صحافة إسرائيلية

تقرير عبري: السلاح الأمريكي ليس كافيا لحماية الاحتلال

"استراتيجية جغرافيا الهيمنة، وخاصة التمسك بمرتفعات الجولان والضفة الغربية، يجب أن تظل سائدة لدى الاحتلال"- جيتي
"استراتيجية جغرافيا الهيمنة، وخاصة التمسك بمرتفعات الجولان والضفة الغربية، يجب أن تظل سائدة لدى الاحتلال"- جيتي

اعتبر كاتب إسرائيلي أن الدعم الأمريكي الكبير للاحتلال بالسلاح ليس كافيا لضمان أمنه في المنطقة.

 

وفي تقرير ترجمته "عربي21"، استعرض "يورام إيتنغر" في مقال نشره موقع "نيوز ون"، تفرد الاحتلال بصفقات السلاح الأمريكي الأكثر تطورا، لكنه حذّر من أن كل ذلك لا ينبغي أن يتفوق على الاهتمام بالسيطرة على مرتفعات الجولان وجبال الضفة الغربية، باعتبارها دفاعات طبيعية.

 

وقال "إيتنغر" إن "الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل تمنحها فرصة لأن تكون مختبرا حصريا للصناعات الدفاعية الأمريكية وأنظمة الأسلحة المتقدمة، التي تعزز أمنها القومي، وفي الوقت ذاته المصالح السياسية والأمنية والاقتصادية للولايات المتحدة".

 

وأضاف: "إن التفوق النوعي العسكري لإسرائيل يساعدها على ترقية قدراتها (..) كما يعزز أداءها كقاعدة أمامية أمريكية في نقاط جيو-استراتيجية متفجرة في أوروبا وآسيا وأفريقيا والبحرين المتوسط والأحمر والهند والخليج العربي".


وأوضح إيتنغر أن "هذا التفوق النوعي العسكري لإسرائيل يزيد صادراتها، ويوسع قاعدة التوظيف الأمريكية، وفي الوقت نفسه، ينقل الدروس العملياتية للولايات المتحدة الساعية لترقية قدرتها على المناورة (..) بجانب تعطيل وإحباط تحركات إيران والإخوان المسلمين وحزب الله وغيرهم من المناهضين للولايات المتحدة في المنطقة".


وتابع بأن "هذا التفوق العسكري النوعي لإسرائيل يرفع من مستوى قوة الردع، وبالتالي يقلل عدد التفجيرات العنيفة في الشرق الأوسط، وقد تتحول لصراعات إقليمية وعالمية، وفي الوقت نفسه، يشجع تحديث قوة الردع الإسرائيلية الأنظمة العربية المعتدلة نسبيا على اختيار مسار السلام الذي تقوده الولايات المتحدة".


واعتبر الكاتب أن "التفوق العسكري الإسرائيلي يدفع واشنطن لتقليص وجودها العسكري في الشرق الأوسط، مع الاستفادة من الردع الإسرائيلي لكبح أعدائها، وقد أدت مساهمة إسرائيل في المصالح الأمنية والاقتصادية الأمريكية، إضافة لمكانتها القوية بين غالبية الجمهور والمشرعين هناك، لسن تشريع يطالب الرئيس بتقديم تقرير سنوي للكونغرس حول صادرات الأسلحة للشرق الأوسط، للحفاظ على الميزة العسكرية النوعية لإسرائيل".


وبيّن "إيتنغر" في مقال أن "أي موافقة أمريكية على تصدير الأسلحة وأنظمة الدعم لدول الشرق الأوسط، باستثناء إسرائيل، يجب أن تتضمن قرارا بأن الصادرات لن تقوض ميزة (الاحتلال) العسكرية النوعية، وسيجري الرئيس الأمريكي بشكل منهجي تقييما موجها بالخبرة والجودة للحفاظ على هذا التفوق النوعي العسكري".


وخلص إلى أن "الالتزام بالقانون الأمريكي يحافظ على ميزة إسرائيل العسكرية النوعية، وبالتالي تعزيز المصالح الأمريكية، وربما تقليل قواتها العسكرية في الشرق الأوسط، وسيؤدي عدم الامتثال لهذا التفوق لتآكل الردع الإسرائيلي".

 

لكن الكاتب استدرك بالتأكيد أن التزام الولايات المتحدة بضمان التفوق العسكري للاحتلال "ليس حجر الزاوية للأمن القومي الإسرائيلي".


وأشار إلى احتمال تميز السلاح الأمريكي الذي يملكه الاحتلال مقارنة بما لدى الدول الأخرى بالمنطقة، جراء قطع منتجين آخرين كالصين وروسيا ودول أوروبية أشواطا كبيرة في التقدم التقني بالصناعات العسكرية.

 

وأضاف أن استراتيجية جغرافيا الهيمنة، وخاصة التمسك بمرتفعات الجولان والضفة الغربية، يجب أن تظل سائدة، ما يمنح الاحتلال عمقا استراتيجيا، ووقتا كافيا لتعبئة قوات الاحتياط في حال التعرض لأي هجوم.

 

وختم بالتأكيد على أن الشرق الأوسط "يشهد حالات متلاحقة من الاضطراب والعنف" فيما يظل الاحتلال يفتقر "للتعايش والسلام مع العالم العربي"، وهو ما يجعل جميع السيناريوهات مطروحة دائما.

التعليقات (0)