صحافة إسرائيلية

تقدير إسرائيلي: فشل مفاوضات الأسرى مع حماس سيصعد الوضع في غزة

بوخبوط: حماس ترسل إشارات بأنه إذا لم يكن هناك تقدم في المفاوضات فإن لديها أدوات أخرى للدفع بها إلى الأمام- جيتي
بوخبوط: حماس ترسل إشارات بأنه إذا لم يكن هناك تقدم في المفاوضات فإن لديها أدوات أخرى للدفع بها إلى الأمام- جيتي

قال خبير عسكري إسرائيلي، إن "التوتر الأمني في قطاع غزة يتزامن مع احتمالية أن يؤدي الفشل في التفاوض على صفقة تبادل الأسرى إلى التصعيد العسكري مع حماس، مع أن اتصالات الجانبين لم تتقدم بشكل ملحوظ، وقد يؤدي التأخير في إنجاز الصفقة لتداعيات أمنية على واقع قطاع غزة".


وأضاف أمير بوخبوط، وثيق الصلة بالمؤسسة العسكرية الإسرائيلية، في تقرير نشره موقع ويللا الإخباري، ترجمته "عربي21"، أن "الفترة الحالية حساسة في قطاع غزة، لذلك إذا لم تنضج صفقة التبادل، فقد تمهد الطريق لإطلاق نيران على حدود قطاع غزة، مع أن مفاوضات صفقة تبادل الأسرى التي بدأت بدعوة مصر لحماس تبعها أحاديث لوسائل الإعلام الفلسطينية والإسرائيلية عن حيثياتها".


وأكد أن "مفاوضات صفقة التبادل تخللها تقديم مقترحات رسمية من بعض البلدان، مثل روسيا، للمساعدة في إنجازها، وقد ناقش رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القضية مع بعض قادة مؤسسة الجيش، كما تم عرض القضية على أعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، وتم توصيف المطالب التي قدمتها حماس، مقابل معلومات أولية عن جنود الجيش والمستوطنين، بأنها "غير متناسبة".


وأوضح أنه "في الوقت نفسه، شعرت إسرائيل بأنه إذا لم ترغب قيادة حماس بتلبية مطالبها، فلن يكون هناك جدوى من المضي قدما في المفاوضات معها، مع أن زعيم حماس يحيى السنوار ظهر في وسائل الإعلام الفلسطينية قبل بضعة أسابيع، مقدما نهجا براغماتيا تجاه إسرائيل، بالنظر للضغط المتزايد من الشارع الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة لانتشار فيروس كورونا".


وأشار إلى أن "مسؤولين أمنيين إسرائيليين كبارا تداولوا الأنباء التي تتحدث عن اعتزام السنوار تعزيز التحركات الميدانية تجاه إسرائيل، ويمكنه القيام بذلك من خلال عدد من العوامل، بما في ذلك تدهور الوضع الاقتصادي في غزة، والخوف من فقدان السيطرة على حملة مكافحة كورونا، وأثير سيناريوهان طرحهما كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي على رئيس الوزراء في النظام الأمني".


وأضاف أن "أحد هذين السيناريوهين مطالبة وزراء إسرائيليين برفض مطالب حماس، بحجة أنها تبذل جهودا لكسب الوقت لتسليح نفسها، وتكثيف محاولاتها في الضفة الغربية، مع أن القيادة السياسية الإسرائيلية تتقدم على مسارين: حماس في غزة، وصفقة تبادل الأسرى، أملا بتعزيز الهدوء النسبي مقابل تقديم المساعدة الإنسانية بأجهزة التنفس الصناعي، وآلات المطلوبة لإجراء الاختبارات الخاصة بالوباء بالمختبرات الإسرائيلية".


وأشار إلى أنه "في الأيام الأخيرة، جادل مسؤولون أمنيون بأنه تم إحراز تقدم في مفاوضات صفقة التبادل، لكن لا يزال ذلك غير كاف، رغم إشراك مسؤولين دوليين، بشكل غير رسمي، من أجل فهم مدى استعداد حماس للمضي قدما في بعض التنازلات التي قد تكون على استعداد لتقديمها".


ونقل عن "مسؤولي الأمن الإسرائيليين أنهم لم يتلقوا من الجهات الدولية التي عرضت المساعدة إجابات إيجابية حتى الآن، ومن هنا نفهم أنه لا يوجد تقدم كبير بالمفاوضات، وقدم قادة حماس مقترحات لإحراز تقدم فيها، بما في ذلك إطلاق سراح المعتقلين من صفقة شاليط، ولكن في إسرائيل، تم الحفاظ على الصمت، باستثناء تصريحات بعض أعضاء مجلس الوزراء الذين يعارضون إطلاق سراح أسرى توجد "دماء على أيديهم".


وأكد أنه "مع مرور الأيام، لم تقدم قيادة حماس رسائل إيجابية، فيما انتقدت وسائل الإعلام الفلسطينية مفاوضات التبادل، بزعم أن إسرائيل تحاول خداع حماس، لكن الحركة ترسل إشارات بأنه إذا لم يكن هناك تقدم في المفاوضات، فإن لديها أدوات أخرى للدفع بها إلى الأمام".


وأوضح أن "عدة أيام مرت على إطلاق صاروخ على إسرائيل، ورغم نفي حماس لمسؤوليتها، لكن المسؤولين في إسرائيل يرون أنها إشارة من قيادة حماس بشأن عدم الرضا عن عدم إحراز تقدم. ومع مرور الأيام، يتضح أن الدافع لتعزيز صفقة تبادل الأسرى منخفض جدا، لكن بعض المسؤولين في إسرائيل تكهنوا بأن حكومة جديدة ستنجز صفقة أوسع، تشمل أيضا قضية الأسرى والمفقودين، بجانب اتفاق طويل الأمد مع حماس".


وأشار إلى أنه "قبل بضعة أسابيع فقط، وضعت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية-أمان، تقييما أمنيا على مكتب رئيس الوزراء فيما يتعلق بالأخطار التي قد تنشأ عن السيناريوهات المحتملة لانتشار الكورونا في قطاع غزة، وقد يؤدي تدهور القضية لتغيير في الأنشطة المسلحة، بما في ذلك حماس، من أجل التصعيد ضد إسرائيل".


وختم بالقول إن "كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين أوصوا باتباع نهج براغماتي تجاه حماس، التي تعاني جملة إشكاليات في إدارتها لقطاع غزة منذ وصولها للسلطة، وتسعى للتوصل إلى ترتيبات طويلة الأجل من خلال مشاركة دولية".

0
التعليقات (0)

خبر عاجل