هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
فشل سلطان بن سحيم، أحد أفراد أسرة آل ثاني التي تحكم قطر، في إثبات وجوده على الساحة، بعد ظهوره الأول في أيلول/ سبتمبر 2017.
ورغم الدعم السعودي الكبير لابن سحيم، وتقديمه إلى جانب الملك سلمان في عدة محافل، وإظهاره مرارا أمام وسائل الإعلام، إلا أن أطروحات ابن سحيم لم تحظ بقبول أمام داعمي دول الحصار، وفي مقدمتهم السعودية والإمارات.
وتسبب ظهور ابن سحيم في مقابلة مع تركي الدخيل بقناة "العربية"، في آذار/ مارس 2018، باستياء من قبل ناشطين سعوديين وإماراتيين، رأوا أن الشيخ القطري الشاب لا يصلح لتصدّر المشهد في وجه أمير بلده تميم بن حمد.
وبرغم ذلك، واصلت السعودية تصدير ابن سحيم في عدة محافل، إذ رقص العرضة الشعبية مع الملك سلمان في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل، في آذار/ مارس 2019، إلا أنه غاب عن المشهد بعدها لفترات طويلة.
وبحسب ما رصدت "عربي21"، فإن الإعلام الرسمي في السعودية لم يتطرق إلى ذكر سلطان بن سحيم، منذ آذار/ مارس من العام الماضي، بنشر صورته مع محمد بن سلمان في مهرجان الإبل، وهو أول تعاط مع نشاط لابن سحيم منذ تشرين ثان/ نوفمبر من العام 2018.
سعدت بحضور #مهرجان_الملك_عبدالعزيز_للابل وتشرفت بالمشاركة في حضرة والدنا خادم الحرمين الشريفين.. #قطر لا تغيب عن أشقائها.. وإن طال #عبث_الحمدين في استغلال بلادنا وخيرات شعبنا.. "لابد لليل أن ينجلي ولابد للقيد أن ينكسر" pic.twitter.com/Om3SJ3Vg0d
— سلطان بن سحيم آل ثاني (@Sultan_Al_thani) March 23, 2019
ابن سحيم، المتوقف عن التغريد منذ السابع والعشرين من كانون ثان/ يناير الماضي، لا يُعلم ما إن كان لا يزال مقيما في الرياض، أم عاد إلى باريس التي أعلن أنها وجهته عند مغادرته الدوحة.
اقرأ أيضا: العربية تحذف خبرا عن "انقلاب قطر" و"غوغل" يحتفظ بنسخة
اسمان آخران
بالتزامن مع تجاهل الإعلام السعودي لابن سحيم، بدأت الرياض وأبو ظبي، على المستوى الرسمي وغير الرسمي، بالترويج لشيخين آخرين من آل ثاني.
ورصدت "عربي21" ترويج التلفزيون السعودي (الإخبارية)، وصحيفتي "عكاظ" و"سبق"، لكل من فهد بن عبد الله آل ثاني، ومبارك بن خليفة آل ثاني.
وخلال الشهرين الماضيين، نشر الإعلام السعودي عدة مقابلات مع الرجلين، اللذين باتا في صدارة صف المعارضين القطريين، كما نشرت صحيفة "الشرق الأوسط" مقالا لفهد بن عبد الله بعنوان "قطر التي أعرف... والأخرى التي أجهل"، ساق فيه الاتهامات لأمير قطر السابق حمد بن خليفة بمحاولة إلحاق الضرر بالسعودية.
وكان أول ظهور معلن بشكل واضح للرجلين في تشرين ثان/ نوفمبر 2017، في اجتماع لقبائل قحطان بالسعودية، تلاه اجتماع ضم نحو 20 فردا من أسرة آل ثاني، دعوا إلى إسقاط النظام القائم.
ونشرت صحيفة "عكاظ" 5 مقابلات مع فهد آل ثاني خلال أقل من عامين، ثلاثة منها منذ مطلع العام الحالي.
فيديو | الشيخ #فهد_آل_ثاني : أقول لـ #تميم ومن خلفه #تنظيم_الحمدين أن #قطر ليست ملكية خاصة وشعب #قطر ليسوا عمالا لديكم. #قبايل_قحطان pic.twitter.com/KinxFCR1kW
— قناة الإخبارية (@alekhbariyatv) November 17, 2017
وفي آب/ أغسطس الماضي، حضر نائب أمير منطقة الرياض، محمد بن عبدالرحمن بن عبدالعزيز آل سعود، زواج عبد الله نجل فهد آل ثاني.
أما مبارك بن خليفة، الذي يملك علاقات مع أمراء سعوديين منذ سنوات؛ نظرا لاهتمامه الدائم بالمشاركة في سباقات ومهرجانات الإبل، فورد اسمه في قضية مقتل شيخ من أسرة آل ثاني عام 2010.
