هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
قال جنرالان إسرائيليان إنه "رغم إلحاق أضرار كبيرة بمنظومة حماس القتالية خلال الحرب الأخيرة في غزة، فإن الوعي الإسرائيلي نحو ردع الحركة آخذ في التآكل مع مرور الوقت".
وتابعا بأن "استمرار الحركة في إعادة تسلحها خلال فترات الهدوء، تؤثر على قضية الردع، من خلال "هتافات النصر" في صفوف حماس، ودعاية مؤيديها، من إيران إلى تركيا والجزيرة العربية، بعد أحد عشر يوما من القتال".
وأضاف أفرايم عنبار وعيران ليرمان في دراسة مشتركة نشرها معهد القدس للاستراتيجية والأمن، وترجمتها "عربي21" أن "الكثير من ردود الفعل قد تؤثر في الحفاظ على قوة الردع الإسرائيلية، لأن حماس أطلقت الصواريخ منذ البداية على القدس، وكسبت بذلك نقاطا في الصراع السياسي الفلسطيني الداخلي، خاصة بعد إلغاء الانتخابات التي كان للحركة فرصة جيدة للفوز بها، وبرزت بمظهر الوصية والمدافعة عن القدس والأقصى".
وأشار عنبار، المؤسس السابق لمعهد بيغن-السادات للأبحاث الاستراتيجية، وعضو هيئة التدريس بجامعات بار-إيلان وجورج تاون وبوسطن، إلى أن "حماس سارت في الحرب للفوز على الساحة الفلسطينية بشكل جيد، فقضايا القدس والنضال في حي الشيخ جراح، مسائل حساسة بشكل خاص في شهر رمضان، وصداها في العالم العربي والإسلامي، بما في ذلك في الغرب، منتشر على نطاق واسع، وينطبق الشيء نفسه على التصعيد العنيف بين المسلمين داخل إسرائيل، حيث نجحت حماس في جر الأحداث إلى الصراع القومي الديني".
وأكد ليرمان، نائب رئيس معهد القدس للاستراتيجية والأمن، ونائب رئيس مجلس الأمن القومي السابق، أنه "على الصعيد الإقليمي، لم تتخذ أي من الدول العربية الست التي تربطها علاقات بإسرائيل خطوات فاعلة، حتى في البعد الرمزي المتمثل بعودة السفراء للتشاور، لأنهم يرحبون سرًا بحقيقة أن حماس التابعة للإخوان المسلمين تتلقى ضربات من إسرائيل، حتى إن مصر ظهرت لاعبا أساسيا لتحقيق الهدوء، واستغلت الموقف لتعميق علاقاتها بإسرائيل".
وأوضحا أنه "على الصعيد الدولي، فقد سمحت الولايات المتحدة لإسرائيل بالعمل ضد حماس حتى نهاية المعركة، رغم تحفظاتها على طبيعة الهجمات في غزة، لكنها أحبطت قرارات مجلس الأمن الدولي بفرض وقف إطلاق النار، وانحاز جزء من النظام الدولي علنًا لإسرائيل، لاسيما اليونان وألمانيا وسلوفاكيا والتشيك، والنمسا والمجر وأوكرانيا، ورفعت الأعلام الإسرائيلية في ميادينها العامة".
اقرأ أيضا: دراسة إسرائيلية تكشف الثغرات الدعائية من حرب غزة الأخيرة
وأضافا أنه "في الوقت نفسه، فإن اليسار التقدمي، مع التركيز على الولايات المتحدة، معاد بشدة للمشروع الصهيوني، ومندمج في الصدع العميق والاستقطاب المتفاقم للحياة السياسية في الغرب، وهذا الواقع يُلزم إسرائيل بجهد منهجي مشترك، لا تشكل "الدعاية" سوى جزء منه، وإن كان مهمًا".
