هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
توفي
الكاتب والمفكر السياسي المصري المعارض، أمين المهدي، الأحد، وذلك بعد أيام قليلة
من إطلاق سراحه بعد أن اُعتقل لنحو 3 أسابيع، وسط شكوك حول ملابسات الوفاة.
وفي
9 أيلول/ سبتمبر الماضي، اعتقلت السلطات المصرية أمين المهدي، من منزله بمحافظة
القاهرة. وتم
إطلاق سراحه في 30 أيلول/ سبتمبر الماضي.
وقال
معارضون إن اعتقال "المهدي" جاء قبل نحو أسبوعين من الإعلان عن كيان
معارض جديد يحمل اسم "قادرين".
من
جهته، اتهم الناشط السياسي، وعضو اللجنة التأسيسية لحركة "قادرين"، محمد
سعد خير الله، رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي ونظامه العسكري بالتورط في اغتيال
أمين المهدي، مشدّدا على أن "ملابسات الوفاة غير طبيعية على الإطلاق وتحوم حولها
الكثير من الشبهات وعلامات الاستفهام والوفاة، خاصة أنه قبل واقعة اعتقاله لم يكن
يعاني مطلقا من أي أمراض، بل على العكس كان بصحة جيدة جدا".
وأشار،
في تصريح لـ"عربي21"، إلى أنه كان تواصل مستمر مع أمين المهدي أثناء وبعد
اعتقاله، مضيفا: "لقد بعث لنا رسالة خطيرة أثناء اعتقاله مفادها أنه يخشى من
التعرض للاغتيال داخل محبسه، لأن هناك مخطط حقيقي وجاد لاغتياله، لكن يبدو أن
الخطة تغيرت، حتى يحاول النظام تجنب الكثير من الانتقادات التي كان من الممكن أن
يواجهها، فلجأ إلى تغيير خطته".
اقرأ أيضا: السلطات المصرية تعتقل المفكر المعارض أمين المهدي
ورجّح
خير الله أن تكون "السلطات المصرية قد قامت بحقن أمين المهدي بمادة ماسة
أثناء اعتقاله أو بوضعها له في الطعام"، منوها إلى أن "التدهور الحاد والمريب
في صحته جاء نتيجة خلل كامل في كل أجهزة جسمه، إلى أن حدثت الوفاة بإحدى
المستشفيات الخاصة في الإسكندرية".
وشدّد
خير الله على أن "دم أمين المهدي سيكون لعنة على السيسي ونظامه العسكري
الطاغية المتجبر"، منوها إلى أن "حركة قادرين تعتزم القيام ببعض الخطوات
التصعيدية في الخارج خلال الفترة المقبلة ردا على اغتيال أمين المهدي، وان الحركة
ستصدر بيانا في هذا الصدد خلال ساعات".
بدورها، قالت حركة قادرين المعارضة إن "المعلومات
الواردة إلينا تقول إنه مات مسموما، وما يؤكد معلوماتنا أن أمين المهدي نفسه كان
قد أخبرنا من داخل محبسه عن محاولات حثيثة لاغتياله، ونحن بدورنا نتهم النظام
الحاكم في مصر بتسميمه"، مطالبة النائب العام بالتحقيق في وفاته.
وأضافت الحركة، في بيان لها، وصل
"عربي21"،: "إذا كان أمين المهدي أول شهداء حركة قادرين؛ فأننا نعد
المصريين والعالم بأننا في قادرين سنعمل بصدق على إيقاف قطار الموت الذي يلتهم
البلاد والعباد في مصر والشرق الأوسط والعالم".
وتابعت: "روح أمين المهدي لن تفارقنا،
وستظل ترفرف كحمامة سلام في سماوات مصر والشرق الأوسط، حتى تقضي على النظام الفاشي
في مصر، ويتمكن المصريون من تأسيس دولة الحرية والسلام والمساواة".
"آخر لقاء صحفي"
وفي
آخر مقابلة له مع "عربي21"، قال "المهدي" إن "العمليات
المسلحة في سيناء لغز كبير مشبوه، في ظل تعتيم كامل أكثر شبهة، خاصة أنها تحدث فقط
ضد السكان المسالمين لتبرير الإبادة الجماعية والتهجير القسري لهم، وضد المجندين
المساكين الفقراء وشباب الضباط بدون واسطة، وضد الممتلكات المصرية"، مستدركا:
"أعتقد أنها فرق موت ومليشيات شكّلها الجيش والسيسي لتنفيذ (صفقة القرن)، وهذا
لا يمنع وجود تمرد مسلح محدود".
ولفت
إلى أن "أكبر جرائم الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه اختزل الدولة بالكامل
سياسيا وقانونيا واقتصاديا وثقافيا واجتماعيا في الجيش"، لافتا إلى أن
"كل الدول التي اختُزلت في الجيوش ذهبت أدراج الرياح، وربما كانت هذه النتيجة
هي هدف السيسي الاستراتيجي".
وطرح
"المهدي" وثيقة مبادئ كحد أدنى للتغيير في مصر بهدف "إسقاط جمهورية
الإقطاع العسكري المركزية مع المحافظة على مدنية وسلمية كل أنواع الحراك
والنضال"، مشدّدا على "إعادة هيكلة الجيش ليصبح جيشا صغيرا محترفا حديثا
وظيفته الأساسية التدريب والصيانة ومناقشة الخطط الدفاعية عن الحدود على أن تكون
قواته الضاربة وجسده المقاتل من المجندين الاحتياط، مع إبعاد المؤسسة العسكرية
تماما عن أي مهام أو طوارئ مدنية داخلية".
"أمين
المهدي" في سطور
والمفكر
أمين المهدي حاصل على بكالوريوس كلية الفنون التطبيقية مجال الطباعة، وكان مديرا لمطابع
صحيفة "أخبار اليوم" حتى الاستقالة في العام 1980. ثم أسس دارا للنشر، وهي الدار العربية للنشر عام
1985، والتي نشرتْ أول ترجمة عربية لرواية القرن العشرين: يوليسيس.
وله
كتب عدّة كُتب سياسيّة تُشرِّحُ الموقف العربي ضد إسرائيل والعالم، تُرجِم أحدُها
للعبرية ودُرِّسَ في جامعة برينستون ولاية نيو جيرسي الأمريكية.
ومن
مؤلفاته: كتاب
"الجزائر بين العسكريين والأصوليين" (1991)، و"الصراع العربى
الإسرائيلى - أزمة الديمقراطية والسلام" (1997)، و"العرب ضد العالم -
الأيديولوجيات الشمولية واللاهوت العربي الإسلامي" (2013)، و"الثورة المصرية بين
القلعة والمعبد"، و"حضارات حوض المتوسط: جدل الساحل والداخل".
وله
42 دراسة في جريدة الحياة اللندنية من 1999 إلى 2005، وتوقفت نتيجة ضغط النظام المصري
على جريدة الحياة، بجانب دراسات نشرت في العديد من الدوريات والمواقع بالعربية
والإنجليزية.