ملفات وتقارير

أحداث ما قبل "ثورة يناير" بمصر حاضرة في 2020.. ما دلالاتها؟

شبه مراقبون ما يجري هذه الأيام بمصر بالأحداث التي سبقت ثورة "يناير" ضد حسني مبارك- جيتي
شبه مراقبون ما يجري هذه الأيام بمصر بالأحداث التي سبقت ثورة "يناير" ضد حسني مبارك- جيتي

تتشابه بشكل لافت وقائع العام الحالي 2020، مع أحداث العام 2010، التي كانت مقدمة لثورة كانون الثاني/ يناير 2011 في مصر، فيما رصد مراقبون ومتابعون أوجه التشابه تلك، ودلالاتها.

حالة التشابه تلك وصفها الكاتب المصري وائل قنديل، بالقول: "وكأنه خريف 2010"، كما حذر منها السياسي المصري مجدي حمدان بقوله عبر "فيسبوك" إن "غطاء البرستو تحرك".

 




سياسيا، شهد العام 2010 غلق نظام الرئيس الراحل حسني مبارك للمجال العام، وأجرى انتخابات مجلسي الشعب والشورى، ليشكل أغلبيتها رجال "الحزب الوطني"، وفي 2020، أغلق رئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي المجال العام أيضا، ونال حزب "مستقبل وطن" جل مقاعد مجلس "الشيوخ"، ويعد العدة لاقتناص مقاعد مجلس "النواب" في تشرين الأول/ نوفمبر المقبل، حسب مراقبين.

اقتصاديا، عاشت مصر في 2010 حالة من الضعف والهزال الاقتصادي، والاقتراض الداخلي والخارجي، واستمرار بيع الشركات الحكومية والقطاع العام وأملاك الدولة، مع زيادة الفقر وارتفاع التضخم، وغلق المجال الاقتصادي على كبار رجال الأعمال.

وهي الحالة المشابهة اليوم، مع اختلاف اللاعبين الاقتصاديين، ليحل محلهم الجيش والمستثمرون الأجانب والمقربون من النظام، مع تغول غير مسبوق للديون الخارجية، التي بلغت 125 مليار دولار في تموز/ يونيو 2020، حسب شركة إتش سي للأوراق المالية.

على الصعيد الأمني، عاش المصريون العام 2010 حالة من البطش الأمني، وشهدت نهاية العام مقتل الشاب خالد سعيد في أحد أماكن الحجز الشرطي بالإسكندرية، وهي الحالة التي تضاعفت في 2020، وسقط نحو 60 قتيلا في السجون وأماكن الاحتجاز؛ بفعل البطش الأمني منذ بداية العام، وفق منظمات حقوقية.

وحول الغضب الشعبي، عاش المصريون في العام 2010 حالة من الغضب والاحتقان الشعبي؛ بسبب أداء حكومة مبارك، وهي الحالة ذاتها التي يعيشها المصريون اليوم، مع تزايد ضغوط حكومات السيسي مؤخرا بهدم آلاف المساكن، إضافة إلى دفع المواطنين مليارات الجنيهات في ما يعرف بـ"تصالح البناء"، وتقول وزارة التنمية المحلية إنه لغاية منتصف آب/ أغسطس الماضي بلغت قيمة هذه المدفوعات نحو 2.2 مليار جنيه.

وتحدى مئات المصريين آلة البطش الأمني،  وقاموا مساء الاثنين بتنظيم مظاهرات “غاضبة" في منطقة المنيب بمحافظة الجيزة؛ احتجاجا على مقتل شاب داخل أحد أقسام الشرطة.


اقرأ أيضا: وسوم رفض "السيسي" لا تزال تتصدر مواقع التواصل بمصر

 

 

"أسوأ مما كان"
وحول نقاط التشابه بين أحداث 2010 التي تبعتها ثورة يناير 2011، وأحداث 2020، قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين الدكتور جمال حشمت: "قد تتكرر الظروف، لكن تتغير الأحداث، والمستجدات الحالية أسوأ مما كان في الماضي".

وأضاف حشمت، في حديث لـ"عربي21"، أن "ما نفتقده الآن هي القوة المنظمة لحالة الغضب التي تتراكم يوما بعد يوم، لعل من يحلق بالثورات إلى آفاق العدل والحرية وحقوق الإنسان ليس هو المطحون الجائع المقهور المغتصب الذي نتج من سياسات الانقلاب".

وأكد أن "هذا أمر يحتاج تفاعل كل فئات المجتمع؛ لضمان ترشيد أي حراك ثوري قادم. ليست المشكلة في البداية، لكن في الاستمرار مع التصعيد المدروس".