وبحسب تدوينات لأقربائه، فإن 5 من إخوة مبارك بن خليفة حُكم عليهم بالسجن المؤبد في هذه القضية، علما أن ثلاثة منهم حكموا ابتداء بالإعدام.
تمجيد دول الحصار
بحسب ما اطلعت "عربي21"، فإن التصريحات التي نشرت في الشهور الأخيرة لفهد ومبارك آل ثاني، غلب عليها الدفاع عن دول الحصار، وتمجيدها، وتبرير ما قامت به من حصار لبلدهم.
ويقول مبارك آل ثاني، في إحدى مقابلاته الصحفية، إن "نظام الحمدين أصغر من أن يهز أمن واستقرار مصر.. ولن يحقق أهدافه؛ بحكم ما يربط المملكة والإمارات والبحرين بمصر من علاقات أخوية".
ويزعم مبارك آل ثاني أن قوات الحرس الثوري الإيراني متواجدة في قطر، وتقوم بتعذيب السجناء.
فيما يرى فهد بن عبد الله أن استضافة كأس العالم غير ضرورية.
ونشر في صفحته عبر "إنستغرام" الأغنية السعودية: "الوطن خط أحمر"، ودوّن عبارة على علم قطر: "كلنا للسعودية فدا".
واللافت أن الدعاية السعودية والإماراتية لفهد ومبارك آل ثاني وصلت حد الترويج لنجليهما، عبد الله وسعود.
وقال عبد الله بن فهد، في لقاء مع "العربية"، إن سبب خروجه مع والده هو "الاستعمار التركي"، مهددا بتحرك قريب تجاه الدوحة.
اقرأ أيضا: التلفزيون السعودي يتحدث عن اشتباكات بالدوحة.. وسخرية
شائعة الانقلاب
برز دور الرجلين، لا سيما فهد بن عبد الله، بالترويج لشائعة وجود انقلاب، وإطلاق نار بين أفراد الأسرة الحاكمة في قطر.
فهد بن عبد الله، في خضم ترويج واسع للشائعات من قبل صحيفة "عكاظ" تحديدا، التي نشرت مجموعة من المقالات لكتابها تسير في الاتجاه ذاته، نشر تغريدة، قال فيها إن هناك أنباء عن مقتل بعض أفراد الأسرة، وهو ما كذّبه ناشطون قطريون.
ومع اكتشاف أن غالبية الفيديوهات التي روّجت في الشائعة تعود لاحتفالات بالألعاب النارية بالدوحة، فاجأ فهد بن عبد الله متابعيه، بهجومه على حسابات معارضة للحكومة القطرية.
وقال إن حسابَيْ؛ "شرفاء آل ثاني"، و"حكومة قطر الانتقالية"، لا يتبعان له ولرفاقه، محذرا منهما.
إختلف الخونة في #قطر وأنباء غير مؤكدة عن مقتل أفراد من #ال_ثاني و أتراك.
— فهد بن عبدالله آل ثاني (@fahad1althani) May 13, 2020
المؤكد الان أن #تركيا طرف رئيسي في هذا النزاع. #اردوغان أهان قيادة النظام القطري خلال الأيام القليلة الماضية ورفض أي نقاش قبل تحويل 2.8 مليار دولار.
[ نحن نؤمن أننا في أفضل توقيت للتحرك على الأرض ] pic.twitter.com/f4ufZBP787
لماذا حذّر أفراد الأسرة الحاكمة في #قطر من معرفات تتحدث باسم شرفاء #آل_ثاني؟
— صـ حـ يـ فـ ـة عـ كـ ا ظ (@OKAZ_online) May 8, 2020
نادر العنزي (تبوك) @nade5522#عكاظ #ان_تكون_اولا #CoronaVirus https://t.co/X55c3lV22e
وكانت إدارة "تويتر" أوقفت عشرات الحسابات التي بثت الشائعات حول وجود انقلاب في قطر، من ضمنها الحسابان المذكوران أعلاه.
وعمل الإعلام الرسمي في السعودية على الترويج بشكل كبير لوجود انقلاب في قطر، إذ صعد في التريند السعودي هاشتاغات مثل: "انقلاب في قطر"، و"قطر ولعت"، و"ماذا يحدث في قطر"، و"قطر الآن"، و"مقتل حمد بن جاسم"، و"طرد قطر من مجلس التعاون".
يشار إلى أن دول الحصار، بعد أسابيع من مقاطعتها قطر، صدّرت إلى الإعلام الشيخ عبد الله بن علي آل ثاني، الذي خرج في بيان دعا فيه للمصالحة، ودعا الدوحة للعودة إلى البيت الخليجي.
وبعد ذلك، تبين أن الشيخ عبد الله بن علي محتجز لدى أبو ظبي، كما صرّح في تسجيل له، قبل أن يسمح له بالمغادرة إلى الكويت،