ما أجمل وأسهل أن تناقش وتحاور أصحاب العقول حراس القيم، وإن اختلفت معهم؛ فالاختلاف والتنوع علامة صحة وفيه الإفادة والإجادة، وربما بعض العبادة خاصة عندما يسعى لعموم المعروف وشيوع القيم.
عن
الإخوان دار الحوار مع أحد الأصدقاء حول ما نعيشه من واقع، خاصة مساحات الفراغ التي زادت بغياب الإخوان قسرياً بقوة السلاح والقمع، وما ترتب على ذلك محلياً وإقليمياً ودولياً، اجتماعيا ودعويا وسياسيا واقتصاديا، لكنه توقف عند نقطة مهمة وراقية.
وهي نقطة مع كل الاحترام والتقدير للقناعات الشخصية؛ وهي معتبرة ومقدرة إلا أن طبيعة المرحلة وما يتعرض له الإسلام محلياً وإقليمياً ودوليا. فالكل يريد إسلاما وفق الهوى والمصالح الشخصية، إسلاما في الزوايا والمساجد والأحوال الشخصية، ثم تدخلوا في الأحوال الشخصية بالزواج المدني وعدم اعتماد الطلاق الشفهي، والبقية تأتي.
الهجمة على الإسلام تستوجب تجاوز القناعات الشخصية في المواقف والقرارات والمشاهد والإجراءات؛ إلى مربعات حماية وحراسة القيم والمبادئ العامة والأصول والكليات.
أتحدث عن الأدوار الفردية في دعم ونصرة الجماعة، استمراراً للفهم الشامل والوعي الكامل وهي المعركة الثقافية والحضارية الأهم. أما ممارسة الأعمال والمناشط السياسية والحزبية والنقابية والخدمية أمور لاحقة يتم بعضها، أو كلها، أو لا تتم في مرحلة ما؛ لكن الأهم والأبقى هو الإسلام عقيدة وشريعة وأخلاق.
واجبات شرعية ومسؤوليات وطنية
هناك جملة واجبات تجاه القيادة الحالية، أو بقاياها، وتجاه المنهج وما علق به، وكذلك عموم الإخوان كقواعد ودوائر وأنصار، تحت مظلة الحفاظ على الإسلام علماً وعملاً وسلوكاً وتطبيقاً. فالجماعة وغيرها من الكيانات الإسلامية والوطنية هي من وسائل الحفاظ والحماية والتقدم والرعاية وليست هدفا في ذاتها.
القيادة: للأشخاص كل الأشخاص الاحترام والتقدير على المستوى الشخصي، وعلى المستوى الحركي اجتهدت وفق إمكاناتها الشخصية ومعلوماتها المتواضعة وعلاقاتها المحدودة في مربع السلطة والحكم. منصات لها وعليها وهي طبيعة الكيانات والأنظمة. الجماعة لم تحدث عيباً شائناً، ولم تحقق إعجازاً خارقاً؛ نعم عليها ملاحظات لكنها ملاحظات في الأداء التي يؤخذ على أي فصيلٍ تصدّر المشهد في نفس الأجواء والظروف، والانشغال بأشخاصهم ونمط إدارتهم الآن انشغال بغير المفيد والشواهد منذ العام 2013 تؤكد ذلك. للقيادة حق النصح السديد بالمنطق الهادئ الرشيد، فإن استجابت فبها ونعمة، وإن لم تستجب فهي وشأنها ومسؤولياتها أمام الله والتاريخ.
المنهج: اختارته الجماعة لنفسها منذ الخطوة الأولى والتحقنا بها منذ قرابة 40 عاما على نفس المنهج. التغيير والإصلاح التربوي المتدرج، هو منهج الجماعة الدال عليها وغيره يكون كيانا آخر.
"الحفاظ على المنهج هو حفاظ على وسطية الإسلام وسلامة المجتمع وكيان الدولة".
عموم الإخوان: أو بقاياهم خارج السجون وداخل الوطن، أو في المنافي، فلهم حق نشر الوعي وتوضيح الرؤى وتصحيح المفاهيم وبث الأمل؛ لهم الدعم للاستمساك بالمنهج فهو فوق القيادة. والقواعد هي عمود الجماعة وخط من خطوط الدفاع عن الإسلام وعلامته المسجلة.
عموم الإخوان مع عموم أبناء الحركة الإسلامية هم الحاضنة الشعبية الأولى لكل منصات التغيير والإصلاح القائمة والقادمة، إسلامية كانت أو مدنية، هم أوعية الخير وحمَلة الرسالة، والحفاظ عليهم هو حفاظ على المخزون الاستراتيجي لأجيال ومنصات التغيير القادمة.
جماعة الإخوان كدعوة: إحدى القوى الحية في المجتمع، والحفاظ عليها حفاظ على رصيد وطني في مجال العلم والعمل والوطنية، شأنها شأن بعض
الأحزاب الوطنية والشخصيات العلمية والعملية.. حفظ الله
مصر وقواها الحية.