قضايا وآراء

"الإخوان المسلمون".. جسدٌ بلا حِراك والضربُ فيه لا يزال مستمرا

أحمد عبد العزيز
1300x600
1300x600

ليس هناك أخس ولا أقبح ولا أحط من الضرب في جسد مثخن بلا حراك!! وإن دل هذا الفعل على شيء، فإنما يدل على عدم الاتزان النفسي للمعتدِي بالضرب! ويدل على ساديته المفرطة، وخوفه وفزعه من هذا الجسد الذي لا يستطيع صاحبه رفع يده أو مد رجله! خوفه من أن يتعافى صاحب الجسد يوما، وتسري فيه العافية من جديد، فيقتص من هذا الرعديد! رغم علم هؤلاء بطبيعة الإخوان (شديدة التسامح) التي منعتهم طوال عقود من الثأر لأنفسهم، رغم ثبوت كثير من الجرائم في حقهم، بأحكام قطعية صادرة عن القضاء! لكنها طبيعة الأنذال الذين يفتقرون إلى أي قدر من المروءة أو الشهامة، أو أخلاق أولاد البلد "الجدعان"!

فرغم أن الإخوان المسلمين لم يعد لهم حضور سياسي بارز أو مُلفت، سواء في المشهد المصري، أو المشهد العربي، إلا أن الضرب فيهم لا يزال مستمرا! فهذا ضاحي خلفان، وحمد المزروعي، وأنور قرقاش، "مطارزية" محمد بن زايد والناطقون باسمه، وهذا تركي الحمد، وعثمان العمير، وعبد الرحمن الراشد "أبواق" محمد بن سلمان، وهذا مصطفى بكري، وأحمد موسى، وعمرو أديب، وإبراهيم عيسى، والإبراشي، والديهي، من أذناب الانقلاب في مصر! وهذه عبير موسى وحزبها، ومن لف لفيفها في تونس، و.. و.. والقائمة تطول.

الإخوان!! الإخوان!! الإخوانجية!! الإخوانجية!! أين هم الإخوان أو الإخوانجية اليوم؟! هل لهم حضور يقدم أو يؤخر في أي موقع أو محفل؟! ما الضرر الذي يسببه الإخوان (اليوم) لأي شخص أو جهة؟! أليس الإخوان هم "المفعول به" في هذه الجملة الفعلية الدنيئة، التي تقرع أسماع العالم وتخزق عينه كل يوم؟! ألا تكتظ بهم السجون، وتضيق بهم المنافي، وغُيِّبُوا تحت التراب؟! فلِمَ كل هذا الخوف منهم، ولِمَ كل هذه الرعب كلما ذُكِر اسمُهم؟!

بالطبع، لدي تفسيري الخاص لهذه الظاهرة المتفشية في الإعلام العربي والمصري كتفشي فيروس كورونا بين المصريين اليوم، بسبب انهيار المنظومة الصحية في وطني (أسأل الله السلامة لشعبي، وللإنسانية كلها من هذا الوباء اللعين)، ولدي إجابات عن هذه الأسئلة كذلك، بيْد أني رأيت أن أعود إلى الجمهور، وأسأله، لعلي أجد عنده إجاباتٍ أخرى تضيف لي شيئا، فطرحتُ استبيانا على حسابي الشخصي في تويتر؛ الاستبيان كان سؤالا له أربع إجابات، ثم ثنّيتُ على السؤال بسؤال آخر له أربع إجابات أيضا..

كان السؤال الأول مع حذف اللفظ المنشور على تويتر، وهو مفهوم من السياق: كل "...." الأرض تنهش (اليوم) في الإخوان المسلمين! رغم المؤشرات الدالة على غيابهم عن الساحة، فما سبب هذا النهش الذي لا يتوقف ساعة من نهار؟! وكانت الإجابات على التوالي هي:

1. تعاطُف الناس مع فكرتهم.. نالت هذه الإجابة 1.8 في المئة.

2. خوف المستبدين من عودتهم.. نالت هذه الإجابة 15.5 في المئة.

3. تشويههم لتخويف الناس منهم.. نالت هذه الإجابة 9.8 في المئة.

4. كل ما سبق.. نالت هذه الإجابة 73 في المئة.

ولكي أقف على طبيعة العلاقة التي تربط المصوتين بالإخوان المسلمين، كان السؤال الثاني الملحق بالسؤال الأول.. هل أنت:

1. منتمٍ للإخوان المسلمين.. نالت هذه الإجابة 17.3 في المئة.

2. متعاطف معهم.. نالت هذه الإجابة 64.4 في المئة.

3. لست منتميا ولا متعاطفا.. نالت هذه الإجابة 14 في المئة.

4. مناوئ لهم.. نالت هذه الإجابة 4.3 في المئة.

