ملفات وتقارير

تعرف إلى "باغرام".. قاعدة تختزل قصة احتلال أمريكا لأفغانستان

احتجزت القوات الأمريكية أعدادا كبيرة من المعتقلين في القاعدة، حتى وصفتها تقارير بـ"غوانتانامو آخر"- جيتي
احتجزت القوات الأمريكية أعدادا كبيرة من المعتقلين في القاعدة، حتى وصفتها تقارير بـ"غوانتانامو آخر"- جيتي

شكلت قاعدة "باغرام" الجوية، شمال العاصمة الأفغانية كابول، علامة بارزة للاحتلال الأمريكي منذ بداياته، عام 2001، وصولا إلى سحب آخر جندي منها، الجمعة، إيذانا بطي صفحة تلك الحقبة.

 

وتقع القاعدة، الأكبر في أفغانستان، ببلدة تحمل الاسم ذاته، غير بعيد عن العاصمة كابول، وكانت قبل ذلك مطارا أنشئ في الخمسينيات من القرن الماضي إبان الحرب الباردة، عندما كانت المنافسة على أشدها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي على النفوذ في البلد ذي الموقع الاستراتيجي.

 

وغالبا ما اكتفى رؤساء أمريكا المتعاقبون، منذ الغزو، بزيارة القاعدة لدى توجههم إلى أفغانستان، لكن علاقة "باغرام" مع قادة الولايات المتحدة قديمة، إذ حطت فيها طائرة الرئيس الأسبق، دوايت أيزنهاور، عام 1959، حيث استقبله الملك، آنذاك، محمد ظاهر شاه.

 

 

على خطى السوفييت

 

ويبدو أن الأمريكيين ساروا على خطى السوفييت ببدء الغزو انطلاقا من السيطرة على باغرام وتحويلها إلى قاعدة عسكرية كبيرة.

 

ففي بدايات الغزو السوفييتي، نهاية السبعينيات، زحفت القوات الروسية نحو القاعدة وسيطرت عليها، قبل أن تنشر فيها مقاتلات ومروحيات، انطلقت منها لتنفيذ عمليات في عموم أفغانستان.

 

وتسابقت القوى الأفغانية المتصارعة، بعد انجلاء السوفييت، للسيطرة على القاعدة، وتركزت المنافسة تحديدا بين حركة طالبان وقوات الشمال بعد عام 1999، قبل أن تحسم الأولى المعركة في العام التالي.

 

اقرأ أيضا: قاعدة باغرام بأفغانستان خالية من القوات الأمريكية وجنود الناتو

 

وخلال الغزو الذي قادته الولايات المتحدة، لعبت القوات الخاصة البريطانية دورا أساسيا في السيطرة على القاعدة، قبل أن تبدأ القوات الأمريكية بالانتشار فيها بحلول كانون الأول/ ديسمبر 2001.

 

وأنفقت واشنطن منذ ذلك الحين عشرات ملايين الدولارات على أعمال توسيع القاعدة وتطويرها، بما في ذلك 69 مليون دولار لإنشاء مدرج جديد، عام 2006، وتوسعة بقيمة 200 مليون، وفق تقرير لصحيفة "ذا ستيت"، نشرته في تشرين الأول/ أكتوبر 2009.

 

غوانتانامو أفغانية

 

واتخذ الأمريكيون من باغرام مركزا للاعتقال والتحقيق، ومحطة لجمع معتقلين قبل نقلهم إلى "غوانتانامو"، سيء الصيت.

 

واحتجزت القوات الأمريكية أعدادا كبيرة من المعتقلين في القاعدة، حتى وصفتها شبكة "سي بي أس" في تقرير لها، عام 2011، بـ"غوانتانامو آخر".

 

وفي عام 2005، ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن اثنين من المعتقلين هناك تعرضا للضرب حتى الموت على أيدي الحراس، مشيرة إلى أن ذلك حدث في كانون الأول/ ديسمبر 2002.

 

واستخدمت منظمة العفو الدولية، آنذاك، كلمة "تعذيب" لوصف المعاملة في مركز الاعتقال بباغرام.

 

وعام 2009، تم الانتهاء من إنشاء معتقل "باروان"، ليكون بديلا لمراكز الاحتجاز في باغرام، وبات المعتقل الرئيسي لمن تقبض عليهم القوات الأمريكية في أفغانستان، بدلا من إرسالهم إلى معتقل غوانتانامو، الذي كان قد أصبح بالفعل محط أنظار المجتمع الدولي والحقوقيين من حول العالم.

 

وسمحت القوات الأمريكية لممثلي الصليب الأحمر بتفقد المنشأة مرة كل أسبوعين. وتواردت تقارير على مدار السنوات اللاحقة عن أعمال ضرب وحرمان من النوم وإذلال جنسي وتقييد بالأسقف والتهديد بكلاب الحراسة، فضلا عن الحرمان من المحاكمات العادلة.


وفي عام 2005، كان عدد المحتجزين في باغرام يبلغ 450 شخصا، وارتفع العدد بعد تشييد "باروان" حتى تجاوز ثلاثة آلاف في 2011، أي أكثر من 18 ضعف عدد من كانوا محتجزين في غوانتانامو في الفترة ذاتها.

 

وعلى النقيض من حديثه عن السعي لإغلاق غوانتانامو، ازداد عدد المحتجزين في باروان بواقع نحو خمسة أضعاف منذ تولى الرئيس الأمريكي الأسبق، باراك أوباما، منصبه في كانون الثاني/ يناير 2009.

 

ومنذ احتلالها، شكلت قاعدة باغرام وملحقاتها هدفا تقليديا لمسلحي طالبان، وتعرضت بواباتها للعديد من الهجمات الانتحارية، وقتل داخلها وفي محيطها العشرات من الجنود الأمريكيين، فضلا عن العديد من عناصر القوات الحكومية والمدنيين.

 

التعليقات (0)