هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية، مقالا، انتقد استمرار الرئيس التونسي قيس سعيد في إجراءاته الاستثنائية كما يصفها هو، في حين يؤكد معارضوه أن ما قام به "انقلاب على الدستور".
وقال مراسلا الصحيفة، فريديريك بوبين وليليا بليز؛ إن الغموض ما زال يلف الإصلاح السياسي الذي وعد به سعيد، والبلاد ما زالت بدون رئيس وزراء وبدون برلمان.
وأكدا في التقرير الذي ترجمته "عربي21" أن الحالة المؤقتة في تونس تكاد تصبح دائمة، والضبابية السياسية تزداد كثافة، ما جعل القلق يتنامى بين التونسيين مع استمرار غياب سيناريو واضح للخروج من الأزمة التي دخلتها البلاد.
اقرأ أيضا: استمرار الحشد بتونس لاحتجاج السبت ضد "خرق الدستور"
وتمر سبعة أسابيع من الإجراءات التي نفذها الرئيس قيس سعيد، وتولى بموجبها السلطة الكاملة يوم 25 تموز/ يوليو الماضي، متذرعا "بخطر وشيك" يهدد الأمة.
وأكدا أنه "لا أحد يدري أين تتجه تونس، وقد بدأ نفاد الصبر يتزايد بشكل علني داخل البلاد وخارجها، مترافقا مع خفوت نجم البلاد".
وأشارا إلى أنه على الرغم من أن إجراءات سعيد التي قام بها قوبلت بابتهاج من طرف الشعب المحبط، فإن الحيرة بدأت تزداد بعد أكثر من 50 يوما على حالة الطوارئ، وبدأت شعبية سعيد تتضاءل رغم استمرار وجودها.
وتحدث الرئيس البالغ 63 عاما عن فكرة "تعديل" دستور 2014 الذي قال؛ إن التونسيين "سئموا" منه، دون تقديم مزيد من التفاصيل، وإن كان أحد مستشاريه قال قبل يومين لإحدى القنوات التلفزيونية؛ إن سعيد يتجه نحو إقامة "نظام رئاسي" دون أن يحدد محتوى وطريقة هذا المشروع الدستوري المستقبلي.
وأضافت الصحيفة أن "التودد" للشعب من الرئيس سعيد لم يعد كافيا لتبديد المخاوف من الانجراف نحو سلطة الفرد.
وتابعت: "أدى عدم وضوح سيناريو الرئيس إلى إثارة القلق، حتى في الدوائر التي رحبت بقرارات سعيد في 25 تموز/ يوليو" الماضي.
وكتب موقع كابتاليس الإخباري الذي كان يهاجم منتقدي سعيد، أن "بعض مؤيديه بدأت تساورهم شكوك جدية في قدرته على فتح آفاق في بلد مسدود الآفاق تماما".
ويقول كاتب عمود في موقع "بيزنس نيوز": "رئيس الجمهورية يبدو وكأنه لا يدرك أن الخطر الأكبر الذي يواجه تونس هو القطاع الاقتصادي"، وأنه رغم "الصداقة" التي يكنها العالم لتونس، فلن يجرؤ مستثمر على الاستقرار في بلد لا يعرف ما سيحدث فيه الشهر المقبل.
اقرأ أيضا: هل يخضع قيس سعيد لضغط الداخل والخارج؟
أما في الخارج، فلم يعد القلق خافيا حول مسار تونس التي كان يُحتفى بها على أنها نموذج ديمقراطي في العالم العربي والإسلامي، وبالفعل سأل السيناتور الأمريكي كريس مورفي، سعيد، عندما التقى به في تونس، عن آفاق "استعادة الديمقراطية التمثيلية"، موضحا أن "المخاوف تتزايد بشأن تونس" في بلده.
وفي أوروبا، أدلى جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للسياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، بتصريحات مماثلة تقريبا في زيارته لتونس، مما أثار "مخاوف أوروبية فيما يتعلق بالحفاظ على المكتسبات الديمقراطية".