سياسة عربية

MEE: دراما رمضان تكشف تناقضات العلاقة بين مصر وإسرائيل

المسلسل عرضا مشهدا يتحدث عن تحرير القدس- تويتر
المسلسل عرضا مشهدا يتحدث عن تحرير القدس- تويتر

قال موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، إن الدراما الرمضانية، تكشف عن تناقضات العلاقة بين مصر وإسرائيل، بالإشارة إلى مسلسل النهاية الذي يعرض هذا الموسم.

وأشار الموقع في تقرير ترجمته "عربي21" إلى أن شهر رمضان، وخاصة في مصر، تعد الدراما التلفزيونية ملتقى للتشويق والفرح، وجمع العائلات بعد يوم طويل من الصيام، لمشاهدة حلقات جديدة.

لكن ونتيجة لتفشي فيروس كورونا، جرى تسريع الإنتاج لعدد من الأعمال، في المقابل توقفت نصفها، بسبب الظروف.

وتحدث الموقع عن عمل أثار جدلا فور عرضه، وهو مسلسل النهاية، بسبب مقطع واحد ينطوي على صراع خيالي في المستقبل، ينتهي بانتزاع مدينة القدس المحتلة، من السيطرة الإسرائيلية.

و"النهاية"، أول مسلسل خيال علمي بمصر، من بطولة الفنان يوسف الشريف، ويحكي عن مهندي كمبيوتر يعيش في عالم يديره، روبوتات مستنسخة. في مستقبل بائس عام 2120.

وخلال أحد المشاهد، يشير مدرس التاريخ، إلى خريطة ثلاثية الأبعاد للولايات المتحدة، ويحدث طلابه كيف كانت الداعم الرئيسي، للدولة الصهيونية، وعندما حصل العرب على فرصة للتخلص من عدوهم، خاضوا حربا "تحرير القدس" وانتهت بسرعة وعاد اليهود إلى بلدانهم الأصلية.

ولفت الموقع إلى أن وزارة الخارجية الإسرائيلية، أصدرت بيانا، استهجن ما ورد في المسلسل، وقال إنه "غير مقبول على الإطلاق، وخاصة أن الدولتين لديهما معاهدة سلام منذ 41 عاما".

وأشار إلى ان كاتب سيناريو المسلسل عمرو سمير عاطف، رفض البيان الإسرائيلي، وقال إنه "مبالغ فيه" مشددا على أنه "لن يقدم اعتذارا".

وقال الموقع البريطاني: " إنه على الرغم من وضع مصر أسلحتها رسميا، بعد 5 حروب خاضتها مع إسرائيل، وعززت علاقتها الدوبلوماسية والاقتصادية على مر عقود، فربما يكون الفن هو السلاح الأخير في المخطط المصري المستخدم لقويض جارتها المولعة بالقتال".

ونقل عن خبير علم الاجتماع السياسي سعيد صادق قوله، إنه على الرغم من أن المسلسل لا علاقة له بإسرائيل، إلا أنه دعاية تهدف لتعزيز صورة الحكومة المصرية بين العرب. خاصة وأن المنتج للعمل شركة "سينرجي" التي تمتلك روابط حكومية قوية.

وقال صادق: "يبدو أنها كانت دعاية إعلامية متعمدة، لمواجهة الانتقادات القطرية ومن جانب الإخوان المسلمين، للحكومة المصرية، المتهمة ببيع الفلسطينيين بسبب صفقة القرن".

وتساءل: "لماذا وضعوا المشهد في الحلقة الأولى، على إسرائيل إذا أن تتقاسم مع المخرج حصة من الأرباح".

وسخر كاتب السيناريو عاطف من الحديث عن الدعاية الإعلامية، وقال: "أنا لا أعلق على أمور تتعلق بالسياسة، لأن هذا ليس من اختصاصي.. دور المخرج هو الترفيه عن الناس".

وقال الموقع البريطاني إن مسلسل النهاية، اجتذب جمهورا واسعا، منذ بث الحلقة الأولى له في الـ 24 من نيسان/ أبريل، وهو ما قال عاطف إنه كان مفاجأة سارة.

وأشار عاطف، قبل الرد على الانتقادات والحلقة التي أثارت الجد بالقول: "أحثهم على مشاهدة المسلسل، الموضوع يتمحور حول مبادئ العدالة، وبما أنها طريق النجاح وإذا لم تسد، فإن كل شيء سيكون عرضة للتدمير".

وقال "ميدل إيست آي"، إنه على الرغم من مضي 41 عاما على اتفاقية كامب ديفيد، بين إسرائيل ومصر، إلا أن الأخيرة لم تتمكن حتى الآن من إقناع الشعب المصري بأن إسرائيل جادة في وعودها.

وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة: "إذا حققت إسرائيل السلام مع مصر والأردن أو أي دولة عربية، فهذا لا يكفي".

وأضاف: "السلام يجب أن يأتي أولا وقبل كل شيء مع الفلسطينيين، وبعد ذلك يمكن ان يأتي مع دول عربية أخرى" وتابع: "

لكن صادق قال: "ليس كل المصريين معنيين بالقضية الفلسطينية" وتابع "المصريون سئموا من الحرب والقضية الفلسطينية. إنهم يهتمون بالفقر ووضعهم الحالي وليس ما تفعله إسرائيل أو لا تفعله."

من جانبه قال خبير إعلامي مقيم في ألمانيا، رفض الإفصاح عن اسمه، لموقع "ميدل إيست آي"، بسبب ضغوطات اللوبيات المؤيدة لإسرائيل، "من غير المعتاد أن تكون الحكومة المصرية دقيقة للغاية. في هذه البرامج، كما أنه يتحدث عن تفكك الولايات المتحدة ، لكننا لم نسمع أبدًا من أي شخص في أمريكا بأنه غير سعيد بهذا الأمر".

ومنذ انقلاب الجنرال عبد الفتاح السيسي وصعوده إلى السلطة، تصاعدت العلاقات المصرية الإسرائيلية أمنيا وعسكريا، وصاحب ذلك حنلة قمع داخلية ضد أي نوع من الانتقادات للتطبيع مع إسرائيل.

وفي تموز/يوليو 2019، اعتقل رامي شعب وهو أحد مؤسسي الفرع المصري، لحركة المقاطعة العالمية "بي دي أس"، ويمكث في الاحتجاز دون محاكمة بحسب منظمة العفو الدولية.

ولا يزال محتجزاً في سجن طره ، إلى جانب آلاف منتقدي الحكومة المصرية الآخرين.

من جانبه قال نافعة، إن أحدا إذا حاول البحث في المشاعر الحقيقية للمصريين، فربما يجد تعاطفا مع اليهود ويمكن العيش معهم بسهولة، لكن المشاعر تجاه إسرائيل وسلوكها المتطرف، تجاه الفلسطينيين مختلف تماما".

 

وتابع: "وإذا كانت الفكرة هي أن إسرائيل تجسد العدو، فبالتالي العرض يتوقع نهاية العدو، وهذا يلتقي مع المشاعر الشعبية".

التعليقات (0)