هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
كشف تقرير أممي، نشرته وكالة بلومبيرغ، عن قيام دولة الإمارات بتسيير رحلات جوية سرية، لنقل معدات وأسلحة قتالية لدعم قوات الجنرال الليبي المتقاعد خليفة حفتر في ليبيا.
وقال التقرير الذي كتبه "دافيد وينر وسامر الأطرش"، وترجمته"عربي21"،إن دولة الإمارات العربية المتحدة تقوم بتشغيل جسر جوي لتوريد السلاح إلى خليفة حفتر في ليبيا منتهكة بذلك حظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة على ذلك البلد الشمال أفريقي.
وكشف التقرير عن قيام هيئة من الخبراء، تابعة للأمم المتحدة ومكلفة برصد الالتزام بالعقوبات المفروضة على ليبيا، بإجراء تحقيق في 37 رحلة جوية، بحسب ما صرح به دبلوماسيان اطلعا على التقرير الذي سلم لمجلس الأمن الدولي الشهر الماضي.
ولفت الموقع إلى أنه حصل على مقتطفات من ذلك التقرير، كاشفا عن أن تلك الرحلات كانت تتم من خلال "شبكة معقدة من الشركات المسجلة داخل الإمارات العربية المتحدة وكازاخستان وجزر العذراء البريطانية في محاولة للتمويه على نقل المعدات العسكرية"، كما يقول الدبلوماسيان.
وقال إن الهيئة وجدت زيادة في عدد الرحلات الجوية السرية المنطلقة من الإمارات العربية المتحدة، ومن قاعدتها الجوية في إريتريا، باتجاه مهابط جوية يسيطر عليها حفتر، الذي يقاتل في سبيل الإطاحة بالحكومة المعترف بها دولياً في طرابلس، حسبما جاء في التقرير.
ويقول الدبلوماسيان إن بعض هذه الرحلات الجوية، التي تنقل كميات كبيرة من الأسلحة، يقوم على تشغيلها مشغلون من كازاخستان.
من جهتها قالت سفيرة الإمارات العربية المتحدة لدى الأمم المتحدة، لانا نسيبة، إنه وعلى الرغم من أنها لم تطلع على التقرير، "إلا أنها تجزم بأن المزاعم باطلة وأن الحكومة تنفيها نفياً قاطعاً".
وقالت نسيبة في تصريحات أرسلتها عبر الإيميل: "نأسف أن يتم ادعاء هذه المزاعم ضد دولة ويتم تسريبها إلى الصحافة دون التحقق أولا من الدولة المعنية حول مدى صدقيتها".
وأضافت إن دولة الإمارات العربية المتحدة سوف تستمر في التعاون مع الهيئة التابعة للأمم المتحدة.
اقرأأيضا : تقرير سرّي يكشف تفاصيل مرتزقة بليبيا يتبعون لشركتين بدبي
وأوضح الموقع"ليس ملزما مجلس الأمن بأن يتخذ أي إجراء بناء على تقرير الخبراء، ولكن بإمكان الدول الأعضاء تحويل الأمر إلى بلدانها للتحقيق. لم يصدر تعليق على الموضوع من قبل المتحدث باسم حفتر".
وقال التقرير إن ليبيا تربض فوق أضخم احتياطي نفطي في أفريقيا، وما لبثت تعيش في حالة من الفوضى العارمة منذ أن دعم حلف شمال الأطلسي ثورة أطاحت بنظام معمر القذافي وانتهى بقتله في 2011، وذلك بعد أن حكم البلاد لأكثر من أربعين عاماً.
وخلال السنوات الأخيرة، ما فتئت حكومة مدعومة من قبل الأمم المتحدة مقرها طرابلس تناضل من أجل فرض السيطرة على البلاد المقسمة وتخوض معارك مع قوات حفتر التي قامت بدورها بشن حملة تستهدف الاستيلاء على العاصمة منذ ما يقرب من عام.
وقال إنه سرعان ما تحولت الحرب إلى صراع بالوكالة جر إلى داخل البلاد قوى إقليمية ودولية وأصبحت قطب جذب للبنادق المستأجرة، ما أثار المخاوف في أوروبا من انتشار المتشددين والمهاجرين عبر المتوسط.
ولفت التقرير إلى دعم كل من مصر والإمارات العربية المتحدة الجنرال حفتر، "الذي يحظى أيضاً بدعم من المرتزقة الروس"، في هذه الأثناء بدأت تركيا في إرسال قوات ومؤن إلى حكومة طرابلس بينما يستمر تفاقم الصراع.
بدورها قالت الأمم المتحدة إنها كشفت عن وجود مرتزقة غربيين توجهوا إلى ليبيا لمساعدة ما اطلقت عليه اسم "رجل موسكو".
ولفت التقرير إلى أن "دولة الإمارات أعربت عن قلقها العميق إزاء ضلوع تركيا في ليبيا، فيما قامت كل من تركيا وروسيا بتجنيد ونشر مرتزقة سوريين للقتال على طرفي الجبهة في ليبيا، وبذلك ينضمون إلى ميدان بات مزدحماً بالمقاتلين المستأجرين لخوض غمار صراع يزداد تعقيداً يوماً بعد يوم".
وأشار التقرير إلى أن الأمم المتحدة طالما عبرت مرارا وتكرارا عن مخاوفها من أن حظر توريد السلاح يجري خرقه من قبل مختلف المعسكرات، الأمر الذي يعيق الجهود التي تبذل لإنهاء الحرب.