هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
أكدت تقارير غربية السبت، وصول طائرات روسية حربية إلى قاعدة الجفرة الليبية، تزامنا مع التطورات العسكرية الأخيرة، وتحديدا في ما يتعلق بتدمير منظومة الدفاع الجوية الروسية "بانستير" والتقدم الكبير للجيش الليبي على حساب قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، في مناطق محيطة بالعاصمة طرابلس.
وذكر تقرير نشره موقع "إنسايد أوفر" في
نسخته الإيطالية وترجمته "عربي21" أن وصول الطائرات الروسية يحمل رسائل
تتجاوز مجرد دعم حفتر بعد هزائمه الأخيرة، مضيفا أن "الهدف الحقيقي هو محاولة
ردع تركيا، بعد أن قلبت المشهد في ليبيا رأسا على عقب".
وأشار الموقع إلى أنه لم يأت أي تأكيد أو نفي إلى حد
الآن من موسكو أو بنغازي حول وجود طائرات عسكرية روسية في ليبيا، لافتا إلى حديث
قوات حفتر عن "حملة جوية وشيكة ضد مواقع حكومة الوفاق"، دون التطرق إلى
ما إذا كانت الطائرات الروسية ستستخدم في الهجوم أم لا.
وكان وزير الداخلية بحكومة الوفاق الليبية فتحي
باشاغا، كشف الأربعاء الماضي خلال مقابلة مع وكالة "بلومبيرغ" عن وصول
مقاتلات روسية إلى ليبيا.
تسريبات جديدة
وأكد الموقع أن "تسريبات جديدة ظهرت في الساعات
القليلة الماضية، جاءت لتؤكد الشائعات عن وصول الطائرات الروسية إلى ليبيا"،
منوها إلى أن الطائرات التي وصلت من قاعدة حميميم الروسية في سوريا، سوف تتمركز
داخل قاعدة الجفرة الجوية.
اقرأ أيضا: محللون أتراك: هل تتحول ليبيا لسوريا جديدة بين أنقرة وموسكو؟
وأوضح الموقع أن "الجفرة تعد أحد أهم المناطق
في ليبيا من الناحية الاستراتيجية، لأنها تقع في مفترق يربط بين أقاليم طرابلس
وفزان وبرقة، إلى جانب وقوعها على بعد 350 كيلومترا من مصراتة، وبالتالي يمكن
للطائرات العسكرية الموجودة داخلها الوصول بسهولة إلى مواقع حكومة الوفاق".
ولفت إلى أن السؤال الذي يطرحه الكثيرون في الوقت
الحالي، سواء في ليبيا أو خارجها، هو ما ستسفر عنه الساعات القليلة القادمة من
تطورات، وما إذا كان حفتر سيستمر في الهجوم بعد خسارة صبراتة والوطية ومناطق عدة
أم سيتوقف؟ وهل ستستخدم الطائرات الروسية في العملية العسكرية؟لتمنحه زمام المبادرة
على الأرض.
رسالة واضحة
واعتبر الموقع أن روسيا التي دعمت حفتر لسنوات، همّشت
الملف الليبي إلى حد كبير منذ بداية 2020، خاصة بعد مؤتمر برلين في 19 كانون الثاني/
يناير، مبينا أن "مغامرات حفتر غير المحسوبة وغير المنسقة جيدا مع حلفائه، لم
تكن تروق للكرملين، وهذا ما جعل روسيا تنسحب من المشهد في الأشهر السابقة".
ورأى أن "الخطوة الروسية بإرسال طائرات عسكرية إلى
ليبيا قد يكون لها أهداف أبعد من مجرد دعم حفتر، وأنها تعكس في حقيقة الأمر رغبة روسية
في كبح جماح تركيا التي تصدرت المشهد الليبي في الفترة الماضية".
وتابع: "يبدو وجود طائرات روسية في الجفرة
رسالة واضحة، ترغب موسكو في توجيهها إلى أنقرة بعد عودتها بقوة إلى ليبيا،
واستعداد روسيا للوقوف في وجه الطموحات التركية"، مشيرا إلى أن "بعض
التسريبات تؤكد أن مصدر الطائرات العسكرية المرسلة إلى ليبيا، تابعة لسلاح الجو
السوري".
واستدرك الموقع قائلا: "إذا صحت هذه التسريبات،
فإن ذلك يعني أن الدعم جاء من دمشق، وهو أمر منطقي في ظل التقارب الكبير خلال
الفترة الماضية بين نظام الأسد وحفتر"، منوها إلى أن هذه الطائرات حصلت عليها
دمشق من موسكو سابقا، وأرسلتها حاليا إلى ليبيا بقيادة طواقم سورية.
وختم الموقع قائلا: "من المحتمل جدا أن روسيا
هي التي طلبت من دمشق تقديم الطائرات إلى حفتر، مقابل التزام الكرملين بتزويد
النظام السوري بطائرات أكثر تطورا".