو يعلم أنها كذبة فضلا عن كون تعيين "بنات وي وي" لن يغير من الميل إلى الفساد فهن يشاركن فيه بالحكم الخفي في الفاسدين أكثر من الحكم الجلي.
من اختارهن لا تقبلن القيس على أنجيلا مركل أو تاتشر. فهما لم تستعملا كما تستعمل المرأة في تسويق بضاعة، بل هما كانتا أكثر فحولة ورجحان عقل من الدمية.. ولا أحد ممن يحيطون به ذكورا وإناثا يساوون أظفارهما.
أشباه الرجال لن يغيرهم أشباه النساء. والتسويق المبتذل لم يكن ناجحا. فليس لعجوز "ما شاء الله" مفعول إبنة ترامب.
كما توقعت فخروج أمريكا من الإقليم للتفرغ إلى منافسها الفعلي بعد أن فهمت استحالة ربح الحرب على الإسلام.. وخطأ قيس التصدي للإسلام على الشيوعية.. فرار أمريكا بجلدها يعني أن كل البلاد العربية وخاصة الخليجية صارت بلا حام لأنها لا تملك القدرة على الحماية الذاتية: ذلك هو المحدد لكل ما سيأتي بعد جلاء أمريكا من أفغانستان. من ذلك سلوك الثورة المضادة مستقبلا.
فلا علاقة لعودة السعودية إلى الاحتماء بباكستان بالعقائد والأيديولوجيات: لا خيار لحكامها. ولا علاقة لاضطرارها إلى تمويل خزينتها قربا أو بعدا من عقائد البلدين.. فكل ما في الأمر هو أن السعودية تأكدت الآن أن إسرائيل وأمريكا لن يحمياها من إيران وأن ردع إيران لن يكون بغير قوى لا تخجل من كونها مسلمة بل وتباهي بذلك.
تأكد كل الخليج أن باكستان هي الوحيدة التي تريد ذلك وتقدر عليه. وما يقال عن باكستان سيقال قريبا عن تركيا.. وقد يكون الوسيط بين تركيا والسعودية قطر بعد نجاحها في الوساطة بين أمريكا وأفغانستان.
ومن العلامات الانفتاح على "الجزيرة" بعودة أبرز صحافي سعودي إليها بعد أن منع من مواصلة العمل فيها. فعودة علي الضفيري وما رافقها من ترحيب لدى كل النخب العربية المؤمنة بالإعلام الراشد دليل على هذا التوجه.
فباكستان وتركيا وحدهما القادرتان على حماية الخليج وحتى الضفة الجنوبية من الأبيض المتوسط والبحر الأحمر.
كل اعتماد على روسيا والصين من علامات الغفلة عن كون استعمارهما أبشع من الاستعمار الغربي وهما أكثر طمعا في ثروات أرض العرب. خروج أمريكا من الإقليم بدأ من أفغانستان لكنه سيمتد إلى العراق وسوريا وكل دويلات الخليج لأن ذلك من شروط التفرغ لمنافسها الذي يهدد منزلتها في نظام العالم الجديد.
وحتى أوروبا فهي تقريبا في نفس الوضعية الخليجية والمتوسطية.. ذلك أن ما كان امبراطوريات استعمارية أوروبية أي مستعمراتها الأفريقية والآسيوية لم يعد أحد في أوروبا قادرا على استعمارها وهي في وضعية الخيار بين المتنافسين الأكبرين: أمريكا والصين.
كل اعتماد على روسيا والصين من علامات الغفلة عن كون استعمارهما أبشع من الاستعمار الغربي وهما أكثر طمعا في ثروات أرض العرب. خروج أمريكا من الإقليم بدأ من أفغانستان لكنه سيمتد إلى العراق وسوريا وكل دويلات الخليج لأن ذلك من شروط التفرغ لمنافسها الذي يهدد منزلتها في نظام العالم الجديد.
من بقي يصدق أن أوروبا ما تزال قادرة على عمل شيء حتى لحماية نفسها ناهيك عن حماية المحميات العربية أو الإفريقية لم يفهم بعد أن خروج إنجلترا منها يعني نهاية كل إمكانية لأن تصبح قوة قادرة على دور عالمي.
فكل محاولات فرنسا لتوظيف أوروبا من أجل حماية مستعمراتها ستزيد أوروبا انقساما، لأن بقية الدول الأوروبية لم يعد لها مستعمرات، وهي من ثم توجد في وضعية التوابع لأمريكا وخاصة أقواها أعني ألمانيا.
فألمانيا تسيطر على أوروبا الشرقية والشمالية وحتى على أوروبا الغربية بفضل قوتها الاقتصادية وصلتها الوطيدة بأمريكا. ومن ثم فرنسا لم يعد لها "وزن" إلا عند الحمقى من القيادات والنخب العربية.
وأخيرا فإن الدمية ومن معه يتصور أن الخليجيين سيمولون حماقاته لكأنهم أحرار في أفعالهم أولا ثم لكأنهم يمكن أن يعطوا دون مقابل.. فماذا يمكن أن يقدم لهم؟ الحرب على الإسلام السياسي؟ كان ذلك ذا معنى قبل هروب أمريكا من الإقليم. اليوم سنراهم كلهم يخطبون ود الإسلام السياسي إذ رمزاه من حيث هو قادر على حمايتهم هو باكستان وتركيا. وهما الحل الوحيد الذي يمكن أن يحفظ لهم شيئا من الاستقلال عن إيران. إذ حتى إسرائيل فأمريكا نصحتها بالتطبيع مع المسلمين أي عكس مطالبتها بتطبيع العرب معها.
تلك هي الأخبار التي لا يقبل بها نخب الفرنك المثقوب الذين يعيشون في عصر كان التطبيع فيه مع إسرائيل عربونا يقدمونه حتى يحصلوا على حماية الغرب. الغرب اليوم يبحث عن حماية نفسه واكتشف أنه يستحيل تحقيقها بحرب على الإسلام تبين أنه لن يربحها والتمادي فيها مؤذن بهزيمته في التنافس مع الصين..