الممثلة الهليودية "سكارليت جوهانسن" ومن خلال مقطع فيديو، أعلنت فيه عن تضامنها مع معتقلي المبادرة
المصرية للحقوق والحريات، وطالبت بالإفراج الفوري عنهم قائلة: "إنهم أفضل من فينا"، وأنهم "تعرضوا للتعذيب وأهاليهم يعانون.. الحكومة الديمقراطية يجب أن تحتفي بهم لا أن تسجنهم".
واعتبرت أن مجرد "إبداء الرأي في مصر اليوم صار خطراً"، وأن هؤلاء "قُبض عليهم ظلماً لأنهم يحاربون من أجل كرامة اﻵخرين"، وإنهم "قضوا حياتهم يحاربون الظلم واﻵن هم محبوسون خلف القضبان، يواجهون تهماً ملفقة، من الممكن أن تسجنهم لسنوات، والحقيقة أن جريمتهم الوحيدة هي وقوفهم للدفاع عن كرامة المصريين".
وأضافت: "تعمل المبادرة المصرية منذ سنوات بنشاط وشجاعة على خط المواجهة من أجل الدفاع عن الضعفاء وحماية حقوقهم، ولإصلاح نظام العدالة الجنائية المعطَّل الذي يدمر حياة أبرياء، ولإلغاء عقوبة الإعدام".
وبصرف النظر عن أي شيء، فإن الممثلة الأمريكية "سكارليت جوهانسون"، دافعت عن معتقلين سياسيين، لأنها تعتبر نفسها صاحبة رسالة وتمتلك حساً مرهفاً، هو حس وشعور الفنان، بعكس المشخصاتية في بلادنا، الذين لا يملكون إلا التطبيل وتمجيد الطاغية!!
وبعد انتشار فيديو "جوهانسن" قرر قائد الانقلاب صاغراً إخلاء سبيل أعضاء المبادرة المعتقلين، وإطلاق سراحهم بمنطق المعلم حنفي: خلاص هتنزل المرة دي.
وبالطبع لم تسلم الممثلة الهليودية من الانتقاد والسب والشتم، فقد هاجمت المحامية والحقوقية الأمريكية "أيرينا تسوكرمان" الممثلة "سكارليت جوهانسون" وأن مطالبتها بالإفراج عن المعتقلين الأربعة جاء مقابل عشاء مع الشيخة موزة؛ كثمن للتعليق السياسي الذي يستهدف مصر كما حصلت على المال للحديث عن شيء لا تعرفه، كما قالت، في إشارة إلى المؤامرة الكونية، التي تقودها قطر وتركيا ضد أم الدنيا، وكان الأولى بهذه الحقوقية أن تطالب بالحرية للمعتقلين، وليس مهاجمة من يقوم بذلك.
وشخص آخر من أصول عربية، يدعى "حاتم الجسمي"، يعيش في أجواء الحرية الأمريكية، إلا أنه لم يتخل عن ثقافة العبيد والتطبيل.. تساءل قائلاً: "هل تحدثت مع أصدقائها القطريين عن السماح بانتخابات حرة في إمارتهم الصغيرة؟ وهل تحدثت معهم عن ظروف العمال الأجانب الشبيهة بالرق؟!
كما قامت المشخصاتية - التي أكل عليها الدهر وشرب - "ليلى عز العرب" بوصلة ردح وطنية، نيابة عن مخبري أمن الدولة، والأذرع الإعلامية في الإعلام العكاشي المتعوس؛ قائلة: "دعي الشأن المصري للمصريين واهتمي بالمشردين والجائعين في وطنك".
وهذا أمر طبيعي، لما ينتاب مطبلتية جواري وحريم السلطان من حالة الصدمة، ومن خنوع النظام وركوعه أمام التهديدات الغربية، وعدم استطاعته في إثبات التهم المضحكة التي يلصقها بالمعتقلين، حتى لو كانوا من غير المسلمين، بأنهم انضموا إلى جماعة محظورة، فضلاً عن بقية التهم المعدة سلفاً لكل من يعارض النظام الانقلابي.
وكم صدعنا الإعلام العكاشي وأذرعه الإعلامية "بأن مصر لن تنحني ولن تركع، ولن تقبل أي إملاءات أو ضغوط خارجية، وليفعل الغرب ما يشاء، على طريقة الزعيم الخالد الذي قال سنلقى إسرائيل ومن وراء إسرائيل في البحر، والحقيقة أن "العرب لم يلقوا بإسرائيل في البحر، ولكن إسرائيل هي التي ألقت شعبا بأكمله إلى الصحراء".
هذا الإعلام العكاشي الذي أقنع الشعب بأن جيش الكفتة قام بأسر قائد الأسطول السادس الأمريكي، هل ستخيفه ضغوط أوروبية وأمريكية من هنا وهناك؟!
لكن ما أصابني بالدهشة، مثل كثيرين من المتابعين للشأن المصري، هذه الحملة غير المسبوقة من سياسيين ودبلوماسيين وفنانين ونشطاء غربيين، للضغط على النظام المصري إثر القبض على أفراد من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية.
وقد عزا البعض الهجوم الغربي على النظام الانقلابي إلى أن التنظيم الدولي لجماعة الإخوان حرك الأذرع الإعلامية والحقوقية، لشن هجوم على مصر ومحاولة النيل واستهداف نظامها القضائي والتعرض لسيادتها، عقب نجاح جو بايدن.
وللرد على هؤلاء السذج، فإذا كان التنظيم الدولي يملك هذه القدرة الخارقة لتحريك الغرب للضغط على النظام الانقلابي، فلماذا لم يفرج عن آلاف المعتقلين منذ الانقلاب العسكري على أول رئيس مدني منتخب؟!!
لكنها الانتقائية الغربية وازدواجية المعايير في التعامل مع ملف
حقوق الإنسان، ليس في مصر وحدها، بل في كل البلاد المنكوبة بحكم العسكر، والأسر الحاكمة، وهي التي جعلت كلاً من أمريكا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وأيرلندا والسويد والأمم المتحدة، وسياسيين وبرلمانيين، ومنظمات دولية لحقوق الإنسان، تصدر بيانات إدانة ضد النظام الانقلابي.
وهنا يعن لنا للوهلة الأولى تساؤل مهم: لماذا تحركت هذه السفارات وهذه المنظمات وهذه الشخصيات، بالرغم من تدنى حالة حقوق الإنسان بصورة، لم تشهدها مصر من قبل؟
وللإجابة على هذا التساؤل نقول: إن الغرب يتعامل مع انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا المنكوبة بمنطق "خيار وفقوس"، وعدم المساواة بين المظلومين، فإذا كان المعتقل إسلامياً، عالماً في تخصصه، يطالب بالحرية ويأنف الظلم، فلا بواكي له لا في الشرق ولا في الغرب، بالرغم من أنه تخرج من أعرق جامعات الغرب.. فبهذه الانتقائية الفجة، يتعامل الغرب مع انتهاكات حقوق الإنسان في بلادنا.