هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
سلطت صحيفة "الأخبار" اللبنانية الضوء على "الغموض والتباينات" في المواقف الخارجية إزاء الأزمة السياسية في بيروت، مشيرة إلى أن "الفيتو السعودي"، كما وصفته، على عودة "سعد الحريري" لرئاسة حكومة بشراكة مع حزب الله، لا يزال قائما.
وأوضحت "الأخبار"، على الصعيد الداخلي، أن رئيس مجلس النواب، نبيه بري، متمسك بخيار إعادة "سعد الحريري" لقيادة الحكومة، إلا أن جهوده لتفعيل المشاورات لم تؤت أكلها، إذ "لا توجد أي معلومة عن الاستشارات النيابية التي يفترض برئيس الجمهورية (ميشال عون) الدعوة إليها".
وتابعت الصحيفة بأن المشهد "يشي بأن الأزمة مرشحة لأن تطول في ظل المصاعب الداخلية والخارجية التي تعترض طريق الحريري حتى الآن".
وفي المقابل، "أتت تصريحات مسؤولين غربيين لتمنح القلة المتفائلة بقرب تأليف الحكومة بعض الدعم المعنوي، ولو أن هذه التصريحات أتت حمالة أوجه"، بحسب الصحيفة.
وأضافت: "فمعاون وزير الخارجية الأمريكية للشؤون السياسية، ديفيد هيل، لم يضع شروطا للحؤول دون مشاركة حزب الله في الحكومة، لكنه، في الوقت عينه، لم يجزم بأن بلاده ستتعاون مع حكومة يشارك فيها الحزب".
ولكن، "تبرز معطيات أخرى تشير إلى أن واشنطن والرياض تريدان حكومة محايدة مشرفة على انتخابات نيابية مبكرة، في محاولة للانقلاب على نتائج الانتخابات الأخيرة، واستبعاد حزب الله عن المشهد السياسي بأي ثمن".
وتابعت الصحيفة بأن الحريري "مقيد بالشروط الخارجية والموقف السعودي الرافض لأي شكل من الشراكة مع الحزب داخل الحكومة، ومكبل بالمواقف الداخلية الرافضة لترشيحه، تحديدا من قبل رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط والقوات اللبنانية".
مهمة "شبه مستحيلة"
ويبدو واضحا، بحسب الصحيفة، "أن حزب الله وحركة أمل ليسا في وارد الذهاب إلى تشكيل حكومة بلا لون أو تكرار تجربة دياب". أما الرئيس عون وتكتل صهره "جبران باسيل"، فحتى الآن لم يقتنعا بعودة الحريري، ولا الانصياع لما يقول إنها "شروطه".
وأشارت "الأخبار" إلى أن "برّي" حاول، الخميس، تعجيل هذا المسار، بلقاء عون في بعبدا، "مكتفيا بالقول للصحفيين إن التواصل مع فخامة الرئيس مستمر".
وتنقل الصحيفة عن "مصادر مطلعة على اللقاء" قولها؛ إن "بري يحاول تسويق الحريري وإقناع عون به تحت عنوان ضرورات المرحلة، لكن عون حتى الآن لم يتجاوب، فيما ننتظر موقف باسيل".
واعتبرت المصادر أن "مهمة بري شبه مستحيلة. فالحريري لم يعطِ أي جواب على تسميته وهو يبلغ الرفض السعودي بأن يكون رئيسا لحكومة يشارك فيها الحزب، ومن ثم كيف يمكن إقناع الآخرين قبل إقناع الحريري نفسه؟".
ورأت المصادر أن "تشكيل حكومة سياسية بالشكل الذي يسعى إليه بري دونه عقبات كثيرة؛ إذ لا يمكن تأليفها ما دام السقف الخارجي الذي تضعه الولايات المتحدة خلف الأبواب المقفلة هو الحكومة المحايدة. وفرنسا كانت حتى الأمس لا تزال تتواصل مع الأطراف المعنية وتكرر المطالبات بحكومة حيادية، تكون لها مهام استثنائية في هذا الظرف وإجراء انتخابات مبكرة".
وأضافت أن "الأصوات المعترضة في الداخل على تسمية الحريري لا تزال على حالها، وبالأخص جنبلاط الذي وعد بري بأن يتولى إقناعه. وهناك اتصالات يقوم بها النائبان علي حسن خليل ووائل أبو فاعور في هذا الصدد".