سياسة عربية

تصريحات بايدن ضد السيسي.. موقف حقيقي أم مزايدة انتخابية؟

جو بايدن أعلن رفضه لاعتقال وتعذيب الناشطين المصريين أو التعرض لعائلاتهم- أ ف ب
جو بايدن أعلن رفضه لاعتقال وتعذيب الناشطين المصريين أو التعرض لعائلاتهم- أ ف ب

أثارت تصريحات نائب الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، والمرشح الديمقراطي للرئاسة، بشأن حالة حقوق الإنسان بمصر، ردود فعل داخل وخارج أمريكا، خاصة فيما يتعلق بهجومه على قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، ورفض منحه شيكا على بياض، حسب قوله، منتقدا موقفه في سجل حقوق الإنسان.

وفي تعقيبهم على تصريحات بايدن، أكد عدد من السياسيين المصريين عدم الرهان الكبير على هذه التصريحات، وأنها للداخل الأمريكي والمزايدة الانتخابية، وإحراج منافسه دونالد ترامب الرئيس الحالي ومنافسه القادم، خاصة أن ترامب يدعم السيسي بشكل كبير، وأن بايدن أراد إحراج ترامب بسبب هذا الدعم.

وأضافوا، في تصريحات خاصة لـ "عربي21"، أنه "إذا صعد بايدن للسلطة فسوف يحدث تغيير طفيف في مجال حقوق الإنسان بمصر، لأن أمريكا تحكمها المؤسسات وليس الأشخاص، ومصالح أمريكا مقدمة على أي اعتبار آخر"، لافتين إلى "موقف إدارة أوباما السلبي عقب انقلاب السيسي على الرئيس الراحل محمد مرسي".

وكان جو بايدن، مرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الأمريكية، قد وجّه مؤخرا رسالة تهديد إلى السيسي، أعلن فيها رفضه لاعتقال وتعذيب الناشطين أو التعرض لعائلاتهم.

وقال بايدن، على "تويتر": "عاد محمد عماشة (يحمل الجنسيتين المصرية والأمريكية) أخيرا إلى منزله، بعد أن أمضى 486 يوما في السجون المصرية لحمله لافتة احتجاجية. اعتقال وتعذيب ونفي نشطاء مثل سارة حجازي ومحمد سلطان، أو تهديد عائلاتهم، أمر غير مقبول".

وأضاف متوعدا: "لن نقدم مزيدا من الصكوك البيضاء لديكتاتور ترامب المفضل (في إشارة إلى السيسي)".

 

اقرأ أيضا: بايدن يهاجم ويتوعد السيسي.. "الديكتاتور المفضل لترامب"

"تغيير القفاز"

وفي تعليقه، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير عبد الله الأشعل، إن "هذه التصريحات رغم قوتها، إلا أنها تأتي في سياق الحملة الانتخابية والمنافسة بينه وبين ترامب، خاصة أن هناك منطق الدولة صاحبة المؤسسات التي تدير السياسة الأمريكية بعيدا عن الأشخاص، وأن ما يحدث هو تغيير القفاز بين الجمهوريين والديمقراطيين، حيث يرتدي الحزب الديمقراطي القفاز الحريري، وينفذ ما هو في مصلحة أمريكا أيضا".

وأضاف، في حديثه لـ "عربي21"، أنه "إذا حدث أي تغيير في ملف حقوق الإنسان بمصر، فسوف يكون طفيفا، وليس بالشكل العميق، خاصة أن تجربة أوباما تجاه انقلاب الثالث من تموز/ يوليو بمصر، لم تكن على المستوى المطلوب، وتم تمرير الانقلاب، رغم كل ما أعلن عن رفض إدارة أوباما لذلك، وحدث بعدها ما حدث من مذابح كبيرة بمصر".

"ورقة ضغط"

ويتفق  خبير القانون الدولي، الدكتور سيد أبو الخير، مع السفير عبد الله الأشعل، مؤكدا أن "تصريحات بايدن موجّهة للناخب الأمريكي أكثر منها لغيره".

