هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
في مقابلة
خاصة مع "عربي21"، تحدث قيادي فلسطيني بارز تعرض بالداخل الفلسطيني المحتل
عام 1948 لمحاولة اغتيال، عن "زعران" جهاز المخابرات الإسرائيلي الذين يواصلون
ارتكاب جرائم القتل في الداخل المحتل، من أجل إحداث حالة من "الفوضى المنظمة"
لتفكيك وضرب المجتمع العربي.
تفكيك
وضرب المجتمع الفلسطيني
والخميس
7 كانون الثاني/ يناير الماضي، تعرّض القيادي الدكتور سليمان إغبارية لمحاولة اغتيال،
بإطلاق عدة رصاصات مباشرة عليه، وأصيب بجروح بالغة أدخل على إثرها للمستشفى لتلقي العلاج،
وأجرى العديد من العمليات وبانتظار إجراء عمليات جراحية إضافية.
وعن
الأهداف الكامنة خلف تورط سلطات الاحتلال الإسرائيلي عمليا بتفشي الجريمة وتصاعدها
مؤخرا في المجتمع العربي، أوضح إغبارية، وهو أحد قادة الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني
المحتل، أنه "بعد أحداث عام 2000 وهي هبة القدس والأقصى والانتفاضة الثانية، وبعد
ارتقاء 13 شهيدا فلسطينيا من الداخل، اتخذت القيادة السياسية والأمنية (الإسرائيلية)
قرارا بإبعادنا عن المشهد الوطني، وانتمائنا لأبناء شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة،
وكذلك إبعادنا عن الحاضنة العربية والإسلامية".
وأكد
أن سلطات الاحتلال سعت من خلف ذلك إلى "تفكيك وضرب المجتمع العربي من الداخل،
وهذا قرار سياسي واضح، وبعض السياسيين يتحدثون عنه في الغرف المغلقة"، منوها إلى
أنه "يوجد داخل المجتمع العربي نحو 400 ألف قطعة سلاح، وأنا أتحدى أن يقتل بهذا
السلاح أي يهودي، ولا يمكن ذلك، لأنهم (سلطات الاحتلال) يعرفون أين سيذهب هذا السلاح
ولمن".
ولفت
إغبارية المسؤول عن ملف القدس لدى الحركة الإسلامية بالداخل، إلى أن "الأمور ظهرت
على شكل عصابات إجرام، وأطلقت عليها "الفوضى المنظمة"، وهي ظاهره يقف خلفها
جهاز يعمل ليلا ونهارا، ويستغل بعض المشاحنات بين العائلات هنا وهناك، لتحقيق هدف أساسي
يتمثل في تفكيك المجتمع العربي بالداخل الفلسطيني من أجل أن يندمج، ولتسهل أسرلة هذا
المجتمع، حتى نصل لمرحلة أن نطلب منهم (الاحتلال)، بأن يأتوا لحل مشاكلنا".
وعن
استهداف العديد من الشخصيات والقيادات الوطنية بالقتل في المجتمع العربي وخاصة الرموز
الإسلامية التي تدافع عن القدس والمسجد الأقصى المبارك، نبه أن "الهدف واضح، وهو
إبعادنا عن كل هموم شعبنا، وخاصة قضيتنا الكبرى المتمثلة في القدس والمسجد الأقصى".
وأضاف:
"كان لنا دور وما زال في القدس والمسجد الأقصى، ويحاولون إضعاف هذا الدور المستمر
الذي شمل؛ مسيرة البيارق، ومصاطب العلم، والتواصل الأسري بين عائلات مقدسية وأخرى فلسطينية
في مناطق الـ48، وغيرها من الأنشطة التي قادتها الحركة الإسلامية (برئاسة الشيخ الأسير
رائد صلاح) التي حظرتها السلطات الإسرائيلية".
وتابع:
"هم لا يريدون هذه الأنشطة، ويعملون على تخويف الناس وبث الرعب في نفوسهم، لإبعادنا
عن قضايانا الكبرى والمصيرية، وكي نلتهي في قضايا الأمن والأمان، رغم أنها قضايا مهمة
ونحن نريدها أيضا".
عصابات
الإجرام أم زعران المخابرات
وخلال
تواجده في فترة التحقيق التي استمرت نحو 45 يوما عام 2017 داخل الزنازين لدى مخابرات
الاحتلال، كشف إغبارية لـ"عربي21"، أنه في أحد جلسات التحقيق، قال لعناصر
مخابرات الاحتلال: "بدلا من ملاحقة الشباب الذين يقومون بتقديم بعض الخدمات للأيتام
والإفطارات في المسجد الأقصى، لماذا لا تقومون بمحاربة الجريمة في المجتمع العربي؟
فرد علي الضابط بقوله: "هذا لا يعنينا ولا يهمنا"، وهنا فهمنا رسالتهم من
خلف هذه الكلمات".
وحول
دلالة انتشار السلاح في المجتمع العربي والذي باعتراف وزير الأمن الداخلي السابق والسفير
الإسرائيلي الحالي لدى واشنطن، جلعاد أردان، أن مصدره سرقة السلاح من مواقع جيش الاحتلال،
قال القيادي: "ما يجري يتم بالتنسيق مع المخابرات، فهل يعقل أن تدخل شاحنات على
معسكر للجيش يضج بالكاميرات وتحمل آلاف قطع السلاح وتخرج؟ كل هذا يجري بالتنسيق، لمن
سيذهب هذا السلاح ومن سيستلمه".
وأكد
أن "كل قطعة سلاح معروفة أين ستذهب، صحيح أننا لا نمتلك الدليل على ذلك، ولكن
لدينا اليقين"، موضحا أن "رصاصة خرجت بالخطأ في يوم ما أصابت سيارة يهودي
على الشارع الرئيس، بعد ساعتين فقط عثروا على من أطلق الرصاصة، والآن تقع جريمة قتل
كل 48 ساعة في المناطق العربية ولا يكشف عن مرتكبيها".
وأشار
إلى أن "ما يتم الكشف عنه من جرائم قتل تتعلق في كثير من الأحيان بمشاكل عائلية،
وليس بعصابات الإجرام، الذين هم زعران المخابرات، ويتبعون لها".
وبشأن
إمكانية وقف مسلسل جرائم القتل المتواصل في المجتمع العربي والذي ينفذه "زعران"
جهاز المخابرات الإسرائيلي، ألمح إغبارية الذي ترأس سابقا بلدية أم الفحم، إلى عدم
تعاون شرطة الاحتلال في هذا الأمر مع البلدية، لأن "الشرطة معنية بأن تبقى هي
المسيطرة على الأمر".
وفي
نهاية حديثه مع "عربي21"، كشف إغبارية أنه "مع قيام سلطات الاحتلال
بفتح مراكز للشرطة الإسرائيلية داخل المجتمعات العربية، زاد العنف".
اقرأ أيضا: "ما خفي أعظم": إسرائيل متواطئة بنشر الجريمة بين فلسطينيي الداخل