هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة عبرية، اتفاق التعاون الاستراتيجي الذي تم التوصل إليه بين إيران والصين، مؤكدة أن الاتفاق منح طهران الهواء للتنفس في وقت حرج.
وأكدت صحيفة "هآرتس" في تقرير للخبير الإسرائيلي عاموس هرئيل، أن "التطور الاستراتيجي الرئيسي في نهاية الأسبوع الماضي كان في إيران، حيث جرى توقيع وزراء خارجية إيران والصين بعد مفاوضات لعدة سنوات، على اتفاق للتعاون العسكري والاقتصادي، حجمه يقدر بمليارات الدولارات".
ورأت أن "قرار طهران التوقيع على الاتفاق مرتبط كما يبدو بالضغط الاقتصادي الكبير الذي استخدمه دونالد ترامب (الرئيس الأمريكي السابق) على إيران، وتوقع أن تؤدي العقوبات إلى استسلام إيران والعودة إلى الاتفاق النووي بشروط مشددة أكثر، وهذا لم يتحقق".
وأضافت: "من المشكوك فيه، ما إذا كان النظام الإيراني قريبا من الانكسار، مثلما أمل ترامب وصديقه رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، ولكن الآن الدمج بين العقوبات وتعمق الأزمة الاقتصادية بسبب تفشي وباء كورونا دفع الإيرانيين إلى التوقيع مع الصين".
وبحسب ما نشر، فإنه "يتضمن الاتفاق تعهدا إيرانيا بأن توفر للصين النفط بأسعار رخيصة طيلة الـ 25 سنة القادمة، ومقابل ذلك، ستقود الصين مشاريع واسعة للبنى التحتية في إيران تشمل: استثمارات في شق الطرق، بناء الموانئ، إنشاء شبكات اتصالات متطورة.. ويبدو أن في الاتفاق مكونا عسكريا يشمل، تعاونا عسكريا وتطويرا لسلاح مشترك".
وذكرت "هآرتس"، أن "الاتفاق يضمن لإيران مساعدة اقتصادية حاسمة طويلة المدى في فترة مقلقة بشكل خاص"، موضحة أن "الصين ترى ذلك بصورة مختلفة، فالاستثمارات في إيران هي فقط جزء صغير من استراتيجية الصين الكبرى التي تسمى "الحزام والطريق"، التي أساسها ضمان نفوذ الصين، وقنوات مفتوحة لنقل البضائع الصينية من شرق وسط آسيا إلى الشرق الأوسط وأوروبا".
اقرأ أيضا: بايدن "قلق" من معاهدة التعاون الاستراتيجي بين الصين وإيران
ونوهت إلى أن "الصين تستغل بذلك العداء بين طهران وواشنطن، لكن أيضا هناك مقاربة أمريكية شاملة، تفضل تقليص اهتمامها بالشرق الأوسط".
ونبهت إلى أن "الإعلان عن توقيع الاتفاق، جاء بعد وقت قصير من لقاء بين الصين وأمريكا سادت فيه أجواء متوترة بين ممثلي الدولتين، في الوقت الذي تولد فيه الانطباع بأن إدارة جو بايدن ستقود خطا متصلبا تجاه الصين".
وعن نظرة الاحتلال لهذا الاتفاق، بينت الصحيفة أن "المعنى الأساسي لهذه الخطوة بالنسبة لتل أبيب، هو تعزيز الامكانيات الاقتصادية الموضوعة أمام إيران، وهي لا تجعل من الصين دولة معادية، فالصين ليست عدوة لإسرائيل، وهي معنية بعلاقات اقتصادية وطيدة مع كل الأطراف في المنطقة، دون أي صلة بالمواقف الأيديولوجية".
وفي المقابل، "إسرائيل ستضطر إلى أن تواصل الحفاظ على الحذر في ما يتعلق بالاستثمارات الصينية لديها، بسبب المعارضة الأمريكية المتزايدة لذلك، وأيضا خوفا من تدخل الصين في مشاريع حساسة تقود إلى تسريب معلومات كان من الأفضل أن تبقى فقط في يد إسرائيل".
وفي سياق متصل، "لم يتم الإبلاغ عن اختراقة حتى الآن، تمكن من عودة الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحبت منه إدارة ترامب في حزيران/ يونيو 2018".
وأشارت "هآرتس" إلى أنه "في هذه الاثناء، يبدو أن واشنطن تظهر رغبة أكثر من طهران في العودة إلى المحادثات، رغم أنه من غير الواضح ما إذا كان هذا الأمر سيحدث قبل الانتخابات الرئاسية في إيران في حزيران/ يونيو 2021".