هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تداول بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي في مصر فيلما وثائقيا عن ظروف الاعتقال داخل "سجن شديد الحراسة 992" بمنطقة سجون طرة جنوب محافظة القاهرة، والمعروف إعلاميا بـ"سجن العقرب"، متضمنا شهادات لحقوقيين وأسر بعض المعتقلين داخل هذا السجن سيئ السمعة، والذي شهد العديد من حوادث الوفاة بالإهمال الطبي المتعمد منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن.
وتضمن الفلم شهادات لحقوقيين وأسر بعض المعتقلين داخل هذا السجن سيئ السمعة، والذي شهد العديد من حوادث الوفاة بالإهمال الطبي المتعمد منذ انقلاب 3 تموز/ يوليو 2013 وحتى الآن.
ويؤكد الفيلم أن "سجن طرة 992 شديد الحراسة يعدّ واحدا من أكثر السجون قهرا وظلما وعذابا؛ فهو أقسى سجون مصر، وأكثرها رعبا، وقد شيُد السجن كقلعة حصينة عام 1993، وأحيط بسور ارتفاعه سبعة أمتار، وعليه أبراج حراسة وبوابة مصفحة من الداخل والخارج".
ولفت الفيلم الوثائقي إلى أن هذا السجن "ينقسم إلى أربعة مبانٍ، كل مبنى من الأعلى على شكل حرف (H)، ويتكون من أربعة عنابر، كل عنبر يضم 20 زنزانة، ليصبح عدد زنازين هذا السجن 320 زنزانة".
وأوضح أنه "بمجرد إغلاق البوابة الخارجية المصفحة ينعزل كل عنبر تماما عن باقي السجن، ويغيب كل شيء وراء الزنازين الضيقة، ويحرم التواصل مع أي إنسان، حتى إن الصوت لا يتسرب إلى الزنازين المجاورة بسبب الكميات الهائلة من الخرسانة المسلحة".
وأشار إلى أن "الزنزانة داخل هذا السجن ضيقة جدا، وتبلغ مساحتها 7 أمتار مربعة تقريبا، وفيها حمام إسمنتي ومسطبة إسمنتية للنوم، وفي بابها الحديدي فتحة صغيرة لإدخال الطعام للسجين، وتفتقر إلى التهوية وأشعة الشمس، وفيها مصباح تتحكم به إدارة السجن".
"أصوات التعذيب"
واستطرد الفيلم قائلا: "لا تغيب أصوات المساجين من شدة التعذيب في سجن العقرب؛ ففي غرف التعذيب تتعدد الوسائل، منها العصيّ وأجهزة الصعق الكهربائي وسلاسل السقف لتعليق المساجين".
وتقول منظمات حقوقية إن "المعتقلين يتعرضون للضرب والصعق بالكهرباء، وحتى للتحرش والاغتصاب، بالإضافة إلى تعليقهم لساعات طويلة، يضاف إلى هذا التعذيب التجويع والحرمان من الدواء ومنع دخول الطعام ونقص الأفرشة".
ونوّه الفيلم الوثائقي إلى أن "منع الزيارات العائلية عن هذا السجن هو جزء من التعذيب، حيث يعاني أهالي المعتقلين في سبيل رؤية ذويهم، ولمَن أتيحت لهم هذه الفرصة فغرف الزيارة بواجهات زجاجية والتحدث يتم عبر الهواتف فقط".
وعرض الفيلم جانبا من شهادة المعتقل المصري، محمود عبد المجيد صالح (46 عاماً)، التي كتبها بيده حول الأوضاع داخل سجن العقرب، الذي وافته المنية بداخله، نتيجة الإهمال الطبي ومنع العلاج عنه.
قبل وفاته بأيام، كتب صالح رسالته الأخيرة قائلا: "من وراء الشمس نناديكم يا أصحاب الضمائر الحية، صرخة من خلف الأسوار، من جوعى لا يشبعون، ومن عطشى لا يرتوون، ومن عرايا لا يكتسون، ومن مرضى لا يشفون".
"أقبح السجون"
وأضاف صالح: "هذه رسائل من داخل أقبح سجون أعتى ديكتاتوريات العصر. أسوأ من أبو غريب، وغوانتنامو، وسجن (جمال) عبدالناصر الحربي. من سجن العقرب في مصر نناديكم، لا بد أن هناك أحدا ما في الخارج يشعر بنا".
و"سجن العقرب" هو سجن شديد الحراسة يقبع فيه أعداد كبيرة من كوادر وقيادات "جماعة الإخوان"، وغيرهم من المعارضين لسلطة الانقلاب العسكري في مصر، وتؤكد العديد من المنظمات الحقوقية المحلية والدولية أن المعتقلين فيه يتعرضون لـ"انتهاكات حقوقية مختلفة"، بينما تنفي السلطات المصرية صحة تلك الاتهامات.
وتأسس سجن العقرب عام 1993 في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك (أطاحت به ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011)، وتكون الزيارة فيه عبر المحادثة بالهاتف من خلف حاجز زجاجي.
ومنذ إنشائه، يستقبل هذه السجن على نحو خاص، المعتقلين من المعارضة، أو الجماعات الإسلامية، واُعتقل فيه وزراء ورموز من نظام حسني مبارك بعد الإطاحة به في أعقاب اندلاع ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، وأيضا قيادات معارضة للانقلاب على الدكتور محمد مرسي، أول رئيس مدني منتخب ديمقراطيا في تاريخ مصر.