هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تحدث جنرال إسرائيلي بارز، عن "منطق التهديدات" وتأثيره على الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدا أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية فشلت في وضع أهداف حربية بعيدة الأثر في الحروب التي خاضتها "إسرائيل".
وأوضح القائد السابق للجيش الإسرائيلي
الجنرال غيرشون هاكوهين، والباحث في مركز "بيغن-السادات للبحوث الاستراتيجية"
التابع لجامعة "بار إيلان" العبرية، أنه منذ حرب 1948، "يحوم مفهوم
"التهديد الوجودي" فوق الحاضر الإسرائيلي، ويشكل المقياس الأساس لفحص الوضع
الأمني لإسرائيل".
وتابع: "في كل ذكرى (يطلق
عليها الاحتلال حرب الاستقلال)، يعد قادة جهاز الأمن، بأنه رغم التحديات الأمنية، الوضع
السياسي بعيد عن أن يكون تهديدا وجوديا، غير أنه في هذه الأثناء بدأت تنشأ تهديدات
جديدة؛ أقل وضوحا من التهديد الوجودي لعام 1948، ولكن لا تقل تعقيدا وخطورة".
وقال: "لقد شهدنا حرب
1973 عند حدوثها كحرب وجود بلا تحفظ، رغم أن الرئيس المصري الراحل أنور السادات وجه
الحرب لغاية محدودة؛ ليس لتهديد وجود إسرائيل بل لتوجيه ضربة شديدة لمكانتها ولمفهوم
الأمن لديها؛ وأحدثت إنجازاته العسكرية والسياسية منذئذ إلهاما جارفا على "منطق
التهديدات" التي تبلورت حيال إسرائيل، وهي في صورتها العلنية ابتعدت عن الاعتراف
بها كتهديد وجودي صرف، ولهذا السبب شرخت الإجماع الذي كان قائما في المجتمع الإسرائيلي
حتى 1973 في المسألة المبدئية؛ على ماذا نحن مستعدون كي نخرج للحرب ونضع جنودنا في
اختبار التضحية؟".
اقرأ أيضا: تحذير إسرائيلي من تردي وضع الجيش.. جنرال: وصلنا للحد الأدنى
وذكر الجنرال، أنه "في
هذه الانعطافة في الوعي، وفي ضوء الصعوبات المتزايدة في تبرير ثمن الحرب، تجد إسرائيل
صعوبة في أن تضع أهدافا حربية بعيدة الأثر"، مضيفا: "صحيح أنه يوجد في الخطاب
الإسرائيلي تحفظ آخذ في الازدياد من الاستعداد للعمل، ولكن لا نزال نتوقع من الجيش
أن يحقق في أثناء الحرب مدى التمسك بالمهمة".
وتابع: "في هذه الأثناء
توجه الأعداء الجدد (حماس، حزب الله، وإيران)، إلى الحرب بمنطق جديد في ميل لاستنزاف
إسرائيل؛ منع استقرارها وازدهارها، وتعميق التوترات القائمة فيها منذ تأسيسها لدرجة
سياقات الانهيار الداخلية، وهذا التهديد، الذي لا ينظر إليه حتى الآن كوجودي، آخذ في
التشكل كنوع بديل من التهديد الوجودي، مثل التهديد الكامن في انهيار جهاز المناعة في
جسم الإنسان"، بحسب وصفه.
ولفت هاكوهين إلى أن "كل
منظمة عسكرية، في أساليب قتالها وتنظيمها، تتأثر بقيم وتوقعات المجتمع الذي تخدمه،
وفي فهم التوتر به يترنح المجتمع الإسرائيلي – اليهودي بين إرثه كمجتمع طليعي وبين
توجهه إلى نمط حياة غربي في مجتمع مدني - ليبرالي، بلور وتبنى قادة الجيش الإسرائيلي
نظرية قتالية جديدة، تقوم على أساس تكنولوجيا عليا، وفي الفرضيات الأساس لبناء قوة
الجيش، وضع عن وعي، التطلع إلى النصر الواضح في ظل استنفاد التفوق الاستخباري والناري
وتقليص التعلق بروح التضحية للمقاتلين".
وزعم أنه "ليس ضعف القلب هو ما أدى بقادة الجيش لتطوير أساليب القتال الجديدة،
بل الوعي لاحتياجات حفظ القوة وتوفير حياة الجنود في الصراع ضد التهديدات المتغيرة
للاستنزاف طويل المدى"، مضيفا: "ميول مشابهة تحققت في جيش الولايات المتحدة
والجيش الروسي".
ومع ذلك، "في المجتمع الإسرائيلي،
لا نزال نتوقع صورة نصر مثلما في حروب الماضي، مثل مقاتلي الجيش يرفعون علم إسرائيل
في مركز مدينة غزة"، بحسب قوله.
ولفت إلى أن "المجتمع الإسرائيلي
من الصعب أن يعترف بقوة التهديدات التي تحيط به، وأن يفحص بشكل نقدي الادعاء السائد
حول انقضاء عصر التهديدات الكبرى والحاجة للتحرر من روح الأمة المتجندة".