هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "كوميرسانت"
الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن الغضب العارم الذي اجتاح العالم الإسلامي بسبب
تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرت أن الاحتجاجات الواسعة ضد فرنسا
ودعوات المقاطعة انطلقت أساسا بعد الموقف الحازم الذي اتخذه الرئيس التركي رجب طيب
أردوغان.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته
"عربي21"، إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان أول من بادر بالدعوة
لمقاطعة المنتجات الفرنسية؛ بسبب نشر الرسوم المسيئة لرسول الإسلام صلى الله عليه
وسلم، وشنّ هجوما لاذعا على الرئيس الفرنسي، وهو الموقف الذي أدانته باريس وعدد من العواصم الأوروبية.
وكان أردوغان قد اتهم نظيره إيمانويل
ماكرون بسوء معاملة الملايين من مسلمي فرنسا، وقال "إن الرئيس الفرنسي بحاجة
إلى علاج نفسي".
اقرأ أيضا: ما خلفيات دعم الإمارات لفرنسا في تصعيدها ضد المسلمين؟
وقد ردت فرنسا على الخطوات التركية
باستدعاء السفير الفرنسي بتركيا للتشاور حول الوضع الراهن. وذكّرت باريس أنقرة
بأنها تحتل المرتبة العاشرة من بين البلدان المستوردة للمنتجات التركية، والمرتبة
السابعة من بين البلدان المصدرة لتركيا، كما أكدت أن السيارات الفرنسية هي الأكثر
مبيعا في تركيا.
بداية الأزمة
تقول الصحيفة إن الأزمة الحالية بدأت
عندما ألقى الرئيس ماكرون خطابا مطلع الشهر الحالي، تحدث فيه عن "النزعة
الانفصالية" لمسلمي فرنسا، ووعد بالتصدي إلى هذه المعضلة خصوصا في مجال
التعليم وتمويل المساجد والمنظمات الإسلامية الخيرية.
وقد تفاقمت الأزمة بعد مقتل المدرس
الفرنسي صامويل باتي في منتصف تشرين الأول/ أكتوبر؛ إثر عرضه رسوما كاريكاتورية
مسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ما جعل السلطات الفرنسية تشدد الإجراءات ضد
المسلمين؛ بحجة الحفاظ على قيم الجمهورية والتصدي للفكر المتطرف.
كما أكد الرئيس الفرنسي في تصريحاته
عقب مقتل المدرّس أن فرنسا لن تتراجع عن نشر الرسوم المسيئة؛ لأن ذلك يهدد حرية
التعبير، ويتعارض مع تاريخ البلاد في مقاومة التعصب.
وتؤكد الصحيفة أن تصريحات الرئيس
الفرنسي أثارت موجة غضب عارمة في العالم الإسلامي، سواء من الشعوب أو الحكومات،
التي رفضت تمسك ماكرون بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي محمد صلى الله
عليه وسلم.
أوروبا تريد خفض التصعيد
في خضم تصاعد وتيرة الاحتجاجات في
العالم الإسلامي ضد نشر الرسوم المسيئة للنبي الكريم، ودعوات مقاطعة البضائع
الفرنسية التي انطلقت بعد تصريحات الرئيس أردوغان، كما تقول الصحيفة، طلب جوزيف
بوريل الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائب
رئيس المفوضية الأوروبية من تركيا أن تتوقف عن التصعيد الخطير للمواجهة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هجوم الرئيس
التركي لم يقتصر على فرنسا فحسب، بل شمل الدول الأوروبية بشكل عام، إذ أكد أردوغان
أن المسلمين لا يستطيعون العيش بسلام في الغرب في الوقت الراهن.
واعتبرت الخارجية الفرنسية أن هذه
الأزمة قد تؤثر سلبا على الاقتصاد الفرنسي، وقد تخلق المزيد من المشاكل في منطقة
الشرق الأوسط، في ظل مساعي ماكرون لتحقيق السلام في لبنان.