هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرا أعده رونين بيرغمان وبن هبارد، تناولا فيه "الحرج" الذي وقعت فيه الإمارات بسبب "حماسة" رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وقالا في التقرير الذي ترجمته "عربي21"، إن نتنياهو حين أعلن الخميس عن "شراكة جديدة مع الإمارات"، مصورا إياها بأنها تعد أحدث تقدم في جهود بناء علاقات قوية مع الدول العربية، دفع الإمارات إلى إصدار بيان بارد، تناول الاتفاق الذي وقع بين شركتين إماراتيتين وإسرائيليتين لتطوير تكنولوجيا لمكافحة فيروس كورونا.
واعتبرا أن الإمارات ظهرت وكأنها نفذت انقلابا دبلوماسيا على نتنياهو، الذي تحدث بعبارات مفخمة عن الشراكة التي قد تنفع الشرق الأوسط بشكل عام.
وقال إن "قدرتنا على العمل ضد كورونا يمكن أن تخدم المنطقة بكاملها"، مضيفا أنها "تخلق فرصا لنا وتفتح بابا للتعاون الذي لم نره مع دول بعينها".
وبحسب الصحيفة، فإنه لا يعرف إن كانت إسرائيل والإمارات قد توصلتا لاتفاق انهار بعدما تم الكشف عنه أو ما يفسر الإعلانين المتناقضين.
وأكدت أن الإماراتيين على ما يبدو لم يشعروا بالارتياح.
اقرأ أيضا: الإمارات ترسل 100 ألف جهاز فحص كورونا للاحتلال.. وترحيب
وتقول باربرة ليف، السفيرة الأمريكية السابقة في أبو ظبي والزميلة في معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى؛ إن تصريحات نتيناهو أجبرت الإماراتيين على إصدار بيان لم تكن أبو ظبي جاهزة للإعلان عنه.
ولفتت إلى أنه "من الواضح أن الإماراتيين لا يريدون ظهور هذه العلاقات للرأي العام وبشكل علني".
وأشارت إلى أن توقيت هذا الإعلان ليس لصالح الإمارات، في وقت يسعى فيه نتنياهو لضم الضفة الغربية، في خطوة مرفوضة عربيا.
وتعهد نتنياهو بضم 30% من أراضي الضفة الغربية بحلول الأول من تموز/ يوليو، وهي خطوة يعتبرها معظم العالم خرقا للقانون الدولي، وعقبة أمام إنشاء الدولة الفلسطينية في المستقبل.
وعلقت "نيويورك تايمز " بأن "شراكة مع الإمارات كانت ستكون مكسبا سياسيا لنتنياهو، الذي حاول بناء علاقات مع الدول العربية بدون أن يدفع بالعملية السلمية مع الفلسطينيين".
وأكدت الصحيفة أنه في السنوات الأخيرة، حدث تحول لدى دول الخليج العربية في نظرتها لإسرائيل؛ من دولة ظالمة في معاملتها للفلسطينيين إلى التعامل معها كشريك تجاري وأمني.
اقرأ أيضا: قرقاش يقر بتطبيع الإمارات مع إسرائيل ويدعو للتعاون معها
وقالت شمريت مئير، المحللة الإسرائيلية في شؤون العالم العربية، إن الإعلانين يوم الخميس مهمان، رغم ما بدا من تناقض.
وقالت: "الحديث عن شركتين عربيتين خاصتين تتعاونان مع شركتين إسرائيليتين في مجال كوفيد-19، هي لغة غير معهودة في الشرق الأوسط، ولم يسمع بها من قبل".
وسبق أن سجلت تقارير، حصول تعاون خليجي في الفترة الأخيرة بمجال مكافحة كوفيد، عندما قام الموساد الإسرائيلي وبهدوء بالحصول على بعض المعدات التي تحتاجها إسرائيل لمواجهة الفيروس.