ملفات وتقارير

خاص "عربي21".. هذا ما حملته زيارة ظريف الأخيرة للعراق

تخوفات إيرانية من مستقبل أفغانستان - جيتي
تخوفات إيرانية من مستقبل أفغانستان - جيتي

كشفت مصادر سياسية عراقية خاصة عن الأسباب الحقيقية وراء زيارة وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، إلى العراق، والتي استمرت ليومي 26 و27 نيسان/ أبريل الماضي، التقى خلالها بكبار المسؤولين والقادة السياسيين من مختلف المكونات العراقية.


وكانت قناة "العالم" الإيرانية ذكرت أن ظريف بحث مع رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، تعاون البلدين حول مواجهة التهديدات الأمنية المشتركة بناء على التعاون أثناء مواجهة تنظيم الدولة، وأهمية الدور الذي تلعبه حكومة العراق على مستوى العلاقة بين البلدين وفي الملفات الإقليمية.

 

"التهديد الأفغاني"


لكن مصادر سياسية عراقية، طلبت عدم كشف هويتها، قالت في حديث لـ"عربي21" إن "وزير الخارجية الإيراني ظرف، طرح على المسؤولين والقادة السياسيين، ولا سيما الشيعة منهم، مخاوف طهران من تطورات الملف الأفغاني، ومستقبل المنطقة بعد الانسحاب الأمريكي".


المصادر العراقية أكدت أن ظريف طالب من المسؤولين العراقيين، والقادة السياسيين الشيعة، الاستعداد للوقوف إلى جانب إيران لمواجهة ما أسماه "الخطر القادم" من أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي.


وأفادت المصادر بأن "ظريف طالب بموقف سياسي وعسكريا من القيادات العراقية يساند إيران في المرحلة المقبلة تجاه الملف الأفغاني"، مشيرة إلى أن "ظريف عبر عن خشية بلاده من السيناريوهات المقبلة في حال سيطرت حركة طالبان على مقاليد الأمور في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكي".


وفي السياق ذاته، أكدت المصادر أن "نوابا شيعة في البرلمان العراقي بدأوا بعد ذلك بطرح أهمية إنشاء حشد شعبي في أفغانستان، لمنع انهيار القوات الأمنية، والتصدي لحركة طالبان".


وتأكيدا لذلك، قال النائب العراقي حامد الموسوي عن تحالف "الفتح" المقرب من إيران، والذي يعتبر جناح الحشد الشعبي السياسي، خلال حوار تلفزيوني في 23 حزيران/ يونيو 2021، إن "الحشد الشعبي كمنظومة أمنية عسكرية ضرورة للعراق".


وأضاف الموسوي، أن "الشاهد على أهمية الحشد الشعبي هو ما يجري الآن في أفغانستان، فبعد انسحاب القوات الأمريكية سقطت المدن تباعا بيد طالبان، رغم صرف الأموال الطائلة من الأمريكيان والمجتمع الدولي على الجيش الأفغاني".


وتابع: "لو كان لدى أفغانستان حشد شعبي، لما تمكنت حركة طالبان التي تمثل الوجه الثاني لتنظيم الدولة في أفغانستان من الصمود، لذلك رغم كل الدعم الذي تلقته أفغانستان لم تصمد أمام طالبان".


إقحام العراقيين


من جهته، أكد الخبير الأمني والإستراتيجي العراقي، مؤيد الجحيشي، في حديث لـ"عربي21" صحة التسريبات التي كشفتها المصادر الخاصة حول زيارة وزير الخارجية الإيراني جواد محمد ظريف إلى العراق.


وقال الجحيشي إن "هذه التسريبات صحيحة، لكن لم نأخذها على محمل الجد، وإنما صرفت الأنظار عن ذلك بالحديث عن لقائه بأطراف سنية، ووعدهم بإعادة النازحين، ولا سيما في منطقة جرف الصخر التي تسيطر عليها مليشيات موالية لإيران".


ولم يستبعد الخبير العراقي "إقحام مليشيات عراقية في الملف الأفغاني خلال المرحلة المقبلة، كما فعلت مع الملف السوري، فهي بالأساس لديها مليشيات أفغانية أسستها وتدعمها منذ الثمانينيات".

 

وأعرب عن اعتقاده أن "القرار الرسمي العراقي لن يكون داعما لموقف إيران ضد طالبان في حال حدث توتر بين الطرفين، وإنما إيران بإمكانها أن تسحب مليشيات إلى جانبها، لكن موقف العراق الرسمي تجاه أفغانستان لن يخرج عن الموقف الدولي".


وتابع: "حتى اليوم لا يوجد موقف رسمي واضح من إيران تجاه طالبان، ففي الوقت الذي تحذر فيه أطراف في الحرس الثوري من مقاتلة حركة طالبان، فإن هناك من يتحدث عن اتفاق لإيران مع الأخيرة لحماية الأقلية الشيعية في أفغانستان".


ورأى الجحيشي أنه "إذا وضحت الرؤية بخصوص ما يجري في أفغانستان، وتبين ماذا تريد طالبان، وحتى لو أقحمت إيران مليشيات عراقية موالية لها في الملف الأفغاني، فلن تستطيع تحويل الوضع هناك إلى عراق ثان".


"حشد أفغاني"


وعلى الصعيد ذاته، قال الدبلوماسي الإيراني أمير موسوي في حوار مع قناة "الميادين"، الجمعة، إن "الأمريكيين يريدون نقل التجربة العراقية والسورية إلى أفغانستان بهذا الخروج والهروب المدروس".


وأضاف موسوي أن "الأمريكيين وضعوا أدوات داخل أفغانستان لتفعيل العملية الإرهابية في المنطقة لضرب أكثر من هدف في حجارة واحدة، ومنها روسيا والصين والهند وباكستان وإيران لإشغال المنقطة، بعدما أشغلوها في غرب آسيا والشرق الأوسط".


وأردف: "لكن هذه التجربة ستفشل، خاصة أن شعوب المنطقة جربت محاربة الإرهاب في سوريا والعراق، واستطاعت أن تنتصر بقوة على الجماعات الإرهابية المدعومة من الجانب الأمريكي وأطراف إقليمية وبعضها عربية، لذا من السهل معالجتها في أفغانستان، لكن مع هذا ستولّد نوعا ما اضطرابا في المنطقة".


وأكد موسوي أن "مجلس الأمن القومي الإيراني والحرس الثوري، أعدوا العدة لهذه المواجهة، وهناك بعض الفئات داخل أفغانستان منتمية لطالبان ترفض التصعيد على الحدود الإيرانية، وكذلك هناك فئات وشرائح كبيرة جدا في غرب أفغانستان وشرق إيران من الأفغانيين يرفضون الالتحاق في صفوف طالبان أو أي عمل إرهابي ضد المصالح الإستراتيجية الإيرانية".


وزاد قائلا: "هذه الآن تمثل حشودا كبيرا، وربما يمكن أن نسميها في المستقبل الحشد الشعبي الأفغاني، الذي تأسس الآن وموجود بعشرات الآلاف من الشبان الآن التحقوا إلى هذه التشكيلات، ولا ننسى أن جزءا من هذه الشرائح قد حارب في سوريا ضد الإرهاب".

 

 

 


التعليقات (0)