هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
دعا خبير عسكري إسرائيلي، حكومة الاحتلال الإسرائيلي، إلى الإسراع في إبرام صفقات تبادل الأسرى عندما يكون ذلك ممكنا، منوها إلى أن هذه هي خلاصة الدرس المستفاد من قضية الطيار رون أراد الذي فقد في لبنان وأسر عام 1986 علي يد حركة "أمل".
وقال يوآف ليمور، في مقال له بصحيفة "إسرائيل اليوم" العبرية: "مشكوك أن تكون جملة "إسرائيل ستفعل كل شيء" صحيحة أكثر في أي مرة مما هي في حالة رون أراد، فمنذ اختفى في منتصف 1988، فإن إسرائيل قلبت كل حجر في محاولة لحل اللغز، وكل هذا عبث".
الدرس المستفاد
وأضاف: "أراد كان يمكنه وينبغي له أن يعود إلى الديار بعد زمن قصير من أسره لدى "أمل"، والثمن الذي وضع لرأسه كان معقولا، ولكن قادة إسرائيل في حينه، كانوا ملذوعين من ثمن صفقة جبريل، والتي أدت ضمن أمور أخرى إلى اندلاع الانتفاضة الأولى، فامتنعوا عن صفقة أسرى أخرى".
ولفت الخبير، إلى أن "الطيار أراد دفع الثمن، ولم تهتم إسرائيل بإعادته"، منوها إلى أن "عائلة الطيار استمعت في حينه للنصائح التي أعطيت لها، بألا تثير ضجيجا وصخبا كي لا يزيدوا الثمن الذي سيكون مقابل تحريره، وعندما فهمت أن رؤساء إسرائيل لا يعملون في مواضيع كهذه إلا تحت الضغط، فقد بات هذا متأخرا جدا".
وقال: "هذا الدرس استوعبته جيدا عائلات غولدفاسر وريغف، ولاحقا عائلة جلعاد شاليط، حيث أدى الضغط الذي مارسته مباشرة إلى صفقات أعادت جنودنا؛ أحياء أو أمواتا".
اقرأ أيضا: بينيت: مهمة لـ"الموساد" للبحث عن طيار فُقد في لبنان
وأوضح أن "المرة الأخيرة التي بدا فيها أراد حيا، كانت في 4 أيار/ مايو 1988، في قرية "نبشيت"، ومنذئذ كانت هناك الكثير من الشائعات عما حصل له؛ حيث زعم أنه نقل إلى إيران وسجن هناك، وجملة أخرى من القصص لا سند لها، والحقيقة التي تسود في السنوات الأخيرة في أوساط محافل الاستخبارات في إسرائيل، أن أراد لقي حتفه في تلك الليلة".
وذكر أن "الجيش الاسرائيلي في حينه، قام باجتياح واسع نفذه لواء المظليين في القرية المجاورة "ميرون"، قتل غير قليل من المواطنين، وأحد المعتقدات أن حراس أراد هرعوا للمعارك وحاول هو الفرار فتمت تصفيته، واعتقاد آخر أن أحد آسريه عاد من المعركة وقتله على سبيل الثأر".
وتابع: "فمهما يكن من أمر، فإن من الواضح لإسرائيل أن حل اللغز يوجد في أرض "نبشيت"، وفي العقود الأخيرة جرت عمليات لا حصر لها لجهازي "الموساد" و"الشاباك" والجيش، لاكتشاف ما حصل للطيار"، منوها إلى أن والدة الطيار أرادت قبل وفاتها، أن تعرف ماذا حصل مع ابنها، وطلبت في حال موته أن لا يتم تحرير أي أسير.
عمليات واسعة
ونبه الخبير، إلى أن "هذه الوصية تصدح حتى اليوم وتقبع أيضا في أساس الجولة الحالية للتفتيش، وكما حصل في الماضي، فإن إسرائيل تفعل كل ما في وسعها وتستخدم عملاء وتعرض للخطر مقاتلين، وتدفع أموالا وتحقق مع أشخاص، وكل هذا حتى الآن بلا نتائج".
وقال: "يتبين أحيانا أن كل شيء ليس كافيا، ولا سيما عندما يتأخر بشكل كبير، وهذا أيضا هو الدرس من هذه القضية للمستقبل؛ فصفقات الأسرى يجب عقدها عندما يكون ممكنا".
وفي تعليقه على ما تحدث به رئيس الحكومة نفتالي بينيت أمام الكنيست بشأن بحث "الموساد" عن الطيار المفقود، رأى ليمور، أن "أقوال بينيت عن عملية الموساد، نجحت بأن تسكت أمس الكنيست، وأن تسيطر على العناوين الرئيسة، ولكن مشكوك بذلك، أن يتحول من حزبي لرجل دولة، العمليات لحل لغز أراد تمت بكميات واسعة في الثلاثين سنة الأخيرة، وبعضها تقشعر له الأبدان، والتفاصيل حولها لن تعرف أبدا".
وتوقع من "رؤساء الوزراء، أن يمسكوا ألسنتهم وألا يكشفوا معلومات عملياتية أو استخبارية، إلا إذا أدت هذه إلى سطر أخير أوضح الأمر الذي لم يحصل في المحاولة الحالية".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من الربط بين صفقة التبادل والهدوء مع غزة
جدير بالذكر، أن الحديث يزداد هذه الأيام عن مفاوضات غير مباشرة بين حركة "حماس" التي تتواجد قيادتها في القاهرة حاليا، وبين الاحتلال بواسطة مصر، من أجل التوصل لصفقة تبادل جديدة للأسرى.
وأعلنت كتائب القسام الجناح المسلح لـ"حماس"، في 20 تموز/ يوليو 2014، عن أسر الجندي الإسرائيلي آرون شاؤول خلال الحرب، في حين كشف الاحتلال في مطلع آب/ أغسطس 2015، عن فقدانه الاتصال بالضابط الإسرائيلي هدار غولدن في رفح، جنوب القطاع.
وكشف الاحتلال في تموز/ يوليو 2015 عن اختفاء الجندي أبراهام منغستو، بعد تسلله عبر السياج الأمني إلى شمال قطاع غزة، وهو جندي في حرس الحدود من أصول إثيوبية، فر إلى غزة في السابع من أيلول/ سبتمبر 2014، إضافة إلى جندي آخر من أصول بدوية يدعى هشام السيد، كان قد فقد بداية عام 2016.
يذكر أن "كتائب القسام" ترفض الكشف عن عدد أو مصير الجنود الإسرائيليين الأسرى لديها، وتشترط من أجل البدء في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال لعقد صفقة تبادل جديدة للأسرى، إفراج الاحتلال عن كافة الأسرى المحررين في صفقة وفاء الأحرار (صفقة شاليط) ممن أعاد الاحتلال اعتقالهم مرة أخرى.