قالت صحيفة
"
التايمز" البريطانية إن منظمي مهرجان "هاي" أبو ظبي الثقافي دافعوا
عن قرارهم المضي بالمناسبة رغم ما زعمته زميلة مشاركة في تنظيمه، أنها تعرضت لتحرشات
جنسية، من أحد أفراد العائلة الحاكمة في أبو ظبي.
وكانت صحيفة
"صاندي تايمز" قد نشرت تقريرا يوم الأحد، كشفت فيه الظروف التي أحاطت
بالحادثة وقرار كيتلين ماكنمارا، 32 عاما الكشف عن تفاصيل الحادث، الذي اتهمت فيه
وزير التسامح
الإماراتي الشيخ نهيان بن مبارك النهيان، 69 عاما بمحاولة الاعتداء
الجنسي عليها عندما دعاها إلى فيلته الخاصة، وحاول التقرب منها قبل أن تفلت منه
وتخبر مديرها بما حدث.
وقالت الصحيفة إن شرطة
اسكتلنديارد تقوم بالتحقيق بمزاعم ماكنمارا، التي قالت إن الحادث الذي تعرضت له
كان في يوم عيد الحب هذا العام. وينفي الشيخ الاتهامات.
وأضافت الصحيفة أن
الحالة تثير أسئلة حول تجاهل منظمي المهرجان معاناتها، ولماذا قبل مهرجان معروف في
بريطانيا تنظيم مناسبة في بلد يعرف عنه سجله الفقير في الحريات المدنية. ولكن
المنظمين دافعوا عن قرار المضي بالمناسبة لأنها أعطتهم منبرا للدعوة إلى تقوية
المرأة وحرية التعبير وحقوق الإنسان.
وقال كاتب كتب الأطفال
جوناثان ايميت: "آمل أن تكون هذه الحادثة، نهاية لدور مجتمع الكتاب البريطاني
في تبييض سمعة هذا النظام الحقير".
وطرح مارتن برايت،
المحرر السياسي السابق في مجلة "نيوستيسمان" أسئلة خطيرة على منظمي
الحفل و"لماذا نظم المهرجان بعد هذا الهجوم البشع؟". بحسب الصحيفة.
وتخلت ماكنمارا عن
حقها في إخفاء اسمها، عندما كشفت لصحيفة "صاندي تايمز" عن عملها وتفاصيل
ما تعرضت له من هجوم تسبب لها بصدمة نفسية. ولفتت إلى أن الدعوة التي تلقتها من
الشيخ للقائه ظنت أنها لبحث موضوع حقوق الإنسان قبل فترة من افتتاح المهرجان.
وكانت ماكنمارا الأجنبية الوحيدة في وزارته حيث أشرفت على عملية التحضير والتنسيق بين الوزارة
ومؤسسة
مهرجان هاي. وفي 13 شباط/فبراير طرحت مع المؤسس المشارك للمهرجان بيتر
فلورنس، 56 عاما موضوع الناشط الحقوقي أحمد منصور الذي حكم عليه بالسجن لعشرة
أعوام بتهمة تشويه سمعة الإمارات. وفي اليوم الثاني اتصل بها الشيخ ودعاها لتناول
العشاء معه و"افترضت أن الدعوة هي لإقناع المهرجان التخلي عن حملته للدفاع
عن منصور".
وقالت الصحيفة إن ماكنمارا
التي تعيش في شرق لندن ارتدت زيا محتشما للمناسبة. وأرسلت رسالة نصية لفلورنس،
قالت فيها: "لو لم أعد خلال 24 ساعة فأرسل لي مساعدة". ورد: "ابعثي
لي رسالة حالة خروجك".
وتزعم أن الأمر
"أصبح فظيعا" بعد لقائها مع الشيخ نهيان. وقالت في رسالة لفلورنس،
"لا أريد تخريب مهرجانك ولكنني أريد الخروج من هنا". وعندما طلبت
المغادرة دفعها الشيخ للسرير وبدأ بالاعتداء الجنسي عليها. وهو ما ينفيه. وأرسلت
بعد ذلك رسالة إلى فلورنس أنها استطاعت الهروب من المنزل. وغادرت أبو ظبي حيث
شاهدت افتتاح المهرجان عبر الإنترنت. وأرسلت رسالة نصية إلى فلورنس "أشعر
بعدم الارتياح للطريقة التي تم فيها التستر على هذا".
وقالت الصحيفة إنها
اشتكت للشرطة التي تتعامل مع الحادث كاعتداء جنسي. وقالت مؤسسة المهرجان إنها لن
تعود مرة ثانية إلى أبو ظبي طالما ظل الشيخ في منصبه، مع أن المهرجان ليست لديه
برامج أخرى هناك. وقالت كارولين ميشيل التي تدير مجلس المهرجان: "بدأنا هذا
المشروع للتعبير عن هدف وتقديم منبر حر وتشجيع قضايا حرية التعبير وتقوية المرأة
وحقوق الإنسان في المنطقة".
ولفتت إلى أنه "تم
تحقيق الهدف من خلال برامج تعليمية وصلت إلى 3.900 تلميذ في 81 مدرسة بالإمارات".
وقال محامي الشيخ نهيان شيلينغز: "لقد دهش موكلنا وحزن للاتهامات التي ظهرت
بعد 8 أشهر من الحادث المزعوم، ومن خلال صحيفة وطنية، وكل هذه المزاعم
باطلة".
وقالت ماكنمارا: "لم أرد أبدا فضح هذا الرجل أو أي شخص ولكن
بدون محاسبة قانونية شعرت بأنه لا خيار لي ولكن فضح الشيخ نهيان وبعمل هذا حاولت
التأكيد أن رجالا بمكانة عظيمة وسلطة غير منتخبة لا يزالون يفعلون ما يريدون
للنساء. وآمل أن يحاسبه المدعي العام" في بريطانيا.