وأكدا أن "معظم الجمهور في إسرائيل غير راضين عن نتائج الحرب، ويرجع ذلك أساسًا لصعوبة قبول الافتراض بأنه لا يوجد حل للوضع الذي لا تتخلى فيه غزة عن استخدام العنف ضد إسرائيل، ولا ينبغي توقع ذلك، لأنه في نظر الغالبية العظمى من الجمهور الإسرائيلي، كان من المناسب الاستمرار حتى إسقاط حماس، وينعكس ذلك في الاستعداد لمواصلة القتال".
وأشارا إلى أنه "من منظور أوسع وأكثر رصانة، يجب أن يظل الاعتبار الرئيسي لصانعي القرار الإسرائيلي هو الحفاظ على حرية العمل في مواجهة تهديد حماس، لأن الحرب شكلت علامة تحذير في ما يتعلق بإمكانية اندلاع حرب متعددة المجالات، ويجب توضيح آثارها على بناء قوة الجيش الإسرائيلي، بجانب إعادة فحص قوة الشرطة المطلوبة للحفاظ على النظام العام داخل إسرائيل".
وأضافا أنه "يجب إجراء الاستعدادات للتعامل مع الاضطرابات والانتفاضات واسعة النطاق في وقت الحرب داخل إسرائيل، وفي ظل هذه الظروف، لن يكون من الصواب الانغماس والاستجابة للضغط الشعبي الإسرائيلي لـ"هزيمة حماس"، رغم التعاطف معهم، لكن ذلك أمر صعوبته واضحة، وفي الوقت ذاته هناك مزايا لسياسة "جز العشب" القائمة، حتى لا تتورط إسرائيل في وحل غزة، طالما أن هناك تحديات أكبر في الشمال".
وأوضحا أنه "من الضروري فحص ما إذا كان مفهوم الجيش الإسرائيلي للعمليات في الحرب هو الأمثل، ولا سيما الحاجة لمسار أرضي محدود ومتكامل، ويجب فحص ما إذا كان قادرًا على التصرف بطريقة مماثلة في حرب متعددة الساحات، في ضوء الاستهلاك العالي للذخيرة، والعدد الكبير من الوسائل المستخدمة في مثل هذه العمليات، بما في ذلك اعتراض القبة الحديدية".
وأكدا أن "هناك حاجة لحملة إعلامية داخلية في إسرائيل توضح منطق السياسة القائمة، وتؤكد مزاياها على البدائل الأخرى، وفي الوقت نفسه، يتطلب الحفاظ على الردع ردود فعل قوية على انتهاك وقف إطلاق النار من قبل حماس، وعلى أي علامة على العودة لـ"تقطير" الصواريخ، واستغلال انتهاك وقف إطلاق النار للقضاء على كبار مسؤوليها، إذا توفرت معلومات استخبارية مناسبة".
وأوصيا "بألا يتم الإسراع في إعادة إعمار غزة، لأنه سيعمل حتماً على إعادة تأهيل قوة حماس العسكرية، ويصعب الافتراض أن محاولات الولايات المتحدة لبناء آلية إعادة تأهيل دون تدخل حماس ستنجح، فلدى إسرائيل ومصر مصلحة مشتركة في عملية تدريجية مضبوطة لن تطلق الموارد للاستخدامات العسكرية، وتعزيز نفوذ النظام المصري، والإصرار على ربط إعادة إعمار غزة بعودة الأسرى كبادرة إنسانية مقابل لفتة إنسانية".
وأكدا أنه "يجب الاعتراف بأنه لا توجد طريقة عملية للإطاحة بحماس دون احتلال مستمر لغزة، ومع ذلك، فإن مطالبات نزع سلاحها يخدم أغراضًا تكتيكية، مثل تأجيل إعادة إعمار غزة حتى يتم تحقيق تهدئة واسعة، أو بناء آلية إعادة إعمار من شأنها أن تقلل مكاسب حماس، ومنع عودة تدفق الأموال القطرية للقطاع، فقطر في النهاية تدعم الإخوان المسلمين، وتعزز قبضة حماس على غزة".
للاطلاع إلى النص الأصلي (هنا)