وذكر أن "حقوق الإنسان بالنسبة للأمريكان ورقة ضغط سياسي على الحكومات التي تريد التحرر من القبضة الأمريكية، وليست موقفا إنسانيا"، لافتا إلى أن "بايدن كان نائب الرئيس أوباما الديمقراطي، عندما وقعت مذبحة رابعة، ولم يتم اتخاذ أي إجراء حقيقي من جانب الإدارة الأمريكية برئاسة أوباما وقتها".

وأشار إلى أن "ترامب لن يتأثر بتصريحات بايدن انتخابيا، لأن ترامب تدخل شخصيا للإفراج عن السجناء الأمريكان بمصر، وتم إطلاق سراحهم، وهذا ما يهم الناخب الأمريكي والرئيس الأمريكي، باعتبار أن هؤلاء أمريكا، وأن هذه التصريحات ربما تكون للضغط على السيسي؛ لمنعه من التدخل في ليبيا، وليس للضغط عليه بالداخل، خاصة أنه محمي من اللوبي الصهيوني بأمريكا".

"مجرد بروباغندا"


أما عضو المجلس الثوري المصري، أحمد عبد الجواد، فرأى أن تصريحات بايدن "تأتي في إطار البروباغندا لمواجهة ترامب؛ فكلاهما لا يعنيه ملفات حقوق الإنسان في مصر، كذلك جو بايدن كان يشغل منصب نائب الرئيس أوباما، وقت تمرير الانقلاب العسكري في 2013، وهذا يعني أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة جمهورية كانت أو ديمقراطية، تتعامل مع مصر باعتبارها أحد عساكرها المُكلفين بحماية مصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وحماية أمن الكيان الصهيوني".

وأضاف، في حديثه لـ "عربي21"، أن "هذه ورقة يتم توظيفها من آن لآخر سواء من الجمهوريين أو الديمقراطيين، وبناء عليه إذا لم يقم النظام المصري بتلك المهمة كما ينبغي، عندها تلجأ أمريكا لممارسة بعض الضغط في ملف حقوق الإنسان في مصر، لأنها تعلم يقينا أن هذا الملف تحديدا يمثل أهم وأخطر الملفات التي يمكن الضغط من أجل خلاله على النظام المصري، بسبب انعدام الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والاجتماعية في مصر وتوظيفه انتخابيا".

"تراجع دعم الطغاة"

أما الكاتب الصحفي والمحلل السياسي، خالد الشريف، فيرى أن "أي تغيير في الانتخابات القادمة بأمريكا، سيؤثر سلبا على السيسي، خاصة وأن ترامب يراهن في تنفيذ أجندته المتطرفة على السيسي، وأن اليمين المتطرف في أمريكا يغذي الديكتاتورية وقمع الشعوب، وهؤلاء يحكمون العالم ويساندون السيسي الذي يجدونه دكتاتورا مفضلا لهم".

وأشار الشريف، في تصريح لـ"عربي21"، إلى أنه "في حال صعود المرشح الديمقراطي جو بايدن أعتقد أن سياسة دعم أولئك الطغاة ستتراجع كثيرا في الشرق الأوسط، سواء محمد بن سلمان أو أولاد زايد أو السيسي، وكذلك مصر التي تتلقى دعم الولايات المتحدة الأمريكية ومحاولة السيسي استخدام الإرهاب سواء في سيناء أو ليبيا لمزيد من هذا الدعم".

التعليقات (1)
مصري
الأربعاء، 15-07-2020 07:57 ص
بالطبع هى مزايدة انتخابية لا يلبث ان يعدل عنها بايدن بمجرد تلويح جماعات المصالح اليهودية بما لايحمد عقباه و حيثما تكون مصالح اسرائيل تجد المصالح الامريكيه و التي لايمكن ان تتخلى ابدا عن السيسى جاسوس الموساد الاسرائيلى فى مصر .

خبر عاجل