قالت
وكالة "
بلومبيرغ" إن الحرب على
غزة، قامت بالتخريب على تواصل
إسرائيل مع بعض الدول العربية، وحلفاؤها الجدد باتوا يحصون ثمن صداقتهم معها، في
حين يقوم آخرون بمراجعة الحسابات حول منظور التوقيع على ما يعرف باتفاقيات
"إبراهيم" للتطبيع.
وقالت الوكالة في
تقرير ترجمته "عربي21" إن التركيز الجديد على محنة
الفلسطينيين في
الأراضي المحتلة والعرب داخل إسرائيل وضع حكام الإمارات العربية المتحدة والبحرين
في وضع غير مريح وأعطى فرصة لنظرائهم في السعودية وقطر وعمان للتفكير بتداعيات
التوقيع.
وأشارت إلى الأسباب
التي دعت كلا من البحرين والإمارات لتوقيع اتفاقيات التطبيع، "فمن ناحية
البحرين كانت المخاوف من إيران والتي تعود إلى محاولات الشاه في الستينات من القرن
الماضي ضم الجزيرة حيث ينظر حكام البحرين إلى الطرف الآخر من الخليج بخوف. كما أن
دعم الجمهورية الإسلامية للمعارضة الشيعية والعنيفة أحيانا للعائلة السنية الحاكمة
زاد من مخاوفهم".
ورأت البحرين أن
التحالف مع إسرائيل معقول في ظل رغبة الولايات المتحدة تخفيض وجودها بالمنطقة.
وبخاصة أن إسرائيل تحمل نفس المخاوف من إيران.
وفي حالة الإمارات
فإيران عامل في التطبيع بالإضافة إلى تركيا وطموحاتها في المنطقة. وكذا رعاية
أنقرة للإخوان المسلمين، ومن هنا رأت أن التطبيع سيقوي علاقاتها مع الولايات
المتحدة ومنح البلد منفذا لقطاع التكنولوجيا المتقدم في إسرائيل.
وكانت الإمارات
والبحرين تعرفان أن التحالف مع إسرائيل سيعاني من توترات بسبب معاملة الفلسطينيين
ومزاعم إسرائيل في القدس، لكنهما لم تتوقعا أن يأتي امتحان العلاقة سريعا.
وأضافت: "جاء في
بداية أيار/مايو وبمعاملة قاسية للفلسطينيين في القدس واقتحام قوات الاحتلال
المسجد الأقصى، مما أشعل الغضب في معظم الشرق الأوسط، وحتى بين سكان الخليج
المذعنين سياسيا. ووجهت انتقادات لاذعة من الفلسطينيين والعرب للدول التي قررت
تناول الخبز مع الإسرائيليين".
وأجبرت هذه المخاوف
والمشاعر حكام الإمارات والبحرين على إصدار بيانات قوية شجبت فيها أفعال إسرائيل في
القدس والمسجد الأقصى. وقال الموقع إن الضغط خف على البحرين والإمارات مع دخول
حماس التي أطلقت رشقات متواصلة من الصواريخ على إسرائيل، بشكل حرف الإنتباه عن
القدس إلى حرب جديدة في غزة. وإن حماس لا تحظى بشعبية في الخليج بسبب أيديولوجيتها
المتطرفة.
لكن تزايد الضحايا
وبخاصة بين المدنيين الفلسطينيين وكذا زيادة الغضب ضد إسرائيل زاد من إحراج الإمارات
والبحرين، وسط استخدام قطر أداتها الإعلامية العملاقة لكي تلفت الإنتباه للموت
والدمار الذي تسببت به الغارات والصواريخ الإسرائيلية.
ومع أن اتفاق وقف
إطلاق النار أوقف المذبحة إلا أن الاهتمام العربي عاد إلى القدس والأقصى حيث زاد
التوتر مرة أخرى، وهو ما سيتسبب بإحراجات جديدة للإمارات والبحرين. ويقول إن
التطبيع مع إسرائيل وضعهما تحت رحمة لاعبين وأحداث لا يتحكمون بهم فعليا.
ولن يفوت هذا على دول
الخليج الأخرى التي كانت تفكر حتى وقت قريب بالتوقيع على اتفاقيات إبراهيم. وربما
كان لديها أسباب للتوقيع ولكن عليها الانتظار حتى تتلاشى أحداث هذا الشهر من
الذاكرة العامة.
وكما هو الحال فسيحاول
المعظم البحث عن إشارات من السعودية، أقوى دول الخليج. والإشارات الأولية ليست
مشجعة، فقد منعت السعودية يوم الثلاثاء الطيران الإسرائيلي من التحليق فوق أجوائها،
مع أن الرياض بدأت بفتح مجالها الجوي للطيران من إسرائيل بعد توقيع الإمارات
اتفاقية التطبيع.
وقال الموقع: "سيكون
توقيع السعودية الجائزة الكبرى ويساعد جوزيف بايدن الذي يواصل سياسة سلفه في تشجيع
دول عربية أخرى على تطبيع علاقاتها مع إسرائيل. وسيسهل توقيع السعودية على الدول
الأخرى متابعتها".
وأضاف أن القيادة
السعودية منفتحة على فكرة تحسين العلاقات مع إسرائيل. وكسر ولي العهد السعودي محمد
بن سلمان "التابو" في تشرين الثاني/نوفمبر عندما التقى مع رئيس الوزراء
الإسرائيلي. ولكن مع مراقبته أحداث الأسابيع الماضية فسيكون واعيا لعدم الإرتياح
الذي يعيشه قادة الإمارات والبحرين، ويعرف كم سيكون الوضع سيئا لو وضع توقيعه إلى
جانب توقيعاتهم.