ملفات وتقارير

ما إمكانية استغلال أزمات إثيوبيا الداخلية لإنهاء أزمة السد؟

شكك خبير عسكري بإرادة وقدرة السيسي على استغلال الأزمات الداخلية الإثيوبية- الأناضول
شكك خبير عسكري بإرادة وقدرة السيسي على استغلال الأزمات الداخلية الإثيوبية- الأناضول

جاءت الأحداث الأخيرة بإثيوبيا من أعمال عنف في منطقة سد النهضة أو تظاهرات الأمهرة العارمة، لتطرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية استغلال هذه الأحداث من جانب مصر والسودان، ودعمها؛ للضغط على إثيوبيا لإنهاء أزمة سد النهضة.

وكانت عدة مواقع وصحف، من بينها جريدة الشروق المصرية، ذكرت مؤخرا أن مظاهرات ضخمة لشعب الأمهرة في إثيوبيا مستمرة لليوم الثالث على التوالي ضد أبي أحمد، ودعوات لخروج مظاهرات داعمة من قومية أورومو.

وأضافت الجريدة أن جماعة مسلحة سيطرت على قرية صغيرة في شمال شرق إثيوبيا، بولاية بني شنقول-قمز، التي يقع فيها سد النهضة، ما أسفر عن مقتل مدنيين وخطف موظفين عموميين.

"عملية انتحارية"

وفي سياق تعليقه، رأى مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير عبدالله الأشعل، أن هذه الأحداث فرصة يمكن أن يتم استغلالها بالفعل، ولكنها تحتاج إلي جهد مخابراتي في مسألة الدعم والإمداد لهذه الجماعات، بحيث لا يكون هناك أي دليل يمكن أن تستغله إثيوبيا ضد مصر والسودان في المحافل الدولية باعتباره تدخلا في الشأن الداخلي.

وأضاف الأشعل في حديثه لـ"عربي٢١": "في حال تعذر استغلال هذه الأحداث لسبب أو لآخر، فالحل هو عملية انتحارية ضد السد لتفجيره ونسفه، لأنه يمثل حرب إبادة لمصر والسودان، ويكون ذلك على غرار ما جرى بشأن عملية "إيلات" وعملية "الحفار" في فترة الستينات".

"دعم عسكري ولوجستي"

من جانبه، أكد خبير العلاقات الدولية، سيد أبو الخير، أن مثل هذه الأحداث يمكن أن تؤثر على مستقبل السد وتأخر الملء الثاني، وكذلك على ثقة رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد وإدارته لمعركة السد، وفقدانه لدعم داخلي مهم، رغم وجود دعم خارجي يستمده من إسرائيل، وكذلك قوى كبرى أوروبية مساهمة في بناء السد.

وحول إمكانية استفادة مصر والسودان من هذه الأحداث، قال لـ"عربي٢١": "إن ذلك يكون بمدّ العناصر الثائرة بالدعم اللوجستي والعسكري والسياسي، والعمل على استمرار الاضطرابات وتقويتها؛ حتى تؤثر سلبيا على مشروع السد وتعطله إن لم توقف عمله تماما".

"فرصة تاريخية"

ورأى خبير السدود محمد حافظ، أن محصلة هذه الصراعات كفيلة بأن يفقد أبي أحمد ثقته في نفسه وقدراته. "فجميع المكونات العنصرية للشعب الإثيوبي كل منهم يعادي بعضهم البعض، ولا يجمعهم أي هدف وطني واحد باستثناء حلم بناء سد النهضة، ولذلك فرئيس وزراء إثيوبيا يسابق الزمن لتحقيق هذا الإنجاز، متمثلا في تجفيف الممر الأوسط، ثم بداية الملء الثاني، وربما أيضا توليد كهرباء، لأنه يعلم تماما أهمية هذا الإنجاز لدي جميع عرقيات الدولة الإثيوبية".

وأضاف في حديثه لـ"عربي٢١": "من الممكن جدا للمخابرات المصرية والسودانية التدخل بشكل سري في زيادة حدة تلك الصراعات، بحيث يتم استنزاف قوة جيش أبي أحمد في الجنوب عند جماعات الأورمو، وهذا بشكل مباشر سوف يساعد كثيرا في تنشيط جبهة التيغراي في الشمال، وسيؤدي غالبا للهزيمة أو التمزق بين جبهتين، مؤكدا على أن دعم جماعات الأورمو أفضل بكثير من دعم التيغراي، لأن الأورمو) هم في أغلبهم مسلمون عرب، لا يحملون ضغينة تراثية لجيرانهم المسلمين في شمال الوادي".

وأنهى كلامه بالقول: "إن لم تتدخل أجهزة المخابرات المصرية والسودانية بدعم تلك الحركات الانفصالية في الجنوب، فقد يندمون كثيرا فيما بعد على ضياع تلك الفرصة التاريخية، التي رتبها القدر لإنقاذ مصر من الجفاف المنتظر بسبب استكمال سد النهضة".

"السيسي لن يفعلها"


أما الخبير العسكري والعميد السابق عادل الشريف، فقد شكك في استغلال مصر والسودان لهذه الأحداث، قائلا لـ"عربي٢١": "لو أن السيسي أو قادة السودان مخلصون، لانتهزوا هذه اللحظة تحديدا ليقوموا بعمل عسكري مباشر وحاسم، لكنهم لم يفعلوا ولن يفعلوا، والسيسي هو الذي يقود البلاد في اتجاه حرق الأرض فعلا، ويريد أن يشهد الدمار في مصر والسودان، ولن يأبه بأي نتائج مهما كانت خطورتها جراء بناء السد، وكل تصريحاته للاستهلاك الداخلي فقط".

 

اقرأ أيضا: جدل كبير في مصر بسبب صورة لسد النهضة الإثيوبي


التعليقات (0)