وأشار حشمت إلى أن "اعتماد سياسة العنف من جانب النظام ربما يزيد من فرص نجاح الثورة بنفس قدر نجاح النظام في إخمادها، لكن الوضع سيكون أكثر صعوبة لبقاء النظام الانقلابي في حكم مصر".

 


"أفظع من مبارك"
وفي رؤيته، أكد الناشط السياسي المصري شريف الروبي، أنه "لا تشابه على الإطلاق بين الوضع الآن وبين الأيام التي سبقت ٢٠١١".

الروبي وهو قيادي بحركة "6 أبريل"، قال لـ"عربي21"، إن "فساد مبارك لم يكن بهذا الجبروت، ولم يكن هناك قتل عمد للإنسانية والمواطنين، ولم يجرؤ مبارك على هدم بيت مخالف".

وأضاف: "مبارك لم يعتقل هذا الكم من الشباب والمواطنين والنشطاء، ولم يكن هناك هذا الكم من القمع للصحافة والإعلام، رغم أنها مؤسسات لدولة الفساد".

وحول احتمالات أن يعيد التاريخ نفسه بعد عقد من الزمان بثورة مصرية جديدة، يرى الروبي أن "القبضة الأمنية تمنع حدوث ثورة الآن".

وختم بالقول: "وعلى الأقل في ظل عدم وجود رؤية وبرنامج موحد، وعدم وجود قوى موحدة، وشخصية تقود الحراك".

"انفجار أكثر منه ثورة"
من جانبه، قال الناشط السياسي، محمد نبيل، إن "هناك تشابها كبيرا في الحالة المصرية في 2010 و2020، ولكن هذه المرة لن تكون ثورة فقط، بل سيحدث انفجار هائل يأكل الأخضر واليابس".

العضو المؤسس بـ"حركة 6 أبريل"، أكد لـ "عربي21" أن توقعاته تلك تأتي بناء على "تراكم الغضب والكبت والظلم الذي يمارسه النظام ضد المواطن غير المسيس، والذي حلم بوطن وظروف أفضل بعد وعود ٣٠ حزيران/ يونيو 2013".

وأضاف نبيل: "لست متأكدا إذا كانت الدولة انتبهت لتلك الحالة، ولكن نتمنى السلامة لمصر وللمصريين، وأن تفهم الدولة أن السيطرة على الشعب بالحديد والنار لن تستمر طويلا".

ولفت إلى جانب آخر، وهو أن "الشعب رأي الثمن الكبير المدفوع الناتج عن ثورة يناير، ما يجعل المصريين يفكرون ألف مرة قبل أن يثوروا مجددا".

 


"مهيأة للثورة"
السياسي المصري ورئيس حزب الفضيلة، محمود فتحي، قال لـ "عربي21"، إن هناك أوجه تشابه كبيرة بين أحداث 2010 ووقائع 2020، مشيرا إلى أن "الأحداث أيضا متطورة".

وأكد أن "كل هذه الأحداث مهيأة تماما للثورة، ولذلك وجب على الشعب استغلال كل الفرص، وبناء التيارات الثورية والمجموعات الثورية".


التعليقات (1)
السيساويين
الأربعاء، 09-09-2020 08:49 ص
الأشياء الملفتة للنظر كذلك هو ندم من كانوا يخرجون ويهتفون ويناصرون الانقلاب دون أي بعد نظر طمعا في جاه او حرية أوسع وسط الديكتاتورية المطلقة والخانقة فاصطدموا بغابة ملكها حمار قضى على كل ابداع اشتهر به المصريون ورفع من قيمتهم الفكرية والفنية. فحتى الفنان الذي كانت له قيمة ومكانة بين العرب أصبح العرب لا يطيقونه فقط لأنه طبل أو عرض عن قصد أو بدون قصد أو عن خوف وكأنه يقول للناس أنا مجرد مهرج ولا أتبنى أي قيم أخلاقية أو انسانية ... ذهب كل شيء اشتهر به المصريون فادركوا أنهم كانوا على خطأ كبير وفوق كل هذا وذاك التفريط في الأرض والعرض وقتل الناس بالباطل وانعدام الخدمات وانعدام القانون وضياع كل شيء حتى الأمل قتل في قلوب الناس من كثر الكذب والتدليس والزن على آدان المواطنين في كل حين بحفنة من الكلاب لا قيمة لها فقط النباح تطبيلا وتعريضا لأن الحمار بالبيت ويحب ذلك...