هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
تناولت صحيفة إسرائيلية الثلاثاء، سياسة جو بايدن المرشح الديمقراطي الأمريكي للانتخابات الرئاسية المقبلة، وتحديدا في ما يتعلق بالشرق الأوسط وتعامله المرتقب مع تل أبيب.
وتوقعت
صحيفة "هآرتس" في تقرير ترجمته "عربي21" أن تكون إدارة بايدن
حريصة على فصل نفسها عن سياسات سلفها، واستعادة المصداقية للسياسة الخارجية
الأمريكية، مضيفة أن "الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، يبدو مرشحا رئيسيا ضمن
هذه السياسة، لكن بشكل يختلف عن حقبة ترامب".
وتابعت
الصحيفة: "أولوية بايدن الساحقة كرئيس ستعيد أمريكا لمكانتها، ولن تقاتل مع
إسرائيل ضد الفلسطينيين، ما لم يفعل نتنياهو شيئا متهورا"، معتقدة أنه
"سيكون هناك توتر ودراما مع الكثير من الصعود والهبوط، لكن دون ضغط جدي على
إسرائيل".
هل
يجب أن يقلق نتنياهو؟
قال
التقرير الإسرائيلي إن "نتنياهو يجب أن يكون قلقا للغاية، لأن بايدن تسبب في
عدم تنفيذ الضم بالضفة، مع تقدم فرصه بالفوز بالانتخابات الرئاسية"، موضحا أن
"نتنياهو لم يكن متأكدا أن صديقه وحليفه (ترامب) سيكون معه في كانون الثاني/
يناير 2021، لذلك فضّل عدم الانطلاق على قدم خاطئة مع رئيس أمريكي جديد، رغم أنه
صديق قديم أيضا".
ورجحت
"هآرتس" أن تكون المسألة الإسرائيلية والفلسطينية خالية من أولويات
بايدن العشرة الأولى، في ظل تركيزه على المصالح الأمريكية، مشيرة في الوقت ذاته
إلى أنه "إذا فاز بايدن، فإن سنوات منح العسل كله لإسرائيل على حساب
الفلسطينيين، قد انتهت".
اقرأ أيضا: بلومبيرغ: بايدن لن يحيد كثيرا عن سياسات ترامب الخارجية.. لماذا؟
وأوضحت
الصحيفة أن "الإدارة الأمريكية الجديدة ستثير قضية الاستيطان"، لافتة
إلى أن بايدن عارض الضم، لكن دون تهديد بالعواقب، ووافق على القدس عاصمة لإسرائيل وانتقال
السفارة الأمريكية هناك.
وبيّنت
أن "بايدن تعتمد سياسته تجاه الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على مبدأ إقامة
دولتين، ومناهضة المقاطعة الإسرائيلية، ورفض التوسع الاستيطاني والضم، لكن دون ذكر
كلمة (احتلال)"، معتبرة أن ذلك يشير إلى أن قراراته "ستكون قريبة إلى حد
كبير من إسرائيل".
مجال المناورة
وأشارت
الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو تصارع مع رئيسين ديمقراطيين سابقا (كلينتون
وأوباما)، لكنه يحتفظ بعلاقة طويلة الأمد مع بايدن، ومن المرجح أن لديه مجالا
للمناورة.
وعادت
الصحيفة لتؤكد أن بايدن سيركز على إنقاذ الولايات المتحدة من المشاكل التي خلفها ترامب،
وبشكل أساسي على معالجة تداعيات جائحة كورونا والركود الاقتصادي، والصراع العنصري
الموجود على الأرض، منوهة إلى أنه سيخصص موارده وطاقته ورأسماله السياسي لهذا
الانتعاش.
وبحسب
"هآرتس"، فإن بايدين يعتقد أنه "لا توجد عملية سلام تستحق
القتال"، مبينة أن "بوش وبيكر خاطرا بالضغط على إسرائيل في أوائل
التسعينيات، دون نتائج حقيقية".
اقرأ أيضا: هل يصلح بايدن ما أفسده ترامب في القضية الفلسطينية؟
وذكرت
أنه "سيكون من المثير للاهتمام أن نرى ردة فعل بايدن، إذا استمر نتنياهو في
خطط الضم بالضفة"، موضحة أنه "إذا ضم نتنياهو مستوطنات القدس، فإن بايدن
سيحتاج إلى معارضتها بقوة، لأنه إجراء أحادي ضار"، بحسب تعبير
"هآرتس".
ولفتت
الصحيفة إلى أن بايدن سيطرح بعض المبادرات الدبلوماسية، التي ستعمل على تحسين
العلاقات مع الفلسطينيين، وتعيد الحديث حول حل الدولتين، مشددة على أن تحقيق تقدم
حقيقي بعملية السلام، مستبعد للغاية ما لم يفعل نتنياهو "شيئا متهورا حقا".
وتوقعت أن تركز إدارة بايدن على
الانخراط في القضية النووية الإيرانية، على حساب الاهتمام بالملف الفلسطيني-الإسرائيلي، مرجحة أن تسعى الإدارة الأمريكية الجديدة إلى تصحيح بعض أوجه القصور
بالاتفاق النووي الإيراني.
وذكرت "هآرتس" أنه بحال فاز
الديمقراطيون أيضا بمجلس الشيوخ، فإن نتنياهو سيكون أمامه خيارات قليلة لمعارضة
بايدن، ولن يلتف على الإدارة الأمريكية، كما فعل مع الكونغرس بعهد أوباما، منوهة
إلى أن ضرورة قلق نتيناهو من بايدن، تعتمد على تهور الأول، وليس مواجهة الثاني.