نخلص من هذا الاستطلاع الذي تجاوز عدد المصوتين فيه الألف شخص، إلى أن هذه الحملة التي يتعرّض لها الإخوان المسلمون على مدار الساعة، سببها (في نظر المصوتين) سبب مركب من ثلاثة أسباب هي: تعاطُف الناس مع فكرتهم، وخوف المستبدين من عودتهم، وتشويههم؛ لتخويف الناس منهم! أما الملفت في طبيعة العلاقة التي تربط المصوتين بالإخوان المسلمين، فهو أن غالبية المصوتين كانوا من "المتعاطفين" مع الإخوان المسلمين، وليسوا من المنتمين إليهم!

ولست أدري إذا كان تدني عدد المصوتين من الإخوان سببه الغياب، أم الخوف، أم الزهد في التصويت، أم إن الإخوان (رغم حالتهم المزرية) لا يزالون يحظون بتعاطف الجماهير معهم، إلى الحد الذي جعل عدد المتعاطفين مع الإخوان أكبر من عدد المنتمين إليهم، في هذا التصويت، وربما في الواقع أيضا!

 

وهذا (لعمري) سبب يزيد من شراسة الهجوم عليهم، والولوغ في دمائهم، والإصرار على الاستمرار في تشويههم، والنيل من سمعتهم.

على أية حال.. الحرب صولات وجولات، كر وفر، هدنة واشتباك، وبما أن الطرف المثخن بالجراح لم يعلن انسحابه من المعركة، ولم يفارق الحياة بعد، فاحتمال عودته قائم؛ ليبدأ النزال من جديد! وقد يحقق النصر النهائي أيضا، وسيحققه بحول الله، إذا كان "ربانيا" بحق، لا مدعيا للربانية، أو مستأثرا بها من بين المسلمين!

ظني بالله، أن العافية ستعود إلى الجسد الإخواني يوما، لكن مع جيل جديد، لا يحمل وزر الضعف الذي اتسم به أداء أسلافه، يتعظ من أخطائهم، ويتلافى كبواتهم، ويتحرر من بعض مقولاتهم التي كادت أن تكون "دستورا" غير قابل للتعديل! وسيذهب كل من ألقى على هذا الجسد المثخن حجرا إلى مقبرة التاريخ، بلا جنازة، بعد أن يكون قد سجل اسمه مرادفا للخسة والنذالة والوضاعة! 

twitter.com/AAAzizMisr

التعليقات (0)
الكاتب المقدام
الأربعاء، 24-06-2020 04:08 ص
..."جماعة الإخوان المسلمون" وعلى أهمية دورها التاريخي منذ تأسيسها وحتى اليوم، فهي ليست إلا جزء من الحركة الإسلامية الجامعة الأوسع والأشمل، وقد عمل الإخوان مع تلك الحركة وفي وسطها ومن خلالها وليس كبديل لها، وحسن البنا تلقى تكوينه العلمي من ذلك التيار الإسلامي الذي تتلمذ على يد أساتذته في دار العلوم، كما استمد فكره السياسي من مدرستي المنار والفتح، وهما أهم صحيفتين اهتمتا بشئون العالم الإسلامي قبل تأسيس الإخوان، واستمر تأثيرهما أكبر وأهم من إعلام الإخوان بعد تأسيسها، كما اكتسب البنا خبرته التنظيمية في مطلع شبابه من عضويته في جمعية الشبان المسلمين التي سبقت تأسيسه للإخوان المسلمين، وعندما تم حل الإخوان والاستيلاء على مقاراتها في ديسمبر 1948، قال البنا أنه ما زال عضواً عاملاً في جمعية الشبان المسلمين، وأنه استمر يدفع اشتراكها السنوي دون انقطاع بجانب ترأسه لجمعية الإخوان المسلمين، وقد فتحت له الشبان المسلمين أبوابها، وعاد للعمل فيها والتواجد في مقرها الرئيسي بعد حل الإخوان، وقد اغتيل الشهيد البنا أثناء خروجه من مقر جمعية الشبان المسلمين في 12 فبراير 1949، وقد استمر الإخوان والبنا في التعاون والعمل المشترك مع العديد من الجمعيات الإسلامية والتنظيمات السياسية في ذروة نشاطه السياسي، وليس سراً أن مؤيدي الإخوان الذين لم ينتموا يوماً إلى تنظيمات الإخوان يزيدون في أقل تقدير عن عشرة أضعاف أعضاءها النظاميين، وبعضهم أفضل عملاُ وإخلاصاً لنفس الفكر السياسي الإسلامي، وأنشط في الدفاع عنها من بعض أعضاء الإخوان الذين وصلوا إلى قمة قيادتها التنظيمية ثم انقلبوا عليها وتنكروا لها وكانوا أشد عليها من أسوأ أعداءها. لعل ذلك العرض يوضح أن الفكرة الإسلامية الجامعة هي الأصل والهدف، وأن التنظيم وقياداته يبقى صالحاً طالماً عملوا من اجلها ومن خلالها لتحقيق اهدافها السامية، وسبحان من له الدوام. "وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ".