هذا الموقع يستخدم ملف تعريف الارتباط Cookie
وقال خبراء وأصحاب جمعيات خيرية لـ"عربي21": لقد تأثر ملايين الأشخاص سواء من الفقراء أو عابري السبيل من حظر إقامة تلك الموائد التي كانت تشكل لهم ولأسرهم ملاذا من جوع العام بدون وجبات ساخنة ولحوم طازجة.
وأكدوا أن هناك بدائل جديدة ظهرت في ظل غياب موائد الرحمن كتوزيع الوجبات الساخنة على الفقراء والمساكين في منازلهم وعلى عابري السبيل على الطرقات، إلا أن حجم التبرعات والإنفاق تراجع بشكل كبير؛ بسبب جائحة كورونا أيضا.
توزيع الوجبات بدلا من الموائد
يقول مؤسس جمعية "ارسم بسمة" الخيرية، أشرف درويش، إنهم تغلبوا على أزمة غياب موائد الرحمن من خلال "إعداد وجبات الطعام وتوصيلها للفقراء في منازلهم، أما عابرو السبيل الذين داهمهم وقت الإفطار وهم على الطرقات فنقوم بتوزيع وجبات "طريق" عليهم".
وأوضح في تصريحات لـ"عربي21": "استطعنا تقديم الوجبات للأسر والأفراد، فطور وسحور، ويتراوح عدد الوجبات العائلية ما بين 360 إلى 380 وجبة، ووجبات السيارات من 150 إلى 200 وجبة يوميا".
وعن تأثر التبرعات بأزمة كورونا، والحالة الاقتصادية، أكد مؤسس الجمعية أن "الدعم المادي للجمعية وللجمعيات الأخرى تراجع بشكل ملحوظ، ولكننا نعتمد على الله أولا، ثم على الإمكانيات المتاحة، وعندما تضيق نلجأ إلى الإمكانيات الخاصة بنا من خلال الأصدقاء والأقارب".
ولفت درويش إلى أن "هناك إجراءات احترازية نقوم باتخاذها للحفاظ على الفريق التطوعي باستخدام الكمامات ومواد التعقيم والتطهير سواء في المطابخ أو للمتطوعين، كما نقوم بتوعية المواطنين وتعريفهم بالإجراءات الوقائية بتجنب الإصابة من خلال فريق متطوع".
زيادة أبواب الخير في زمن الجائحة
وقال البرلماني المصري السابق، وأستاذ التاريخ الإسلامي سابقا، محمود عطية، إن "منع إقامة موائد الرحمن في ظل انتشار فيروس كورونا والظروف الطاحنة أثر على ملايين المصريين الذين يعانون من الفقر والجوع الذين كانوا ينتظرون هذه الأيام".
لكنه استدرك بالقول في حديثه لـ"عربي21": "ليس معنى أن لا تكون هناك موائد رحمن أن يقف هذا العمل الخيري الذي يساعد ملايين الفقراء، فهناك بدائل ظهرت على الساحة، فالإسلام لم يترك صغيرة ولا كبيرة في رخاء أو جائحة إلا وعدد أبواب إنفاق الخير فيها".
ولفت البرلماني السابق إلى أن هذه الظروف "فرصة سانحة لتوزيع الوجبات على الفقراء والمساكين الذين كانوا لا يشاركون في موائد الرحمن حياء، الذين قال عنهم القرآن الكريم "يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف"، وكانت بعض هذه الجمعيات تقوم بهذا الدور، فأبواب الخير لا تنقطع بل تزداد في زمن الجائحات".